بعد مزاعم الصهاينة باغتياله.. شمخاني يؤكد: أنا حيّ أرزق ومستعد أن أقدّم نفسي فداءً لهذا الوطن
بعد مزاعم الصهاينة باغتياله.. شمخاني يؤكد: أنا حيّ أرزق ومستعد أن أقدّم نفسي فداءً لهذا الوطن

21 سبتمبر/ خاص
أكد الأدميرال علي شمخاني، المستشار العسكري لقائد الثورة الإسلامية في إيران، أنه بخير وبصحة جيدة، نافياً ما تم تداوله من مزاعم وأكاذيب صهيونية حول استشهاده خلال العدوان الصهيوني على العاصمة طهران.
ووفقاً لما نقلته شبكة “برس تي في” الرسمية اليوم السبت، فإن الحالة الصحية لشمخاني باتت مستقرة عقب إصابته بجروح خلال القصف الصهيوني الذي استهدف منزله فجر الثالث عشر من يونيو الجاري.
وفي رسالة وجهها إلى قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي والشعب الإيراني، قال شمخاني: “يوم النصر المشرق بات قريباً، وسيظل اسم إيران متألقاً في سجل التاريخ كما كان دائماً، وستعود البسمة إلى شفاه أبناء أمتنا”.
وأضاف مؤكداً استعداده للتضحية: “أنا هنا.. حي وبصحة جيدة، ومستعد أن أقدم نفسي فداءً مراراً وتكراراً لهذا الوطن العزيز”.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” قد أفادت في وقت سابق بأن شمخاني تجاوز مرحلة الخطر المباشر، مشيرة إلى أن حالته أصبحت “مستقرة نسبياً” بعد خضوعه لإجراءات طبية معقدة استمرت عدة أيام.
وأوضحت التقارير الطبية أن إصابته كانت نتيجة انفجار عنيف خلف أضراراً جسيمة، لافتة إلى أن الفرق الطبية تمكنت من السيطرة على معظم الإصابات، غير أن بعض المضاعفات في الأعضاء الداخلية ما زالت تشكل تهديداً قائماً لحياته.
ويُعد الأدميرال علي شمخاني من أبرز القادة العسكريين في إيران، وله دور فاعل في صنع القرار السياسي والعسكري، ويشغل حالياً منصب المستشار العسكري لقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي.
من هو الأدميرال علي شمخاني؟
ولد القائد الميداني والفذ علي شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان، وهو من أصول عربية أصيلة. تربى في بيئة وطنية ثائرة على ظلم نظام الشاه العميل، ورافق خط الجهاد والمقاومة منذ نعومة أظافره، حيث كان من المجاهدين الأوائل الذين واجهوا آلة القمع الأمريكية-الصهيونية داخل إيران.
في عام 1975، شارك شمخاني إلى جانب رفاقه من أبناء الثورة، أمثال محسن رضائي وغلام علي رشيد وغيرهم، في تأسيس جماعة “منصورون” المسلحة، التي كانت واحدة من أبرز حركات المقاومة السرية في مواجهة الاستبداد والصهيونية. نُظمت الجماعة عبر مدن عدة، وبفضل ارتباطها برجال الدين الملتزمين، استطاعت أن تسهم في تعطيل مؤامرات العدو وأدواته قبل وأثناء انتصار الثورة المباركة عام 1979.
بعد انتصار الثورة، كان شمخاني من الركائز الأساسية لتأسيس الحرس الثوري الإسلامي، الذي أصبح الدرع الحامي للثورة وحصن الأمة ضد الاستكبار، حيث تولى قيادة فرع الحرس في خوزستان.
تمتع شمخاني بموقع بارز في قيادة الحرس الثوري بين عامي 1981 و1989، حيث ترأس القوات البرية وشغل مناصب مهمة في الاستخبارات والعمليات، مؤكدًا أن الخط العقائدي والسياسي لن يكون يومًا منفصلًا عن خط الجبهة والنضال.
لاحقًا، انتقل إلى قيادة البحرية في الجيش النظامي والتابع للحرس الثوري، متحديًا أعداء الأمة على مياه الخليج وبحر عمان، ليصبح القائد الوحيد الذي جمع بين قيادتي القوات البحرية النظامية والحرس الثوري، دافعًا عن سيادة إيران وحماية ممرات الملاحة الدولية من مخططات الهيمنة الصهيوأمريكية.
شغل شمخاني منصب وزير الدفاع في فترة حساسة (1997-2005)، وقاد فيها جهود تحديث الصناعات العسكرية المحلية، وحصّن قدرات المقاومة في وجه الحصار والتآمر الأمريكي.
وفي موقعه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي (2013-2023)، كان شمخاني العارف بخفايا الصراع الإقليمي والدولي، ومن أبرز مهندسي سياسات الردع والدعم الاستراتيجي لمحور المقاومة، بدءًا من فلسطين ولبنان إلى اليمن وسوريا والعراق، مؤكداً أن معركة الأمة ليست معركة حدود بل هي مواجهة بين قوى الحرية والاستكبار.
واليوم، كمستشار عسكري لقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، يظل علي شمخاني رمزًا للثبات والصمود، صمام أمان للأمة في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني، ومستعد دائمًا لأن يقدّم روحه فداءً للوطن والأمة.
وتأتي مزاعم العدو الصهيوني بشأن استشهاد شمخاني في سياق سلسلة طويلة من الأكاذيب والحرب النفسية التي اعتاد على ممارستها في محاولاته البائسة لزرع الإرباك ورفع معنويات جبهته المهزوزة. فمثل هذه الادعاءات، التي سرعان ما تتهاوى أمام الحقيقة، تعكس ارتباك الكيان الصهيوني أمام صمود قادة محور المقاومة وثباتهم في وجه العدوان.
وليس جديداً على العدو أن يلجأ إلى التضليل والتزوير، فقد دأب على تلفيق الانتصارات وادعاء الإنجازات في الوقت الذي يتلقى فيه الضربات تلو الضربات من غزة إلى لبنان، ومن اليمن إلى طهران.