اليمن يخنق الكيان.. هل حان وقت سقوط الغطرسة الصهيونية؟
اليمن يخنق الكيان.. هل حان وقت سقوط الغطرسة الصهيونية؟

21 سبتمبر/ خاص
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يعيد اليمن رسم ملامح الصراع في المنطقة من خلال ضربات نوعية أربكت حسابات كيان العدو الصهيوني، وفرضت عليه معادلات جديدة لم يكن في الحسبان مواجهتها.
ومع تصاعد وتيرة العمليات البحرية والجوية اليمنية، لم تعد تداعياتها تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تحوّلت إلى أزمة اقتصادية متفاقمة تهدد عصب الحياة في كيان الاحتلال، وتضع قادته أمام واقع يضيق فيه هامش المناورة، وتعلو فيه أصوات الداخل والخارج بالسؤال الحتمي: إلى متى الصمود في وجه هذا الاستنزاف؟
انكماش اقتصادي غير مسبوق
تظهر مؤشرات اقتصاد العدو الإسرائيلي تراجعاً حاداً في مختلف القطاعات، إذ تراجع الاستهلاك المحلي بأكثر من 27%، نتيجة انخفاض ثقة المستهلك وارتفاع الأسعار، بحسب صحيفة “تايمز” الأمريكية.
التجارة الخارجية تضررت بشكل كبير، حيث انخفضت الواردات بنسبة 42%، والصادرات بنسبة 18%، في ظل اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الشحن. وراجعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) توقعات نمو اقتصاد العدو الإسرائيلي من 4.5% إلى 3.3%.
شلل في البنية التحتية والقطاعات الحيوية
الأزمة طالت البنية المؤسسية؛ إذ أغلقت أكثر من 46 ألف شركة أبوابها بين أكتوبر 2023 ويوليو 2024، منها 27% في البناء و19% في الخدمات، و17% في الصناعة والزراعة.
توقّف ميناء أم الرشراش بالكامل وأعلن إفلاسه، وامتدت تداعيات الحصار اليمني مؤخراً إلى ميناء حيفا، ما أدى إلى تفاقم أزمة الموانئ، وارتفاع الأسعار، واضطراب سلاسل الإمداد، وتدهور القطاع السياحي.
خنق قطاع التكنولوجيا
القطاع التكنولوجي، الذي يُعد العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي، تلقى ضربات موجعة، حيث علقت شركات الشحن الصينية الكبرى مثل COSCO وOOCL خدماتها إلى موانئ العدو الإسرائيلي، مما شلّ عمليات كبرى لشركات مثل Intel وNvidia.
أكثر من 1700 مليونير غادروا الأراضي المحتلة منذ انطلاق “طوفان الأقصى”، وارتفعت طلبات الهجرة الاستثمارية بنسبة 232% في 2023. أغلقت شركات مثل Samsung Next عملياتها في “تل أبيب”، وانخفض صافي الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 30%.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
السياحة تراجعت بأكثر من 70% نتيجة تعليق شركات طيران عالمية مثل British Airways وeasyJet رحلاتها إلى مطار اللد.. كما قفزت أسعار المواد الغذائية بنسبة تفوق 300% بسبب تعطل سلاسل التوريد، وأعلنت مؤسسات تصنيف دولية عن نظرة سلبية لاقتصاد كيان العدو.
سخط دولي وضغوط سياسية
الغضب الدولي، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة، تزايد بسبب استمرار جرائم الإبادة في غزة، وانسحبت صناديق استثمارية من مشاريع في الكيان، وسحبت جامعات كبرى استثماراتها من شركات مرتبطة بالعدو، كما تراجعت العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي الأهم للعدو الإسرائيلي.
هل يرضخ كيان العدو للتفاوض؟
بين ضغوط الداخل وانكشاف الاقتصاد وتراجع الدعم الدولي، يقف كيان العدو عند مفترق طرق مصيري.. فالقبضة اليمنية المحكمة، بالتكامل مع صمود المقاومة الفلسطينية، تصنع توازناً جديداً للقوة في الإقليم، وتدفع العدو الإسرائيلي نحو خيارات صعبة. فهل يمتلك قادة الاحتلال الجرأة لكسر عنجهيتهم والخضوع لمعادلة الميدان؟ أم أن صنعاء، بما تملكه من أوراق ردع، ستمضي في خنق شرايين الكيان حتى ينهار من الداخل؟
الأيام القادمة حبلى بالتحولات.. وما بعد الحصار، ليس كما قبله.