صحيفة بريطانية: أمريكا دفعت ثمناً باهظاً لحرب فاشلة على اليمن
صحيفة بريطانية: أمريكا دفعت ثمناً باهظاً لحرب فاشلة على اليمن

21 سبتمبر../
نشرت صحيفة “إنترناشيونال بانكر” البريطانية تقريراً تحليلياً تناولت فيه التداعيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية للحملة الأمريكية على اليمن، مؤكدة أن هذه الحملة مثلت فشلاً استراتيجياً رغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها واشنطن.
وذكرت الصحيفة المتخصصة في الشؤون المالية والمصرفية الدولية أن العملية العسكرية الأمريكية التي بدأت في 15 مارس 2025 تحت اسم “الفارس الخشن”، لم تحقق أهدافها المعلنة، رغم أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مليار دولار خلال الشهر الأول فقط من العدوان.
وأوضح التقرير أن واشنطن لم تتمكن من فرض سيطرة جوية فاعلة على اليمن، كما عجزت عن إيقاف هجمات جماعة أنصار الله على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن القوات الأمريكية استهدفت نحو 800 موقع خلال عمليات القصف، وادعت قتل المئات من قادة الجماعة، غير أنها لم تقدم أي دليل موثق، فيما أظهرت التقارير الميدانية أن الضربات الأمريكية أصابت أهدافاً مدنية وأوقعت مئات الضحايا، من بينهم لاجئون أفارقة.
كما أشار التقرير إلى أن هجمات أنصار الله استمرت رغم التصعيد الأمريكي، وأثرت بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، حيث اضطرت العديد من السفن التجارية والعسكرية إلى تغيير مساراتها، مما أدى إلى زيادة في تكاليف الشحن الدولي، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى شن حملة عسكرية مباشرة واسعة النطاق.
ورغم هذا التصعيد، فقد الجيش الأمريكي سبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9، إضافة إلى مقاتلتين من طراز F-18، الأمر الذي شكل عبئاً إضافياً على الميزانية العسكرية الأمريكية.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أطلق العملية العسكرية في محاولة لإجبار أنصار الله على وقف عملياتهم في البحر الأحمر، إلا أن فشل الحملة في تحقيق أهدافها دفع البيت الأبيض في 5 مايو 2025 إلى إصدار أمر بوقف العمليات الهجومية ضد اليمن.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الباحث السياسي “تشارلز وليام والدورف” قوله إن “الضربات الأمريكية لم تنجح في تقويض قدرات أنصار الله، بل على العكس، ساهمت في تعزيز موقفهم السياسي والعسكري داخل اليمن، وأدت إلى تغيير في موازين القوى الإقليمية”.
وخلص تقرير إنترناشيونال بانكر إلى أن الحملة الأمريكية على اليمن كانت مكلفة سياسياً واقتصادياً، وفشلت في تحقيق أهدافها العسكرية، كما أنها أضعفت من نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، في مقابل تعزيز مكانة اليمن كقوة إقليمية قادرة على فرض معادلات جديدة في وجه التحالفات الغربية.