اخبار محليةالعرض في السلايدرتقاريرتويتر

ثورة 21 سبتمبر.. منبع التعبئة وبوصلة التحرر

ثورة 21 سبتمبر.. منبع التعبئة وبوصلة التحرر

21 سبتمبر | تقرير خاص

في خضم معركة الوعي والتحرير، تواصل جماهير الشعب اليمني التأكيد على حضورها الثابت في معركة الأمة الكبرى ضد قوى الطغيان والاستكبار، مجددة العهد لثورة 21 سبتمبر المجيدة، ولقيادتها الثورية التي جعلت من التعبئة الجهادية والثقافية نهجًا متجذرًا يعكس هوية اليمن الإيمانية وموقعه المتقدم في صفوف محور المقاومة والجهاد.

المسيرة القرآنية.. الجذور التي أنبتت الثورة

إن ما يشهده اليمن اليوم من زخم تعبوي، واستعداد شعبي وعسكري، هو في جوهره ثمرة من ثمار المسيرة القرآنية التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، الذي بادر مبكرًا إلى فضح المشروع الأمريكي-الصهيوني، وطرح البديل العملي في وعي الأمة وبصيرتها.

لقد كانت صرخته الأولى، وشعاراته القرآنية، وتوجيهاته الثورية، النواة الأولى لثورة فكرية وجهادية لا تزال تتجذّر وتتوسع، وتصنع الأحرار، وتعيد صياغة الإنسان على أساس الإيمان والكرامة والعداء للمستكبرين.

لقد أسس الشهيد القائد لبنة ثقافية تؤمن بأن المعركة مع العدو معركة وجود لا شعارات، وبأن الصمت خيانة، وأن الأمة مطالبة بالتحرك الواعي والمسؤول انطلاقًا من فهم عميق للقرآن الكريم.

ومن هنا، فإن كل ما تحقّق في ميدان التعبئة من جاهزية وقدرات وبصيرة، هو استمرار حي لمشروع الشهيد القائد، الذي جعل من اليمن قلعة للصمود، ومن القرآن بوصلة للتحرر، ومن فلسطين قضية لا تسقط بالتقادم، بل تُغذّى بالدم والوعي والثبات.

عروض تعبويّة.. رسائل ردع ورسائل وفاء

من صعدة إلى مأرب، ومن حجة إلى جامعة صنعاء، تتوالى الفعاليات التعبوية والعروض العسكرية، كترجمة ميدانية لحالة الجهوزية الشعبية والعسكرية، وتعبيرًا مباشرًا عن الروح القتالية التي غرستها ثورة 21 سبتمبر في أوساط المجتمع اليمني.

مشاهد الميدان تعكس تلاحم الشعب مع معركته الكبرى، وتؤكد أن اليمن حاضر في معادلة الردع والنصرة، وأنه ماضٍ بثبات نحو معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، جسّد خريجو دورة “طوفان الأقصى – المستوى الثاني” صورة حيّة للتكامل بين الفكر الثوري والانضباط الميداني، عبر مسير راجل ومناورة قتالية ووقفة مسلحة، حملت شعار: “نحن معكم حتى تحرير كل فلسطين (الوعد وفاء)”، هذه المشاهد ليست مجرد فعاليات رمزية، بل رسائل مباشرة للعدو: أن الميدان في اليمن حاضر، وأن الجهوزية قائمة لمعركة التحرير الكبرى.

وفي مأرب، شارك أكثر من 1,200 مقاتل في عرض شعبي مهيب في مديرية حريب القراميش، ليؤكدوا أن ثورة 21 سبتمبر لم تعد حدثًا عابرًا، بل صارت مدرسة وطنية تصنع الأبطال وتعيد الاعتبار لقيم السيادة والكرامة، وأن رجال اليمن جاهزون للوفاء بواجب النصرة لجبهة غزة، بما تملكه اليمن من قدرات وإرادة صلبة.

أما في محافظة حجة، فقد شهدت مديرية المغربة عرضاً شعبياً لخمسة عشر مئة مقاتل من خريجي دورات التعبئة العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”، جسدوا خلاله مهارات عالية في الانضباط والجهوزية، مرددين شعارات العداء لأمريكا والكيان الصهيوني، ومؤكدين استعدادهم للالتحام بجبهات المواجهة دفاعًا عن الشعب الفلسطيني، ومواصلة مسيرة العزة والثبات حتى تحقيق النصر والفتح المبين.

من الجامعة إلى الجبهة.. الأمة في حالة نهوض

وفي سياق الحراك الشعبي والأكاديمي المواكب، شهدت جامعة صنعاء مسيرة طلابية حاشدة تحت شعار “نصرة لغزة، مسيرتنا الأكاديمية والطلابية مستمرة”، رفع خلالها الطلاب والأكاديميون العلمين اليمني والفلسطيني، مؤكدين استمرار النضال العلمي والطلابي نصرة لفلسطين، واستعدادهم لخوض معركة الوعي والكرامة في وجه الإبادة والحصار، ومجددين العهد على نصرة قضايا الأمة بكل السبل المتاحة.

مسيرة طلاب جامعة صنعاء، والعروض العسكرية التي نفذها خريجو دورات التعبئة في صعدة ومأرب وحجة، جاءت كترجمة حية لوحدة الجبهة الواعية والمجاهدة، لتؤكد أن معركة الوعي تسير كتفًا بكتف مع معركة البندقية، رفع المشاركون رايات اليمن وفلسطين جنبًا إلى جنب، وهتفوا بسقوط أنظمة الخيانة والتطبيع، مجددين العهد على أن ميادين العلم والمعرفة لن تكون إلا جبهات صمود، وأن الوعي المقاوم بات سلاحًا لا يقل فاعلية عن البندقية في مواجهة المشروع الصهيوني وأدواته في المنطقة.

السيد القائد.. بوصلة الجهوزية ورمز الإرادة

وتأتي هذه الاستعدادات المتواصلة، ميدانيًا وشعبيًا، في إطار توجيهات السيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أكّد مرارًا أن الجهوزية العالية والتأهيل المستمر هما الضمانة الحقيقية للنصر، وأن العدو لا يخاف من التصريحات، بل من شعبٍ متأهبٍ، واعٍ، موحّد، يتحرك بثقافة قرآنية وبوصلة واضحة.

لقد جعل السيد القائد من التعبئة الشاملة واجبًا وطنيًا ودينيًا، ومن الثقافة القرآنية منبعًا للصمود، ومن الجبهة الداخلية سلاحًا استراتيجيًا مكمّلًا للميادين العسكرية، وهو ما يتجلى في الزخم الشعبي المتصاعد، وارتقاء الأداء التعبوي، واتساع رقعة التأهيل والتدريب من الجامعات إلى الجبهات.

الثورة التي كسرت القيود

ما نراه اليوم من حراك تعبوي هائل، هو ثمرة مباشرة لثورة 21 سبتمبر التي حرّرت القرار اليمني من الهيمنة الأمريكية والخليجية، وأعادت توجيه البوصلة نحو قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

لقد أرست الثورة معادلة جديدة قوامها: التحرر لا يأتي إلا من داخل الشعوب الواعية، والتعبئة الجهادية هي جدار الحماية أمام أي عدوان خارجي.. كما أكدت المسيرات والبيانات الصادرة عنها، أن دعم المقاومة ليس خيارًا بل واجب ديني وأخلاقي، وأن كل ما يُنجز في ميادين التدريب والتأهيل هو في سياق الجهوزية التامة لمعركة الكرامة وتحرير الأرض والمقدسات.

العدو في حالة انزعاج دائم

لا يمكن تجاهل حالة الذعر والانزعاج التي يعيشها العدو الصهيوني ومن خلفه النظام الأمريكي، مع كل عرض تعبوي يخرج من أرض اليمن، فكل فعالية، وكل خطوة تعبئة، وكل مناورة ميدانية، تعني بالنسبة للعدو الصهيوني أن اليمن ماضٍ في طريق التحرير، وأن اليد اليمنية التي أصابت السفن في البحر، وصلت اليوم إلى ما هو أبعد.

تصريحات المسؤولين الصهاينة والغربيين تكشف عن تخوفهم من امتداد تأثير اليمن التعبوي في أوساط شعوب المنطقة، ومن تفاقم الخسائر التي يتكبدها كيان العدو على يد محور المقاومة، وفي القلب منه اليمن الثوري المؤمن.

ثورة 21 سبتمبر.. مشروع أمة

إن المشهد اليمني، بكل تفاصيله التعبوية والعسكرية والسياسية، يؤكد أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن لحظة غضب عابرة، بل هي مشروع تحرري متكامل، بنى الإنسان، وصاغ الهوية، وثبّت البوصلة، وجعل من اليمن ركيزة صلبة في وجه التطبيع والانبطاح.

إنها ثورة ما زالت تلد المجاهدين، وتغرس فيهم الوعي والبصيرة، وتدفعهم إلى ميادين الشرف، في مواجهة كيان غاصب، وزمن يتكشّف فيه الزيف، ويسقط فيه القناع عن كل خائن ومتواطئ.

فليعلم العدو أن صعدة والحديدة وصنعاء ومأرب كلها في خط الجهاد والمواجهة، وأن الفتح الموعود ليس مجرد شعار، بل هو قرار شعب، وروح ثورة، ووعد صادق من قيادة صادقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com