اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

اليمن يحاصر “إسرائيل”.. عزلة جوية وركود اقتصادي يضرب الكيان

21 سبتمبر/ خاص

في تحوّل غير مسبوق في مسار المواجهة، فرضت العمليات العسكرية اليمنية – خصوصاً الضربات الصاروخية الدقيقة التي طالت عمق كيان العدو الإسرائيلي – واقعاً جديداً تخطى حدود الميدان العسكري، ليتغلغل في بنية الاقتصاد الإسرائيلي ويهز أركانه من الداخل.

من الدعم الرمزي إلى الضغط الاقتصادي المباشر

ما كان يُعدّ في السابق ساحة دعم رمزي لغزة، بات اليوم جبهة ضغط استراتيجية تُرغم كبرى شركات الطيران والاستثمار العالمية على الانسحاب من الأراضي المحتلة، خشية الخسائر الأمنية والاقتصادية، وسط تصعيد حاد من قبل القوات المسلحة اليمنية التي توعّدت بتحويل مطار “بن غوريون” إلى منطقة حظر جوي دائم.

عزلة جوية خانقة: شركات طيران تغادر بلا عودة

أعلنت مجموعة لوفتهانزا الألمانية – يوم أمس – تمديد تعليق رحلاتها من وإلى مطار “بن غوريون” حتى 22 يونيو الجاري، وذلك بعد أن كانت قد أوقفت جميع رحلاتها في مايو عقب سقوط صاروخ يمني قرب المطار.

يشمل القرار جميع شركات المجموعة، مثل:

لوفتهانزا، سويس إير، بروكسل إيرلاينز، أوستريان، يورووينجز، إيتا، ولوفتهانزا كارجو.

كما اتخذت خطوات مماثلة:

  • الخطوط الجوية الإيطالية: تمديد تعليق الرحلات حتى نفس التاريخ.
  • يونايتد إيرلاينز الأمريكية: تمديد تعليق رحلاتها حتى 5 يونيو.
  • إيبيريا إكسبريس الإسبانية: حتى 30 يونيو.
  • إير إنديا الهندية: حتى 18 يونيو.
  • إيزي جيت البريطانية: نهاية يونيو.
  • رايان إير والخطوط الجوية البريطانية: حتى 31 يوليو.
  • طيران كندا: حتى سبتمبر 2025.
  • طيران الإمارات: حتى صيف 2026.
  • كاثاي باسيفيك: بدون تاريخ عودة محدد.

وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، فإن رايان إير قررت إلغاء رحلاتها بشكل كلي وعدم العودة لـ”إسرائيل” بسبب تكاليف الإلغاء الباهظة التي وصلت إلى 3.8 مليون دولار، محذرة من خسائر أكبر إذا استؤنفت الرحلات وسط التهديدات اليمنية المتكررة.

قطاع السياحة ينهار.. 30% تراجع في الإنفاق

كشفت صحيفة “غلوبس” العبرية عن انهيار غير مسبوق في قطاع السياحة، حيث سجلت بيانات “مؤشر فينيكس جاما” انخفاضًا بنسبة 29.5% في المعاملات المالية السياحية مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.

ويُظهر المؤشر:

  • انخفاض حجم المشتريات السياحية بنسبة 5.8%.
  • تراجع متوسط قيمة المشتريات بنسبة 4.1%.
  • ارتفاع متوسط الأسعار بنسبة 16% نتيجة نقص الرحلات واحتكار السوق.

الأثر لم يقتصر على السياحة، بل طال قطاعات استهلاكية أخرى:

  • الهواتف والحواسيب: تراجع بنسبة 12%.
  • السلع الكهربائية: انخفاض بنسبة 11%.

وقال نداف لاهماني، المدير التنفيذي لشركة كنترول: “ثقة المستهلك في أدنى مستوياتها، والحديث عن تعافٍ قريب يبدو غير واقعي في ظل غياب شركات طيران كبرى عن الأجواء الإسرائيلية”.

رأس المال يفرّ من “إسرائيل”

وسائل إعلام العدو تحدثت عن التحذيرات التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط ، مؤكدة ان هذه التحذيرات للشركات الأجنبية ستجبر كثيراً من شركات الطيران العالمية على عدم العودة إلى العدو الكيان الإسرائيلي مطلقاً، وستجبر شركات أخرى على المغادرة، وهو تحول جديد في معركة صنعاء المساندة لغزة، يشير هذا التحول إلى تكثيف قوات صنعاء ضغطها على “إسرائيل” اقتصادياً، وفقاً لتقرير مصور أذاعته، الإثنين، هيئة البث الإسرائيلية (قناة كان).

حيث بثّت قناة “كان” الإسرائيلية تقريراً مصوراً عن الأثر الاقتصادي المباشر للصواريخ اليمنية، مؤكدة أن التحذيرات الأخيرة من صنعاء أجبرت مستثمرين وشركات على الانسحاب الفوري.

وقال مراسل القناة روعي كايس: “حتى لو تم اعتراض الصواريخ، فإن الأضرار الاقتصادية قائمة، وهناك هروب ملحوظ للمستثمرين الأجانب.”

بينما أشار موقع إميس العبري إلى أن التهديدات اليمنية تشمل:

  • ضرب الاستثمارات.
  • شن هجمات سيبرانية.
  • استهداف مناطق عمل الشركات المرتبطة بالكيان.

صفقات مهدورة واستثمارات مجمّدة

امتد الأثر إلى العلاقات التجارية والعسكرية:

  • إلغاء صفقة دفاعية بين وزارة الدفاع الإسبانية وشركة إسرائيلية لتوريد 168 نظام صواريخ “سبايك LR2” بقيمة 325 مليون دولار.
  • الشركات الوسيطة التي تعمل مع نظيراتها الإسرائيلية بدأت تفقد عقودها تدريجيًا، وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة.

الحرب الاقتصادية.. استراتيجية يمنية جديدة

القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- أعلنت أن التصعيد سيستمر بوتيرة أعلى وأكثر فعالية، ضمن سياسة “الردع المؤثر” لدعم غزة.

ويؤكد مراقبون أن: “الحرب لم تعد تدار بالسلاح فقط، بل بالقرارات الاستراتيجية والضربات الاقتصادية المدروسة، التي باتت تفرض على العدو تكلفة باهظة لاستمرار عدوانه”.

كيان تحت الحصار

ما بين عزلة جوية خانقة وركود اقتصادي حاد، يواجه كيان الاحتلال أحد أخطر التحديات منذ نشأته، مع عجز حكومته عن طمأنة السوق والمستثمرين، وارتباك واضح في مواجهة التهديدات القادمة من مسافات بعيدة ولكن بأثر بالغ.

إنها معادلة جديدة ترسمها صنعاء بثبات: “لا أمن للعدو دون أمن لغزة” – والاقتصاد أول من يدفع الثمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com