مقالات

الجوكر “يحيى” .. حصان “صالح” الأسود لإنقاذ “العائلة والحزب” من مخاطر المؤامرة ….كتب / عابد المهذري (3)

لا يتولى اي من اولاد صالح اوابناء إخوته اي منصب في الحزب .. لكن اشخاصا مثل الاشقاء الثلاثة “طارق ويحيى وعمار” وابن عمهم الاخر “توفيق” ؛ لهم نفوذ مؤثر داخل الحزب وهم خارج صفوفه وهيكله .. الامر الذي ينزعج منه بعض القيادات المؤتمريين ويرفضونه في الخفاء ويجبرون على تقبله بمضض ؛و”صالح” يفهم وجود هكذا حساسيات .

ابناء الزعيم الثلاثة “احمد وخالد وصلاح” وابن العم “محمد محمد” والحفيد “كنعان” بعيدون عن الاهتمام بشئون الحزب .. حتى ان “احمد” عندما كان قائدا لقوات الحرس الجمهوري اثناء رئاسة والده للجمهورية ظلت اهتماماته السياسية والحزبية بعيدة عن التفكير بالسلطة والمؤتمر رغم المحاولات المتعمدة لزجه في هذا المجال دون جدوى .

عكس “يحيى” تماما ؛ الذي كان يتولى رئاسة اركان قوات الامن المركزي ويهتم كثيرا بالنشاط السياسي والحزبي وعينه تتطلع لعرش الحكم .

بقي “احمد” عقب اقالته من موقعه العسكري الرفيع ؛ متسما بتلك الانطوائية والعزلة التي يفضل العيش والحياة وفقها .. لينتهي ؛ حاله الراهن لذات الحال ؛ أسيرا تحت الاقامة الجبرية بدولة الامارات .. فيما إقالة “يحيى” من منصبه الأمني الهام ؛ لم تمنعه او تقيده من الاستمرار في انشطته المدنية .. ووجد متسع من الوقت للحيوية والتحرك دون قيود حتى وهو مقيم خارج اليمن بنفس المستوى والاداء الذي كان عليه وهو في الداخل ويتبوأ منصب رسمي كبير .

يبدو ان صالح قرأ الوضع بعقلانية ؛ وبتأمل مكثف .. فأدرك ان الرهان على “احمد” رهان خاسر ؛ وحظوظ نجاحه ضئيله .. مقتنعا بان “يحيى” هو حصان طراوده والجواد الاسود الممكن التعويل عليه في احراز الهدف المطلوب وتنفيذ المهمة العسيرة .

أخفق احمد – اثناء وبعد السلطة والحرس – في التحرك مدنيا عبر مؤسسة الصالح الخيرية وجمعية اصدقاء الكتاب .
بينما نجح “يحيى” مدنيا بنسبة لابأس بها ؛ من خلال رئاسته لمنظمتي كنعان لفلسلطين وملتقى الرقي والتقدم – اثناء وبعد الكرسي والمعسكر – من البقاء تحت الاضواء مواصلا الحضور على الساحة بفاعلية .. في ظل غياب وانحصار تام لانشطة العميد طارق والعقيد عمار ؛ بمجرد اقالتهما من قيادة ألوية الحماية الرئاسية ووكالة الأمن القومي وابعادهمها كملحقين عسكريين في المانيا واثيوبيا .. وتواري “توفيق” تماما لحظة ازاحته من رئاسة شركة كمران ليتحول الى شيخ ويعود “طارق” حارسا لأمنيات الزعيم وينشغل “عمار” بالتجارة والاستثمار وتفضيل “احمد” للاحتجاب خلف جلباب الديبلوماسية والميول للراحة والاستجمام .

هذا بالنسبة لشباب عائلة عفاش .. استعراض تقريبي مختصر لمسار تحولاتهم منذ خروج “صالح” من الرئاسة بسقوط نظام حكم المؤتمر .. وصعود خصومهم واعدائهم لقيادة وادارة البلاد .. لكن الحالة في اسرة “آل عفاش” لم تتغير للأفضل مع السقوط اللاحق لهؤلاء الخصوم والاعداء .

وحده “يحيى” من واظب على التحدي وسلك غمار المخاض العسير دونما توقف او انصياع .. مثله مثل عمه “صالح” بعناده ومكابرته ورفضه الرضوخ بسهولة وعدم الانسحاب من المعركة في منتصفها وخوضها للنهاية .

من هنا تتداخل المعطيات وتفرض المتغيرات تعقيداتها على تفاعلات المشهد اليمني والمؤتمر والزعيم وأولاده جزء مهم فيه .

جاء العدوان وتعقدت المجريات أشد مما كانت عليه ؛ في حين أوجدت مساحات مناسبة لمن يريد الحركة من افراد الاسرة ويحب استثمار اللحظة .. غير ان الجمود لدى “شباب عفاش” ازداد بلا تفسير او مبرر .. و “يحيى” بمفرده ؛ كما هي عادته ؛ يغرد خارج السرب العفاشي .. بلا تحفظ او مخاوف .. ولا وضع محاذير لاي حسابات افتراضية .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com