اخبار محليةالعرض في السلايدرجرائم العدوان السعودي الامريكي

ثلاث سنوات من العدوان على اليمن.. تعري التحالف وتكشف مكانة الاطفال بالنسبة لمنظمات العالم

21 سبتمبر – تقرير

بعد مرور ثلاثة اعوام من العدوان الغاشم على اليمن، شهدت اليمن الكثير من الصور و المشاهد والقصص المأساوية التي تحكي بشاعة ما تعرضت له اليمن والطفولة على وجه الخصوص.

فلم يكن الأطفال بعيدين عما يحصل من انتهاكات ومجازر سببها العدوان طيلة الـ3 سنوات بحقهم وبحق كل الشعب، فأطفال اليمن لم يعد ينعموا بالأمان منذ أن حلّقت طائرات العدوان السعودي الامريكي وشرعت في قصف كل شيء حتى المدارس ورياض الاطفال التي لم تسلم من قصفهم.

الأجنة أيضا في بطون أمهاتهم أصابهم الأذى من هذا العدوان الجائر فمنهم من مات قبل أن يرى النور ومنهم من ولد كفيفاً أو معاقاً أو مصاباً بحالةٍ مرضيّة ناتجة عن سموم الصواريخ والقنابل التي ألقتها آلة الموت السعودية.

ما حصل من جرائم بحقّ الطفولة والإنسانية أشبه ما تكون بمسرحية تراجيدية لشكسبير، تشعر مشاهديها بعد أن تطوي صفحاتها بأن جميع المتابعين لها أيقنوا من هو الظالم ومن المظلوم، إلّا أننا اليوم نشاهد العكس تماما، فمنظمات الطفولة ومن قبلها مجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الانسان يغضون النظر عن جرائم عدوان التحالف السعودي على الشعب اليمني.

ولكي تتضح الصورة اكثر ، نسرد إليكم غيضاً من فيض ما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية بحق أطفال اليمن:

فبحسب إحصائيات محلية ودولية عن جرائم التحالف السعودي ومرتزقتهم في ثلاث سنوات فقد استشهد أكثر من (3078) طفل وأصيب نحو (2886) آخرين بسبب الغارات الجوية والقصف.

أي أن 7 أطفال يقتلون ويجرحون يوميا بسبب القصف، كما يصاب نحو 35 ألف و988 طفل بالذعر ويرعبون يومياً بسبب القصف

 

بثينة عين الانسانية

وتعد بثينة الميري إبنة الـ 5 أعوام التي استشهد كل أفراد عائلتها نتيجة الغارات التي نفذها تحالف العدوان على اليمن في الـ25 من أغسطس من العام الماضي خير شاهد على بشاعة المجازر السعودية رغم عشرات الشواهد الأخرى التي تحكي بشكل أكبر وأعمق بشاعة ما يرتكبه العدوان وخاصة في محافظة صعدة, إلا أن لعينيّ بثينة حكاية استطاعت أن تصل إلى مختلف دول العالم لتعرّي الخذلان الدولي والأممي الإنساني إزاء عشرات من جرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها أطفال اليمن ووثقتها تقارير منظمات دولية وتابعة للأمم المتحدة.

 

الرعاية الصحية

وكشفت الإحصائيات الصحية عن أوضاع الطفولة في اليمن بأن 6 أطفال يموتون في كل ساعة بسبب الأمراض المختلفة.. حيث تسبب العدوان في وفاة 247 ألف طفل وإصابة 2 مليون و400 ألف طفل لسوء التغذية، كما يعاني 1مليون طفل من سوء حاد في التغذية مع وفاة طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها .

بالإضافة إلى من قضوا جراء الخوف والهلع، حيث تم تسجيل 3 بالمائة من مواليد 2015 حتى 2018 مصابون بتشوهات خلقية في الأجنة والمواليد, وسجلت 450 حالة إجهاض.

وتشير التقارير والاحصائيات إلى أن 3مليون طفل في اليمن معرضون للإصابة بالحصبة و2,9 معرضون للإصابة بالاسهال.

كما تهدد المجاعة حياة نحو 5مليون طفل يمني.

فيما وصل عدد الأطفال النازحين مع ذويهم الى مليون طفل نازح من اجمالي 3ملايين نازح بسبب العدوان
و يحتاج 12,8 مليون طفل إلى المساعدة الإنسانية العاجلة، فضلا عن حاجة 8 مليون طفل لخدمات الحماية والدعم النفسي.
كما يحتاج نحو 7,5 مليون طفل الى الرعاية الصحية العامة.

وتتفاقم الأرقام من يوم إلى آخر في ظل صمت مخزي لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان التي اتضح تبعيتها للعدوان السعودي، لا سيما بعد قيام الامم المتحدة بوضع السعودية في قائمة العار الخاصة بقتل الأطفال ومن ثم شطبها من القائمة بسبب الضغوط الدولية.

الطالبة إشراق قتلت بغارة للتحالف استهدفت مدرسة في منطقة نهم شرقي صنعاء

 

الحرمان من الحق في التعليم
وفي جانب التعليم فقد أدى العدوان السعودي الامريكي إلى حرمان 3,8 مليون طفل من الذهاب إلى المدارس بسبب القصف، وأجبر نحو 1,8 على ترك التعليم، وفقد 360 الف طفل فرصهم التعليمية بسبب العدوان .

وبحسب تقارير المنظمات يحتاج نحو 2,4 مليون طفل إلى المساعدة للحصول على التعليم من أصل 5,8 ملايين طفل في سن الدراسة
كما تحولت 216 مدرسة لمراكز إيواء للنازحين، في حين أُغلقت3750 مدرسة في العام 2015م فقط .

ووصل عدد المدارس التي خرجت عن الإستخدام بسبب قصف العدوان (2641) مدرسة منها (293) مدرسة دمرها العدوان كلياً و(2348) تضررت بأضرار جزئية وتدمير شبه كامل بسبب قصف العدوان.

شاهد على بشاعة العدوان :

مؤسسة الشوكاني لرعاية اليتيم في العاصمة صنعاء، والتي تقع على بعد حوالي 100 متر من جبل النهدين عانى مرتاديها من الأطفال من القصف الجوي بطيران العدوان حيث يشرح الطفل اليتيم “موسى صالح منصور” ذو 14 ربيعا ما يحصل بقوله بعينين يملؤهما الدمع المتمنّع: كنا خائفين، وفي كل مرة نسمع فيها ضجيج الطائرة، كان موظفو المؤسسة يسرعون بنا إلى الطابق السفلي لحمايتنا من قذائف الطائرات.


ويتابع الطفل الذي نكّد العدوان عيشه: إن العديد من أصدقائي تركوا دار الأيتام وعادوا إلى أقاربهم.

يُذكر أن المؤسسة كانت تستضيف حوالي 350 يتيماً قبل بدء العدوان إلا أنه لم يتبقّى سوى الثلث فقط بعد أن فرّ معظمهم للعيش مع أفراد الأسرة في الريف تحت جناح الأمان النسبي.

 

موقف المنظمات :
وفيما يخص موقف المنظمات الدولية والذي لم يخرج عن إطار التنديدات فقد وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليمن بأنه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال، وحذرت من كارثة وشيكة إذا لم تصل المساعدات لأكثر من 11 مليون طفلا.


وأشار المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسيف “خيرت كابلياري” إن التقديرات تشير إلى أن طفلا واحداً يموت هناك كل عشر دقائق من أمراضٍ يمكن الوقاية منها.

من جانبها طالبت فرجينا غامبا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في مناطق النزاع التحالف بإجراءات صارمة بشأن قواعد الاشتباك في اليمن، ووصفت عدد الأطفال ضحايا غارات التحالف بأنه غير مقبول.
وقالت غامبا إن عددا كبيراً من الأطفال والمدارس في اليمن تعرضوا للقصف من قبل التحالف الذي يشن حملة منذ مارس/آذار 2015.
كما حمّل تقرير أعدته لجنة العمل الدولية لرصد أوضاع الأطفال بمناطق النزاعات، حملت التحالف بقيادة السعودية المسؤولية الكبرى عن قتل وتشويه عشرات الأطفال في اليمن.

وليست المرة الأولى ولا الأخيرة على ما يبدو ضمن سلسلة “تحميل المسؤولية” لما يجري بحق أطفال اليمن، من دون أن يلقى ذلك آذانا صاغية.

من الواضح أن هناك ما يرتكب وهناك من يفلت من العقاب، كما تقول كريستين موناهان مسؤولة البحوث في منظمة “قائمة مراقبة الأطفال والنزاعات المسلحة”
وتضيف أن التحالف يشن مؤخرا 30 غارة يوميا، وهذا يتماشى مع ما تورده الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من حقائق، لكن الأهم أن السعودية -ومعها حلفاؤها- لم تغير نهجها.

إرشيف : طفلة استُشهدت إثر غارة جوية استهدفت منطقة الجميمة بمحافظة صعدة قبل يومين ضمن عدد من الشهداء الآخرين

قائمة سوداء
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدرج إسم التحالف على القائمة السوداء للدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن.
واتهم غوتيريش في تقريره لمجلس الأمن قوات التحالف بقتل وتشويه الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات في اليمن.

وسجل التقرير 33 هجوما على مدارس في اليمن و19 هجوما استهدفت 16 منشأة صحية أغلبها تتحمل مسؤوليتها قوات التحالف.

وكانت منظمة “انقذوا الاطفال” الخيرية البريطانية أكدت أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يجب أن يدرج في قائمة الدول والأطراف التي تنتهك الحقوق الاساسية للأطفال بسبب دور هذا التحالف في الحرب الدائرة في اليمن، كما حملت منظمة “هيومان رايتس واتش” تحالف العدوان مسئولية قتل أطفال اليمن.

وقالت “انقذوا الاطفال” في تقريرها الذي أعدته بالتعاون مع “قائمة مراقبة الأطفال والصراعات المسلحة” والذي حمل عنوان “الهجمات على المرافق الصحية وأثرها على الأطفال: تدهور متسارع” أن التحالف الذي تقوده السعودية قد تسبب في وفاة عدد من الرضع بسبب انقطاع الأوكسجين عن الحاضنات في مشفى الأطفال في العاصمة صنعاء بعد تعرضه لغارة جوية شنّها التحالف.

ويتضح من خلال استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي أن مستقبل الطفولة في اليمن على كف عفريت في ظل استمرار العدوان السعودي الهمجي والصمت الدولي المطبق أمام كل الإنتهاكات الإنسانية التي يتعرض له اليمن عموماً وفي حال لم يتم يتم تدارك الأمر فورا فإن الأزمة سوف تتفاقم أكثر وحينها لن تتوقف الأزمة عند حدودها الجغرافية بل ستنعكس سلبياتها على الوضع الإقليمي أيضاً..

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com