اخبار محليةالعرض في السلايدر

صحيفة Trinidad Express: أنصار الله ليسوا متمردين ولا إرهابيين.. بل قوميون مناهضون للاستعمار

‏انصار الله ليسوا متمردين ولا إرهابيين.. بل قوميون مناهضون للاستعمار

 

نشرت صحيفة Trinidad Express ومقرها جمهورية ترينيداد وتوباغو، مقالًا تحليليًا غير مسبوق للكاتب والأكاديمي واين كوبالالسينغ، تناول فيه ما وصفه بـ”الحقائق المنسية عن انصار الله ” في اليمن، مفندًا فيه عددًا من الروايات السائدة في الإعلام الغربي والأمريكي بشأن طبيعة هذه الجماعة، وأسباب تدخل التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضدها.

يؤكد الكاتب في مستهل مقاله أن  أنصار الله، ليسوا “متمردين”، موضحًا أنهم حركة سياسية وعسكرية تدير شمال اليمن، وهو موطن لـ 80% من السكان، بما في ذلك العاصمة التاريخية صنعاء، إحدى أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان. ويستعرض الكاتب جذور حركة انصار الله ، مبينًا أنها نشأت في تسعينيات القرن وهي إحدى الأمم العربية الأصلية ومنذ عام 2015، بدأت في إدارة شمال البلاد، ومنذ ذلك الحين دخلت في حرب ضد السعودية والإمارات وتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

ويرى كوبالالسينغ أن مصطلح “متمرد” يُستخدم بهدف نزع الشرعية السياسية والقانونية عن الحركة

يُفنّد الكاتب الوصف الأمريكي والسعودي لانصار الله بأنها  جماعة “إرهابية”، مستعرضًا السياق التاريخي لنضالات اليمنيين، حيث قاتل الشماليون ضد الإمبراطورية العثمانية منذ القرن الخامس عشر حتى عام 1915، حين سقطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، بينما قاتل الجنوبيون ضد شركة الهند الشرقية والإمبراطورية البريطانية حتى الاستقلال عام 1967.

ويصف الكاتب الحوثيين بأنهم “قوميون، مناهضون للاستعمار، مناهضون للإمبريالية”، يمثلون أمة عربية عميقة ثقافيًا ولغويًا، ولا يشبهون داعش المدعومة أمريكيًا، أو الوهابيين المدعومين سعوديًا، أو المتعصبين الإنجيليين الذين يسعون للغزو والتحويل بالقوة.

يشدد الكاتب على أن انصار الله لا يستهدفون “الشحن الدولي” في البحر الأحمر كما تزعم واشنطن، موضحًا أن هجماتهم البحرية بدأت عقب المجازر الإسرائيلية في غزة، واستهدفت حصريًا السفن المرتبطة بإسرائيل. وأضاف: “هذه هي سياستهم وممارساتهم بشكل قاطع لا يمكن إنكاره”.

ولفت إلى أن الهجمات توقفت فور بدء وقف إطلاق النار المؤقت في 19 يناير/كانون الثاني، ثم استؤنفت مع تجدد العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/آذار. ورأى أن الخطاب الأمريكي الرسمي، خصوصًا في عهد ترامب، يتعمد تجاهل هذا الواقع، مكررًا الزعم بأن واشنطن تقصف اليمن لحماية “الملاحة الدولية”، بينما الحقيقة أنها تحاول إخفاء السبب الحقيقي لهجمات الحوثيين.

أشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا، في تنافسهما لحماية إسرائيل، أطلقتا حملة قصف مشترك على اليمن في 15 مارس 2025، انضمت إليها إسرائيل لاحقًا. وقد أسفرت الغارات عن خسائر فادحة، بمئات الطلعات الجوية التي استهدفت مطار صنعاء الدولي وميناء رأس عيسى النفطي، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا وإصابة 150 آخرين.

ونقل الكاتب تصريحًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 5 مايو، يقول فيه: “إنهم ببساطة لا يريدون القتال، وسنحترم ذلك وسنوقف القصف، وقد استسلموا”. ويعلّق الكاتب قائلًا: “لم يستسلم الحوثيون”، موضحًا أن السبب الحقيقي لتراجع ترامب هو خسائر أمريكا المكلفة بطائراتها وطائراتها المسيّرة، والتهديد الواقعي الذي واجهته حاملة الطائرات “هاري ترومان”، التي تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار، وتحمل طاقمًا يتجاوز 3500 فرد، بالإضافة إلى جناح جوي يضم أكثر من 2400 عنصر. ويخلص إلى أن وقف القصف الأمريكي لم يتضمن أي اتفاق يمنع الحوثيين من مهاجمة إسرائيل.

ينتقد كوبالالسينغ الزعم المتكرر بأن الحوثيين أداة إيرانية، واصفًا هذه العبارة بأنها كناية دعائية تُستخدم باستمرار في الإعلام الغربي لتسهيل تأطيرهم كـ”أعداء”.

يندد المقال بما وصفه بـ”الصمت الاستراتيجي الأمريكي” تجاه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. فاليمن، بحسب الكاتب، أفقر دول الشرق الأوسط، ويتعرض منذ 2015 للإبادة الجماعية، والمجاعة، والحصار، والعقوبات، وغارات الطيران. ويستند إلى أرقام الأمم المتحدة التي تقدر عدد ضحايا الحرب بـ150 ألف قتيل، و227 ألفًا آخرين توفوا بسبب المجاعة وانهيار الخدمات الصحية، بينهم أكثر من 90 ألف طفل.

ويضيف الكاتب أن اليمن – على الرغم من هذه الكارثة – هي الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تجاوزت الخطابات الفارغة وحملت السلاح دفاعًا عن غزة، في وقت صمتت فيه دول الخليج الثرية  وانشغلت بعقد صفقات مع إدارة ترامب، بينما لم تتخذ 21 دولة عربية أي خطوة مماثلة.

يختتم الكاتب مقاله برسالة حاسمة، يؤكد فيها أن الهدف المعلن لتحالف إسرائيل/الولايات المتحدة/السعودية/الإمارات بـ”تدمير الحوثيين” أمر بعيد المنال. ويقول: “يعتبر الحوثيون الفلسطينيين الذين عانوا طويلًا إخوتهم الشرعيين. أفقر العرب يقاتلون من أجل أفقر العرب؛ كلٌّ منهم ضحيةٌ مروعةٌ لأغنى دول العالم”.

ويضيف أن المجاعة، والقصف، والعقوبات، والتهديدات بالإبادة لم تنجح في كسر إرادة الحوثيين، الذين يواصلون القتال بثبات لا يعرف المساومة، إذ إن “المبادئ قبل الفقر”.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com