“قدر-H” يدخل المعركة.. الحرس الثوري يضرب العمق الصهيوني في الموجة 21 من “الوعد الصادق 3”
"قدر-H" يدخل المعركة.. الحرس الثوري يضرب العمق الصهيوني في الموجة 21 من "الوعد الصادق 3"

21 سبتمبر/ خاص
في تحول نوعي على صعيد معركة الرد الاستراتيجي، دشّن الحرس الثوري الإيراني فجر اليوم الإثنين مرحلة جديدة من عمليات “الوعد الصادق 3″، مستخدمًا ولأول مرة صواريخ “قدر-H” البالستية متعدّدة الرؤوس، ضمن هجوم مركّب استهدف مواقع استراتيجية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، من شمال الجليل وحتى “تل أبيب” و”غلاف غزة”.
وأكد بيان صادر عن العلاقات العامة في الحرس الثوري أن الموجة الحادية والعشرين من العملية جاءت ردًّا مباشرًا على استمرار جرائم كيان العدو الصهيوني، وتهدف إلى فرض معادلة جديدة تُملي على العدو أثماناً باهظة لكل عدوان يُقدم عليه، سواء بحق الشعب الإيراني أو أبناء محور المقاومة.
العملية الصاروخية التي نفّذت بتكتيكات مفاجئة ومتطورة، شملت إطلاق صواريخ تعمل بالوقودين السائل والصلب، إلى جانب استخدام طائرات مسيّرة قتالية ذكية، عملت بتناغم تام مع وحدات الصواريخ لضرب أهداف نوعية، منها منشآت طاقة حساسة، وقواعد عسكرية، ومراكز قيادة وتحكم في الجنوب والوسط، وصولًا إلى المستوطنات المحيطة بالضفة والقدس.
صاروخ “قدر-H”: رسالة الردع الإيرانية بصيغة نارية
صاروخ “قدر-H” هو صاروخ باليستي أرض-أرض إيراني الصنع، يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويُصنف ضمن الجيل المطوّر من سلسلة صواريخ “قدر” المستندة إلى تقنيات صواريخ “شهاب”. يتميز “قدر-H” بقدرته على حمل رؤوس حربية متعددة، وقدرته العالية على المناورة وتجاوز منظومات الدفاع الجوي، كما يعتمد على الوقود السائل الذي يمنحه دقة أكبر في التصويب ومسارًا أكثر استقرارًا خلال الطيران.
وقد تم الكشف عن “قدر-H” لأول مرة سنة 2015 إلى جانب “قدر-F”، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها ميدانيًا في مواجهة مباشرة مع كيان العدو، الأمر الذي يُعد تحولًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك والمواجهة مع الكيان المؤقت.
تآكل القبة الحديدية وذُعر الكيان
في سياق متصل، دوّت صفارات الإنذار لساعات متواصلة صباح اليوم في مختلف أنحاء الكيان المحتل، من الجولان المحتل شمالاً وحتى “عسقلان” و”أشدود” جنوبًا، مرورًا بالقدس المحتلة ومستوطنات الضفة و”تل أبيب”.
وسائل إعلام العدو اعترفت بسقوط صواريخ إيرانية في 7 مناطق على الأقل، وتضرر منشآت حيوية للطاقة في الجنوب، وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.
ووصفت مدة الإنذارات بأنها الأطول منذ بدء “الحرب مع إيران”، في مؤشر على العجز المتنامي للمنظومات الدفاعية الصهيونية أمام نوعية ودقة الضربات الإيرانية.
رسائل متعدّدة الاتجاهات: الحرب إلى عمق الوعي الصهيوني
الرسائل التي حملتها هذه الضربة المركّبة تتجاوز البعد العسكري، لتصل إلى عمق الوعي الصهيوني، وتؤكد أن طهران لم تعد تتعامل بمنطق الردع السلبي، بل باتت تقود زمام المبادرة الهجومية ضمن محور المقاومة، وتفرض معادلات جديدة انطلاقاً من مبدأ “الهجوم الوقائي الاستباقي” الذي لم تعتده “تل أبيب”.
الحرس الثوري أكّد في بيانه أن العمليات ستستمر وتتصاعد، وأن الطائرات المسيّرة القتالية لن تتوقف لحظة خلال النهار، ما يُرغم المستوطنين الصهاينة على البقاء الدائم في الملاجئ، في صورة عاكسة لحالة التفكك والرعب التي يعيشها كيان الاحتلال.
هذه ليست ضربة صاروخية فحسب، بل إعلان عملي أن زمن الردع السلبي انتهى، وأن الكيان المؤقت محكوم بالزوال، طالما أن في الأمة قلوبًا نابضة بالمقاومة، وصواريخ موجّهة نحو عمق الكيان الصهيوني.