اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

بعد أسبوع على مغامرة نتنياهو.. كارثة صحية خانقة تضرب ملاجئ “تل أبيب”

بعد أسبوع على مغامرة نتنياهو.. كارثة صحية خانقة تضرب ملاجئ "تل أبيب"

21 سبتمبر | يحيى الربيعي

بين جدران الملاجئ المحصنة في قلب تل أبيب (يافا المحتلة)، وفي ظلال حربٍ لم تُحسب نتائجها جيداً، بدأت الكارثة التي لم تظهر في نشرات الأخبار، ولم تلتقطها الرادارات. لم تكن صواريخ إيران، ولا المسيّرات اليمنية وحدها من كسرت هيبة “العمق الإسرائيلي”، بل كان الداخل الصهيوني نفسه، الذي بدأ ينهار تحت ضغط أزمة صحية وإنسانية خانقة، لتكشف عن زيف “الكيان الآمن” التي طالما تبجّح بها الإعلام الصهيوني وصدّقها المغتصبون.

أسبوعٌ واحد فقط مرّ على مغامرة رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، في التورط بعدوان على إيران، ضمن محور أمريكي صهيوني كان يظن أن طهران ستكتفي ببيانات الإدانة، فإذا بالمفاجأة تأتي من السماء، حاملةً الرد على شكل صواريخ دقيقة ومسيّرات فتاكة، تجاوزت دفاعات “القبة الحديدية” بسهولة مهينة.

تل أبيب تختنق… حفاضات بدل الأسلحة

في عمق الملاجئ الصهيونية، حيث يُفترض أن يجد المغتصبون ما ظنوه “الأمن من صواريخ المقاومة”، بدأت فصول معاناة مرعبة. مئات من الجنود والمستوطنين باتوا يرتدون الحفاضات اضطراراً، بعد تفشي موجة غير مسبوقة من الإسهال والأمراض المعوية. صحيفة تايمز أوف إسرائيل وصفت المشهد بـ”الكارثي”، ونقلت عن مصادر في جيش الاحتلال أن بعض الجنود لم يعودوا قادرين على الوقوف بسبب الإجهاد المعوي.

طبيبة صهيونية كانت ضمن الطاقم الطبي في أحد ملاجئ تل أبيب، قالت في شهادة صادمة: “ما يحدث هنا لا يمكن وصفه. الملجأ تحوّل إلى بؤرة بيولوجية موبوءة… حفاضات تُرتدى علناً، نقص حاد في المراحيض، وروائح اختناق تهدد بانفجار صحي جماعي”.

لم تكن هذه شهادة صحية في الهواء، بل اعتراف طبي حقيقي فاحت روائحه النتنة من قلب المشهد داخل الملاجئ بأن الكيان يعيش أزمة داخلية لا تقل خطراً عن القصف الصاروخي. فحسب الشهادات، الملاجئ الصهيونية تضم مئات الأشخاص في غرف ضيقة بلا تهوية، ولا طعام آمن، ولا مياه نظيفة. والنتيجة: وباء صامت يحصد الأجساد بصمت.

ملجأ أم مَجْعَرُ؟!

يقول أحد الجنود الصهاينة داخل أحد الملاجئ: “نحن لسنا في ملجأ… نحن في مَجْعَرُ!”، وهي عبارة تلخص بدقة حالة الانهيار المعنوي والنفسي، بعد أن تحوّلت الملاجئ من ملاجئ آمنة إلى سجون خانقة، يبدل فيها الجنود الحفاضات في الزوايا، أمام النساء والأطفال، بعد أن غاب الحد الأدنى من الخصوصية والنظافة والكرامة.

التقارير تؤكد أن بعض العائلات بدأت تعيد استخدام الحفاضات بعد غسلها يدوياً، بسبب نقص الإمدادات، في وقتٍ كانت فيه الحكومة منشغلة باستعراض خطابات النصر والتماسك.

رعب لا تلتقطه الكاميرات… لكن تنتشر رائحته

المشهد المروّع لا يظهر في الإعلام العبري، الذي يتجنب عمداً عرض هذه الحقائق. فالمراسلون الصهاينة ممنوعون من نقل صور الملاجئ، فيما تحوّلت مشاهد المستوطنين الخائفين الذين يوثّقون بكاميراتهم مظاهر البؤس إلى مادة رئيسية في وسائل التواصل.

المثير أن هذا الانهيار الصحي والنفسي، لم يكن بفعل قنابل محرّمة أو غازات سامة، بل نتيجة مباشرة لحالة الذعر والهلع التي أصابت الكيان عقب الضربات الإيرانية واليمنية المركّزة، والتي قلبت حسابات نتنياهو رأساً على عقب.

“القلب الحديدي”.. يتآكل من الداخل

نتنياهو، في كلمته التي ألقاها من أحد المواقع التي تعرّضت للقصف، ظهر مرتبكاً كمن يحاول التعلّق بالقشة الأخيرة. تحدث عن “الأمل” الذي تولده الأزمات، وعن “القوة” التي يُظهرها الشعب في الشدائد. لكن خلف هذه العبارات المُنمقة، كانت الروائح الكريهة التي تنبعث من ملاجئ تل أبيب، تفضح ما لا يستطيع الإعلام الرسمي تغطيته: جيش مرتبك، وقيادة مأزومة، ومجتمع ينهار أمام أول اختبار جدي.

إيران تتحدث بالصواريخ… وصنعاء تُكمل الحصار

الهجوم الإيراني لم يكن رمزياً كما زعمت الدعاية الغربية. فإصابات دقيقة في مواقع حيوية داخل الكيان شلّت البنية العسكرية، وسبّبت أضراراً حساسة، رغم الصمت الإعلامي المتعمّد. أما القوة الصاروخية والطيران المسيّر التابع لقوات صنعاء، فكان لهم الكلمة الفصل في البحر، حيث شُلّت حركة الملاحة، وانقطعت سلاسل الإمداد، ليتفاقم المشهد الداخلي أكثر فأكثر.

الرسالة كانت واضحة: لا تلعبوا مع محور لا يخشى الحرب، ولا يهوى الظهور الإعلامي بقدر ما يؤمن بالضربات الموجعة والمؤلمة.

أسبوع كشف كل شيء..

بعد أسبوع فقط من مغامرة غير محسوبة ضد إيران، تكشّفت حقيقة الكيان: انهيار البنى التحتية، تفكك الجبهة الداخلية، فضائح صحية، وهروب إعلامي من مواجهة الحقيقة. الملاجئ التي بُنيت لعقود على أمل تأمين “المجتمع الصهيوني” تحوّلت إلى معسكرات للبؤس، يتبادل فيها الجنود والمستوطنون حفاضات القهر في ظلام مبلل بالخوف والعجز.

ليست هذه رواية دعائية، بل اعترافات رسمية وتقارير عبرية، وثقتها وسائل إعلام صهيونية قبل أن تلتقطها شبكات التواصل وتحوّلها إلى فضيحة مدوية.

الخلاصة:

ما كان يُفترض أن يكون “عرضاً عضلياً” لإرهاب خصوم تل أبيب، تحوّل إلى كابوس داخلي يطارد الإسرائيليين في ملاجئهم، ويفضح فشل دولتهم في أبسط متطلبات الحياة. إنّها “إسرائيل الجديدة”… دولة حفاضات، لا صواريخ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com