اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

التحذير الروسي لأمريكا.. صرخة في وجه الاستكبار وحماية لمحور المقاومة

التحذير الروسي لأمريكا.. صرخة في وجه الاستكبار وحماية لمحور المقاومة

21 سبتمبر/ تقرير خاص

في الوقت الذي تشتعل فيه جبهات الصراع بين قوى التحرر والممانعة من جهة، وقوى الاحتلال والاستكبار من جهة أخرى، يأتي التحذير الروسي الصارم للولايات المتحدة من مغبة التدخل المباشر إلى جانب الكيان الصهيوني في عدوانه المتصاعد على الجمهورية الإسلامية في إيران، ليشكل منعطفًا دوليًا خطيرًا ويؤكد أن الصراع لم يعد محصورًا بالمنطقة، بل بات يتجه نحو مواجهة شاملة بين معسكرين عالميين: معسكر الهيمنة والغطرسة بقيادة أمريكا، ومعسكر السيادة والمقاومة بقيادة الشعوب الحرة والدول المستقلة.

جذور الصراع: مواجهة وجودية بين الحق والباطل

إن ما يجري اليوم ليس مجرد توتر سياسي أو اشتباك عسكري عابر، بل هو نتاج تراكمات تاريخية لصراع جذري بين مشروعين: مشروع التحرر والسيادة الذي تقوده إيران ومحور المقاومة، في مواجهة مشروع الهيمنة والاحتلال الذي تمثّله الولايات المتحدة وربيبتها المدلّلة، الكيان الصهيوني.

فمنذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران عام 1979م، أعلنت طهران انحيازها الكامل لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، رافضةً الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، ومعلنةً أن تحرير القدس وفلسطين ليس خيارًا سياسيًا، بل واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

ومن هنا تأسس محور المقاومة كجبهة متماسكة ومتعددة الأذرع تمتد من طهران إلى غزة، مرورًا ببغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

هذا المحور، الذي أفشل مشاريع أمريكا في العراق وسوريا واليمن، وأذلّ الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان وغزة، بات يُنظر إليه في الغرب كتهديد استراتيجي وجودي، الأمر الذي يفسر حجم العدوان المتكرر، سواء بالحروب العسكرية أو العقوبات الاقتصادية أو محاولات التشويه الإعلامي.

الضربة الأخيرة: اشتباك مفتوح واستفزاز نووي

لم تعد المواجهة اليوم تدور – كما كان يقال – عبر وكلاء أو في ميادين ثالثة، بل دخلت طور الاشتباك المباشر، بعد أن شن العدو الإسرائيلي عدواناً سافراً على إيران، الأمر الذي ردّت عليه طهران برد صاروخي نوعي استهدف عمق الكيان الصهيوني، في مشهد أعاد للأذهان معادلات توازن الردع التي فرضتها المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن.

الرد الإيراني لم يكن فقط عسكريًا، بل سياسيًا واستراتيجيًا أيضًا، لأنه وضع حدًا لفكرة “الحرب الآمنة” التي ظنّ العدو أنه يمكن خوضها ضد دول المقاومة من دون رد مؤلم.. وجاء في لحظة حساسة إقليميًا ودوليًا، مما فتح أبواب التساؤل عن دور الأطراف الكبرى، وفي مقدمتها روسيا والصين، في احتواء أو تغذية هذا الصراع.

الموقف الروسي: رسالة مزدوجة للغرب وللمقاومة

التحذير الروسي للولايات المتحدة لم يكن مجرد تصريح دبلوماسي، بل يحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، فموسكو، التي تدرك تمامًا أن التوسع الأمريكي والصهيوني في المنطقة يهدد مصالحها، وجهت رسالة واضحة مفادها أن أي تدخل أمريكي مباشر لدعم العدو الإسرائيلي سيُقابل بردّ دولي، وقد يُشعل مواجهة نووية، خصوصًا إذا ما تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية السلمية.

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف صرح بأن موسكو تحذر الولايات المتحدة من حتى “مجرد التفكير” في تقديم دعم عسكري مباشر لكيان العدو، معتبرًا أن ذلك سيكون “خطوة شديدة التدمير لاستقرار المنطقة”.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أضافت أن الخطر النووي في الشرق الأوسط لم يعد افتراضيًا بل “يحمل بُعدًا عمليًا”، مشيرة إلى خطورة استهداف المنشآت النووية الإيرانية السلمية.

لكن الأهم هو أن روسيا، في هذا الموقف، تعيد تأكيد وقوفها إلى جانب الدول المستقلة ورفضها للبلطجة الأمريكية – الصهيونية، حتى وإن لم يكن انحيازها أيديولوجيًا، فهو في الحد الأدنى تعبير عن التقاء مصالح ضد عدو مشترك.

هل تتدخل روسيا عسكريًا؟

الواقعية السياسية تقول إن روسيا، الغارقة في معركة وجودية على الجبهة الأوكرانية، لن تخوض مواجهة عسكرية مباشرة إلى جانب إيران، لكنها ستدعم طهران بكل الأدوات غير المباشرة:

– تزويد إيران بمنظومات دفاع جوي متقدمة.

– حماية مصالحها النووية عبر الغطاء الدبلوماسي والدولي.

– تحريك أدواتها الإعلامية والسياسية لكشف العدوان الصهيوني وعرقلة التدخل الأمريكي.

الرسالة الأهم من كل ذلك هي أن روسيا لن تسمح بتحقيق “نصر أمريكي – صهيوني”، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام تدمير دولة حليفة ومفصلية كإيران.

الصين.. الحذر البراغماتي في زمن المواجهة

أما الصين، القوة الاقتصادية الصاعدة، فتراقب المشهد عن كثب، وتتحرك ببراغماتية عالية لتجنب الانخراط العسكري، لكنها لن تسمح بانهيار منظومة حلفائها في المنطقة.

فالصين التي تعتمد على نفط إيران والعراق والخليج، تعرف أن استقرار المنطقة يصب في صلب أمنها القومي.

لذا، يتوقع أن تواصل بكين:

– دعم إيران اقتصاديًا، وتجاوز العقوبات الغربية.

– تأييد أي مبادرة تهدئة عبر القنوات الدولية.

– تعزيز التعاون الاستراتيجي الثلاثي مع موسكو وطهران.

السيناريوهات: إلى أين تتجه المنطقة؟

التصعيد المباشر: في حال تدخلت أمريكا عسكريًا، قد نشهد انفجارًا شاملًا يشمل إيران وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، ما سيؤدي إلى مواجهة إقليمية – دولية كبرى، لن تنجو منها “إسرائيل” هذه المرة.

الردع والتثبيت: توازن الردع الإيراني قد يمنع أمريكا من الانزلاق، فتكتفي بالدعم الاستخباراتي واللوجستي، مع استمرار المعارك المحدودة بالوكالة.

الدفع نحو الحل السياسي: قد تتدخل روسيا والصين لفرض تهدئة مؤقتة، خاصة إذا أحسّ الغرب بخطر فقدان السيطرة على مسار الأحداث.

رؤية محور المقاومة: الوحدة سبيل النصر

أمام هذا المشهد المتداخل والمعقد، تتجسد أهمية محور المقاومة كمشروع حضاري ومصيري، تتلاقى فيه إرادة الشعوب الحرة من صنعاء إلى طهران، ومن بيروت إلى بغداد، ومن غزة إلى دمشق.. هذه الجبهة اليوم ليست في موقع الدفاع فقط، بل باتت تمسك بزمام المبادرة:

– المقاومة في غزة تُعيد رسم معادلات القوة.

– حزب الله يحوّل شمال فلسطين إلى ساحة تهديد دائمة للعدو.

– اليمن يثبت أن الإرادة أقوى من الحصار.

– العراق وسوريا تستعيدان موقعهما في محور التوازن الإقليمي.

– وإيران تقود بصبر وصلابة مشروع السيادة والتحرر من ربقة الاستكبار.

لن تُرهبنا قنابلهم… فلدينا يقين النصر

أمام هذا الزحف الأمريكي – الصهيوني، وأمام صمت بعض الأنظمة العربية المطبّعة، تبقى الشعوب الحرة، ومعها محور المقاومة، هي الحصن المنيع في وجه الانهيار والانبطاح.

التحذير الروسي هو إنذار للعالم: “أن المنطقة ليست ساحة مستباحة، وأن شعوبها لن تقبل بعد اليوم أن تكون ضحية لمشاريع الهيمنة”.

أما نحن أبناء ثورة الـ21 من سبتمبر، صوت الحق في زمن الخضوع، ومشعل النور في زمن الظلمة.. تعلمنا أن العزة لا تُستورد، بل تُنتزع من بين أنياب الطغاة، بالإيمان والبصيرة والثبات. من كلمات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله – استقينا يقيننا بأن المستكبر، مهما امتلك من سلاح، عاجز أمام شعوب تعشق الشهادة كما يعشق هو الحياة.

ومع السيد القائد، نردد في كل خطوة: “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، لأن في صدورنا شعلة لا تنطفئ، وفي وجداننا قضية لا تساوم.

نحن أبناء المحور الحر، من اليمن إلى فلسطين، من بغداد إلى دمشق، من الضاحية إلى طهران. أحفاد الحسين، وأبناء القادة الشهداء: السيد حسين بدرالدين وسليماني والمهندس وعماد مغنية والجعبري والشقاقي.

نحن لا ننتظر الضوء الأخضر من عواصم القرار الغربي، بل ننطلق من تكليف شرعي، من وعد إلهي، ومن درب سار عليه أعلام الهداية، “منّا تبدأ المعركة، وبنا تُختم”، لأننا نؤمن أن النصر لا يصنعه السلاح فقط، بل العقيدة، والبصيرة، والصدق في الموقف.

ومن توكل على الله واعتمد عليه، لم تُقهَر عزيمته، ولن يهزم في ميدان الحق.. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com