اخبار محليةالعرض في السلايدرتقاريرتويتر

من ‘ماجيك سيز’ إلى ‘إترنتي سي’.. غزة تُشعل نار السيادة اليمنية في البحر الأحمر

من 'ماجيك سيز' إلى 'إترنتي سي'.. غزة تُشعل نار السيادة اليمنية في البحر الأحمر

21 سبتمبر| تقرير خاص

في زمن الخنوع العربي والتواطؤ الرسمي، حين استباح الكيان الصهيوني دماء الأطفال في غزة، وتحوّلت بحار الأمة إلى ممرات آمنة للمستعمرين والقتلة، خرج اليمن من تحت ركام العدوان والحصار، لا ليرفع راية التنديد، بل ليرفع البندقية ويعلن – بلغة النار – أن زمن السيادة المنتهكة قد ولّى، وأن البحر لم يعد ملكًا للأساطيل الغازية، بل ميدانًا للردع والمقاومة.

من قلب صنعاء المحاصرة، لا من عواصم القرار الغربي، وُلدت معادلة بحرية جديدة، كتبتها الزوارق المسيّرة، ونقشتها الصواريخ المجنّحة على هيكل السفن المتجهة إلى موانئ العدو.. لم تعد مياه البحر الأحمر حرة للعبور، ولا ساحة مفتوحة للتواطؤ العالمي على غزة، بل أصبحت ساحة نزال ترسم فيها اليمن خطوطها الحمراء، وتحرسها إرادة لا تلين.

هذه ليست تهديدات إعلامية ولا شعارات حماسية، بل عمليات دقيقة ومدروسة، من “ماجيك سيز” إلى “إترنتي سي”، ومن البحر الأحمر إلى المحيط الهندي. إنها معركة كرامة تخوضها صنعاء نيابة عن أمة بكاملها، وأداة ردع متقدمة تحوّل البحر إلى جبهة اشتباك لصالح غزة، وتفرض على العالم أن يعيد حساباته أمام قوة لم تعد تقبل المساومة.

اليمن يكتب معادلاته بالنار: البحر تحت السيادة لا التهديد

لم تكن العمليات البحرية المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية، من استهداف السفينة “ماجيك سيز” إلى العملية النوعية الجديدة التي طالت السفينة “ETERNITY C”، مجرّد حوادث عرضية، بل تجليات نارية لإرادة سيادية مستقلة، تفرض القانون الإنساني حين يتقاعس العالم، وتحمي كرامة غزة حين يتواطأ المتخاذلون.

بزوارق مسيّرة، وصواريخ مجنّحة وباليستية، وبقوة بحرية محترفة تقودها قيادة لا تُهادن، أثبتت اليمن أنها أصبحت قوة بحرية مهابة، لا يُستهان بردّها، ولا يُتجاهل تحذيرها.

السفينة “ماجيك سيز” كانت الثالثة لنفس الشركة التي تتعمد كسر قرار الحظر اليمني، وقد دفعَت الثمن غرقًا، لكن الرسالة لم تكتمل إلا بإغراق السفينة “ETERNITY C” التي تجاهلت النداءات، وخرقت القرار اليمني بتوجهها إلى ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة، فتم استهدافها بزورق مسيّر وستة صواريخ، وتوثيق العملية بالصوت والصورة، قبل أن تتحرك وحدات القوات الخاصة لإنقاذ طاقمها، في مشهد يُجسد الجمع بين الإنذار الأخلاقي والقوة الساحقة.

من يتجاهل تحذير صنعاء ويخترق الحظر.. يحترق ويغرق

لقد حوّل اليمن البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة فعلية، وأغلق موانئ العدو تحت وقع النار، مؤكدًا أن الحصار المفروض على غزة لن يُفكّ إلا بفرض حصار ناري على العدو الصهيوني، وأن قرار الملاحة في مياهنا لم يعد بيد أمريكا أو “إسرائيل”، بل في صنعاء، حيث تُصاغ المعادلات بلغة القوة والكرامة.

من البحر الأحمر إلى المتوسط: سيادة يمنية على الجغرافيا الاستراتيجية

اليمن لم يكتفِ بتحييد السفن المرتبطة بالعدو في البحر الأحمر، بل مدّ يده البحرية حتى مياه البحر العربي، والمحيط الهندي، ووصلت رسائل نيرانه إلى المتوسط.

وهكذا، بات اليمن يشكل قوس ردع بحري يمتد من باب المندب إلى المحيط الهندي، ويلتف على الموانئ الصهيونية التي باتت تحت سطوة استهداف دائم.

الرسالة اليمنية هذه المرة واضحة: القرار في صنعاء، والممرات البحرية رهن إرادة محور المقاومة، لا أهواء البيت الأبيض ولا هيمنة الأساطيل الأمريكية.

دماء غزة تضيء جبهة البحر الأحمر

الجيش اليمني لم يخرج من معادلة غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر، بل أعلنها في أولى العمليات: إن دماء أطفال غزة خط أحمر، لا يُسفك دون ثمن.

وحين صمتت الأمم، وتآمر العرب، وتواطأ العملاء، بقي اليمن وحده في الميدان، يرفع راية النصرة، ويحوّل الحصار إلى سلاح، والبحر إلى جبهة اشتباك.

ليس استهداف السفن قراراً انفعاليًا، بل جزءٌ من استراتيجية إسناد كاملة، تقودها صنعاء ضمن محور مقاوم ممتد من طهران إلى بغداد، ومن الضاحية إلى صنعاء، ومن غزة إلى البحر الأحمر.

من الخاصرة إلى القمة: اليمن الجديد ليس الذي عرفتموه

اليمن الذي كانوا يصفونه بالخاصرة الضعيفة، والحديقة الخلفية للخليج، هو اليوم رأس حربة الأمة، وقلعة الردع البحري.

في خضم الحصار، ومن قلب الخراب، خرج اليمن ليكسر المفهوم التقليدي للقوة، حيث لا مال ولا نفط ولا قواعد، فقط الإرادة، والإيمان، والبندقية.

إن دولة تحت العدوان والحصار منذ سنوات، لكنها اليوم تغرق سفنًا صهيونية في عرض البحر.. هي قوة حقيقية، وليست مشروعًا مرتهنًا لأحد.

“باب المندب”.. لم يعد ممراً بل عقدة اختناق للصهاينة

داخل الكيان، باتت الكلمات الثلاث: “البحر الأحمر – باب المندب – اليمن”، تعني الرعب والخسائر والأيام السوداء.

ما عاد ممكناً أن تعبر سفن “إسرائيل” من هذا الممر دون موافقة صنعاء.. كل سفينة باتت تُفحَص بعين رادارات اليمن، وكل رحلة تجارية تتحول إلى مقامرة، وكل تجاهل للقرار اليمني يقابله وابل ناري يحول الحديد إلى رماد.

لقد تحوّل “باب المندب” من ممر استراتيجي إلى كابوس بحري للصهاينة وحلفائهم، ومع كل صاروخ، تتغيّر قواعد الاشتباك، وتتصدع أساطين الهيمنة.

القوى العالمية ترتبك.. وصنعاء تفرض لغتها الجديدة

واشنطن، التي ظنت أن البحر الأحمر ساحة نفوذ أبدية، فوجئت بجنديٍ يمني يُفجّر سفنها، ويجعل حاملاتها تبحث عن ملاذات بديلة.. شركات الشحن أعادت خرائطها، وخسرت الملاحة الدولية مليارات، وارتفعت تكاليف التأمين على السفن إلى مستويات قياسية، وكل هذا… بصواريخ من بلد محاصر!

لقد أربكت صنعاء أقوى منظومات الاستخبارات الغربية، ونسفت مفهوم “الردع البحري الصهيوني”، وأثبتت أن قرار الحرب أو السلم في البحر الأحمر بات يمضي من مجلس القيادة في اليمن، لا من البنتاغون.

الصمت الدولي.. سقوط آخر لـ”أخلاق الغرب”

العالم الذي لم يتحرك أمام مجازر رفح وخانيونس، اهتز فجأةً خوفًا على “سفينة شحن”!

سقطت الأقنعة مرة أخرى، وكشفت أمريكا وبريطانيا أن حرية الملاحة تعني حماية سفن “إسرائيل” فقط، أما دماء الأطفال في غزة… فلا تستحق حتى بيانًا أمميًا.

لكن اليمن لا ينتظر شرعية من عصابات الأمم، بل يستمد شرعيته من أوامر الشريعة، ومن دماء المجاهدين، ومن استغاثات الأمهات الثكالى في مخيمات غزة.

أمة تصنع التاريخ من البحر لا من المؤتمرات

ما جرى في البحر الأحمر ليس عملاً عسكرياً عادياً، بل فتحٌ بحري جديد، يعيد الاعتبار للعرب والمسلمين، ويعلن أن فلسطين ليست قضية خاسرة، بل معركة قابلة للانتصار متى وُجد الرجال.

إنها صفحة من كتاب مقاومةٍ لا يعرف التراجع، وحكاية شعبٍ أرادوا له الموت، فصار شوكة في حلق الطغاة، يفرض الإرادة، ويصوغ الجغرافيا، ويرسم المستقبل.

رسالة اليمن اليوم: لا سفينة فوق دماء غزة.. ولا عبور بلا عقوبة، فالقرار في صنعاء.. لا في “تل أبيب”، ولا واشنطن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com