اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

عزلة متسارعة وتهديدات اقتصادية.. كيان العدو يواجه انهياراً استراتيجياً في قطاع الطيران والتحالفات الدولية

21 سبتمبر/ تقرير خاص

مع استمرار تأثير الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية في الضغط على قطاع الطيران في كيان العدو الإٍسرائيلي، وفي وقت تزداد فيه الشكوك حول مصداقية ضمانات واشنطن لأمن “إسرائيل”، يشهد الكيان الصهيوني أزمة طارئة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يواجه العدو الإسرائيلي، عزلة متسارعة على مختلف الأصعدة، لا سيما في قطاع الطيران الدولي الذي ينعكس على صورة الكيان ويؤثر بشكل كبير على اقتصاده.

وفي ظل استمرار انسحاب شركات الطيران وارتفاع أسعار التذاكر، يجد الكيان الإسرائيلي نفسه في قلب عزلة استراتيجية تشكل تهديداً كبيراً للاقتصاد والاستثمار، وتضاف هذه الأزمة إلى سلسلة من الإخفاقات التي يعاني منها الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط على المستوى الأمني ولكن أيضاً في مستوى التحالفات الدولية والإقليمية.

شركات الطيران تنسحب من “إسرائيل”.. عزلة تتسع وصورة تنهار

صحيفة “معاريف” العبرية نشرت تقريرا أوضحت فيها “أن شركة الطيران الأوروبية “رايان إير” قررت رسميًا تعليق جميع رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى نهاية يوليو/تموز، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها تمثل ضربة قاسية للمستهلك الإسرائيلي وسوق الطيران الداخلي”. القرار جاء بعد تصريحات مباشرة من الرئيس التنفيذي للشركة مايكل أوليري، قال فيها إن “الصبر بدأ ينفد مع إسرائيل”، في تعبير واضح عن تدهور الثقة الدولية في الأوضاع داخل الكيان، خاصة في ظل استمرار الحرب وتراجع الاستقرار الأمني.

ووفقًا للصحيفة، فإن “الشركة التي كانت من أكثر شركات الطيران شعبية في أوساط الإسرائيليين بفضل أسعارها الاقتصادية، دخلت منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر في سلسلة من الإلغاءات والخسائر، وصلت حتى اليوم إلى 3.8 مليون يورو، ما دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها بالكامل تجاه السوق الإسرائيلية”. و”بينما اقتصر القرار الحالي على تعليق الرحلات حتى نهاية يوليو، إلا أن نبرة تصريحات الإدارة تشير إلى احتمالية تمديد التعليق حتى نهاية العام على أقل تقدير”.

الصحيفة أفادت أن هذا الانسحاب المفاجئ سيؤثر بشكل مباشر على آلاف المسافرين، وسيدفع بأسعار الرحلات إلى أوروبا نحو مستويات قياسية، في ظل محدودية البدائل واستمرار انكماش خيارات الطيران. كما انعكس القرار فورًا في السوق، حيث بدأت شركات الطيران الأخرى بإعادة تقييم خطوطها، وبعضها بالفعل قلّص عدد رحلاته إلى مطار بن غوريون.

زعيم المعارضة في الكيان يائير لابيد لم يتأخر في تحميل “الحكومة” الإسرائيلية المسؤولية، واتهمها بالتقصير في دعم شركات الطيران الأجنبية وتقديم ضمانات التأمين كما حدث في السابق. وقال لابيد: “إسرائيل الآن تحت حظر جوي، وزير النقل خارج البلاد، ورئيس الوزراء غائب عن الحدث”، في إشارة إلى الفوضى الإدارية التي تعيشها حكومة الاحتلال”.

يأتي هذا التطور في سياق أوسع من الانهيارات المتسارعة التي يشهدها الكيان على مختلف المستويات، مع تزايد حالة العزلة الجوية والاقتصادية، وتراجع موقعه كمركز إقليمي آمن للطيران والاستثمار. والمؤكد أنه إذا استمرت الشركات العالمية في الانسحاب، فإن ذلك قد يشكل بداية مرحلة جديدة من الانكشاف الجوي والعزلة الاستراتيجية لكيان العدو، وسط مشهد إقليمي ودولي لم يعد يقبل تجاوزاته، ولا يسكت على عدوانه.

طوارئ في “الكنيسيت”

من جانبه موقع IAS العبري قال أن لجنة الاقتصاد في الكنيست عقدت صباح الأربعاء جلسة طارئة لمناقشة ما وصفته بأزمة الطيران التي تضرب “إسرائيل” منذ أسابيع، في ظل تزايد إلغاء الرحلات الجوية وارتفاع غير مسبوق في أسعار التذاكر، على خلفية تدهور الوضع الأمني وهروب شركات الطيران الأجنبية.

وبحسب الموقع فان الجلسة، التي ترأسها عضو الكنيست دافيد بيتان، شهدت توتراً واضحاً بين أعضاء اللجنة، وسط غياب “وزيرة النقل” التي كانت في زيارة رسمية إلى المجر، ما أثار استياء الحضور وطرح تساؤلات حول غياب القيادة عن التعامل مع أحد أخطر الملفات التي تهدد صورة “إسرائيل” في المجال الدولي”.

النقاش تركز على “فشل الحكومة في تأمين بيئة طيران مستقرة، لا سيما بعد سقوط صاروخ في الرابع من مايو على مطار “بن غوريون”، وهو ما أدى إلى انسحاب 14 شركة طيران أجنبية، ليبقى العدد حالياً عند 27 فقط من أصل 41 شركة كانت تعمل سابقاً، حسب ما أفاد به شموليك زكاي، مدير سلطة الطيران المدني في الكيان. وأكد زكاي أن “إسرائيل” اضطرت إلى إرسال نتائج تحقيق سلاح الجو إلى شركات الطيران الأجنبية في خطوة وصفها بأنها “غير مسبوقة”، كمحاولة لطمأنتها على الوضع الأمني، إلا أن ذلك لم يثمر عن عودة جماعية حتى الآن.

وقال الموقع ان عضو “الكنيست” “أورير فورر” انتقد “ضعف استجابة الحكومة، وقال إن عدم إعلان حالة الطوارئ فور سقوط الصاروخ اليمني في “بن غوريون” أرسل رسالة خاطئة للعالم، وتسبب في خسارة ثقة شركات كبرى مثل الخطوط البريطانية، التي كانت أول من انسحب وآخر من فكر في العودة”.

ممثلة الشركة المحامية “شيرلي كاتزير” شددت على أن المشكلة ليست شخصية، ولكن غياب الإجراءات الواضحة والأمان الحقيقي هو ما يدفع الشركات للابتعاد، وأضافت أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لتوفير حوافز حقيقية تعيد الطيران الأجنبي إلى السوق الإسرائيلية” بحسب الموقع.

من جهته، كرر” رئيس اللجنة” دافيد بيتان موقفه بأن الحكومة “ليست جهاز صراف آلي”، رافضاً فكرة تعويض الشركات أو تقديم تسهيلات مالية، ومؤكداً أن دعم الطيران إلى أوروبا ليس أولوية. النائبة تال ميرون طالبت اللجنة بعدم تجاهل “الواقع القاسي” الذي تعيشه “إسرائيل” بعد 600 يوم من الحرب ووجود عشرات الأسرى، وقالت إن اختفاء شركات مثل رايان إير يعني تقلص العرض وارتفاع الأسعار، ما يُفاقم الأزمة على المستهلكين الإسرائيليين”.

التقرير يعكس تخبطًا واضحًا في أوساط العدو الإسرائيلي أمام الانهيار التدريجي في قطاع الطيران، وسط غياب الرؤية ورفض التمويل، في وقت تنهار فيه ثقة الخارج والداخل معاً. ومع استمرار سقوط الصواريخ واقتراب الصيف، تبدو الأجواء  متجهة نحو مزيد من الإغلاق والعزلة، في ظل عجز صهيوني عن إيجاد حلول أو حتى الاعتراف بحجم الكارثة.

“أنصار الله أفشلوا آلة الحرب الأمريكية واحتفظوا بالمبادرة”

مجلة “Australia/Israel Review” الصادرة عن مجلس الشؤون الأسترالية/الإسرائيلية واليهودية، نشرت بدورها تقريرا يكشف عجز العدوان الأمريكي وفشل رهاناته في اليمن وكشفت المجلة، وهي لسان حال اللوبي الصهيوني في أستراليا،، أن العملية العسكرية الأمريكية في اليمن المعروفة باسم “عملية رايدر العنيف” قد انتهت بفشل واضح رغم التصعيد العسكري الهائل الذي استمر لقرابة شهرين، وتخللته أكثر من ألف غارة جوية.

التقرير الذي جاء بعنوان “نهاية قاسية لفيلم رايدر في اليمن”، أقرّ بأن الحملة الأمريكية لم تحقق أهدافها، وأن الجيش الأمريكي لم يتمكن من كسر صلابة أنصار الله أو تقويض قدراتهم العسكرية، مشيرًا إلى أن أنصار الله ما تزال، بحسب وصفه، “متماسكة وقادرة على العمل على جميع المستويات”، وهو اعتراف ضمني بالهزيمة رغم الاستعراض الناري والإعلامي الذي رافق العملية منذ بدايتها في 15 مارس/آذار وحتى إعلان وقف إطلاق النار في السادس من مايو”.

وفي الوقت الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها دونالد ترامب، تصوير وقف العملية على أنه انتصار دبلوماسي بعد “استسلام الحوثيين” كما زعم فإن المجلة اليهودية ذات التوجه الصهيوني أكدت أن المعطيات الميدانية والاستخباراتية تشير إلى العكس تمامًا، وأن القرار الأمريكي بوقف الهجوم جاء بعد عجز القيادة المركزية عن تقديم أي مقياس حقيقي للنجاح باستثناء عدد الذخائر التي تم إنفاقها.

المجلة نقلت أيضًا معلومات تشير إلى أن ترامب قلّص الخطة العسكرية التي اقترحها قائد القيادة المركزية من 8 أشهر إلى 30 يومًا فقط، وأن قرار وقف الهجوم جاء تحت ضغوط لوجستية ومالية، بعد خسائر فادحة تكبدتها القوات الأمريكية، بما في ذلك فقدان طائرات مسيرة ومقاتلات، وارتفاع الإنفاق على الذخائر إلى ما يزيد عن مليار دولار.

وفي جانب آخر من التقرير، سلّطت المجلة الضوء على حالة الارتباك داخل معسكر حلفاء واشنطن، مشيرة إلى أن بريطانيا لم يتم إبلاغها مسبقًا بقرار وقف إطلاق النار، وأن “إسرائيل” تلقت صدمة سياسية وأمنية بعد أن تُركت وحدها في مواجهة عمليات الرد اليمني، خاصة بعد أن واصل أنصار الله إطلاق صواريخهم وطائراتهم المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي من دون أن تحرّك واشنطن ساكنًا.

التقرير انتقد غياب أي بند في الاتفاق الأمريكي–اليمني يشير إلى وقف الهجمات على الكيان الصهيوني، ونقل عن السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” أن واشنطن لن تتدخل ضد الحوثيين إلا إذا أُصيب أمريكيون، وهو ما وصفته المجلة بأنه ضربة قاصمة لصورة التحالف مع واشنطن وثقة “تل أبيب” بالضمانات الأمريكية.

وفي إشارة مهمة، أكدت المجلة أن أنصار الله لم يقدموا أي تنازلات جوهرية، ولم يتراجعوا عن مواقفهم المعلنة، بل إنهم جددوا تأكيدهم على استمرار استهداف السفن الإسرائيلية، والمضي في معركة البحر الأحمر حتى تتحقق الأهداف الكبرى، مما يعكس أن القرار الاستراتيجي بيد أنصار الله لا بيد الوسطاء أو الضغوط.

وفي اعتراف نادر، قالت المجلة إن وقف إطلاق النار الأمريكي لن يعيد حرية الملاحة في البحر الأحمر كما توهمت واشنطن، وأن شركات الشحن ما تزال تتجنب المرور من هناك، إدراكًا منها أن زمام المبادرة بات بيد اليمنيين، وأن أي تصعيد جديد قد ينطلق في أي لحظة.

تقرير Australia/Israel Review، الذي كُتب بأسلوب يفيض بالمرارة السياسية والإحباط العسكري، عكس حجم الهزيمة المعنوية التي مُنيت بها واشنطن وحلفاؤها، بعد أن اصطدمت حساباتهم مع أنصار الله بجدار صلب من الإرادة والسيادة، ووجدوا أنفسهم مضطرين للخروج من اليمن من دون مكاسب، فيما يواصل الشعب اليمني موقفه الثابت: لا مساومة على فلسطين، ولا تراجع عن معادلة البحر الأحمر.

نهاية مرحلة

بناءً على ذلك، يعتبر الخبراء أن هذه التطورات تؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من الانعزالية الجغرافية والاستراتيجية، قد تؤثر على قدرة كيان العدو الإسرائيلي في جذب الاستثمارات الكبرى وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في المدى القريب. فالحصار البحري المفروض على الكيان، خصوصاً في البحر الأحمر، والانسحابات المتتالية لشركات الطيران الكبرى، قد تضع كيان العدو الصهيوني في موقف غير مسبوق من العزلة السياسية والاقتصادية، ما يجعل الكيان يعيش حالة من التفكك الداخلي والخارجي لم يجد لها حلولاً، ولم يسبق له أن مر بمثلها من قبل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com