منوعات

اللقاءات الأسرية تذيب الجليد وتعيد الدفء للبيوت

الاجتماعات العائلية لها دور رئيسي في تقريب المسافات بين الأب والأم والأبناء وتسهم في خلق استقرار أسرى عميق يساعد في زيادة الترابط لكن ثقافة الجلسات العائلية الحميمية لم تزل بعيدة عن الأسرة العربية مع أن هناك عائلات تدرك أهمية الاجتماعات العائلية في فتح منافذ للحوار الأسري بكل أشكاله.

وأثبتت الاجتماعات العائلية أنها همزة وصل بين الآباء والأبناء خاصة تلك التي يتفاعل فيها كل أطراف الأسرة، ورغم أن هذه الاجتماعات تصب في مصلحة الاستقرار النفسي داخل البيوت فإنها تحتاج إلى أن تتم في أجواء تتسم بالمرح والسعادة حتى تتحقق الأهداف.

طريق التميز ويقول أستاذ الطب النفسي بمستشفى الأمل في دبي الدكتور جاسم المرزوقي: تتصدر الأسرة الاهتمامات كافة في البحث عن الوسائل التي تحقق توافقها واستقرارها ومتطلباتها وتوازنها ولا يأتي ذلك إلا عن طريق تميز هذه الأسرة أو تلك عبر إشباع ميول وهوايات أفرادها وتعاونهم في إطار من المحبة، مما يؤدي إلى التوافق الأسري والأب والأم طرفا تحقيق هذه المعادلة من خلال استثمار الأوقات التي تجتمع فيها العائلة.

إذ إن هذه الاجتماعات تشمل تصحيح مسار الأبناء وتعديل بعض المفاهيم الخاطئة وطرح المشكلات بشكل صريح، فالأبناء يذهبون إلى المدرسة وتتكون لديهم دائرة علاقات ويشاهدون المحتوي الإعلامي المرئي، وتتكون بينهم علاقات مباشرة سواء في حضور الأب والأم أو في حالة غيابهما.

وقال: يجب أن يكون لكل جلسة تجتمع فيها العائلة الحوار الذي يناسبها والسياق الخاص بها، إذ إن الحديث في أثناء الطعام لا بد أن يأخذ طابعاً مسلياً جذاباً فيه المحبة وروح الدعابة التي تخلق رغبة لدى الجميع في أن يحرصوا على تناول الطعام في وقت واحد، وكذلك الاجتماعات التي تتوافق مع الجلوس أمام التلفزيون يجب أن تتضمن تعريف الأبناء بالمحتوى الإعلامي الذي يناسبهم ويتفق مع أعمارهم،.

أما الاجتماعات التي تتعلق بحل المشكلات فمن الضروري ألا يقوم الآباء فيها بنقد الأبناء بصورة مباشرة وأمام إخوتهم حتى لا تحدث تصدعات داخل النفس، ويشعر الطفل بأنه مثار سخرية داخل البيت. استقرار نفسي طلال المسعودي لم يكن يهتم بالاجتماعات العائلية ولم يكن يعبأ بوجوده مع العائلة في أثناء تناول طعام الغذاء أو في أثناء الجلسات الليلية الحميمية، ولا حتى في العطلات الأسبوعية، ويقول إنه اكتشف بالمصادفة أن أحد أصدقائه يخطط بصورة مستمرة لاجتماعاته العائلية، وحصل على نتيجة عالية جعلت العلاقة بين جميع أفراد الأسرة تصل إلى مرحلة قوية، وهو ما انعكس بالإيجاب على نفسية الجميع.

ويشير المسعودي إلى أنه منذ عام تقريباً يحاول التزود بالثقافة الأسرية وقراءة بعض كتب علم النفس والاجتماع والإرشاد الأسري حتى يحقق بعض المفاهيم في أثناء الجلسات العائلية.

علاقات أسرية

وقالت فاطمة الزهراء إن العوالم الرقمية بوسائلها الحديثة وارتفاع مستوى تكنولوجيا الاتصال أسهمت في تفتيت العلاقات الأسرية، وهي حالياً تعمل على ترميم هذه العلاقة عبر الإكثار من الجلسات والاجتماعات العائلية، ومحاولة أن يكون زوجها حاضراً بصـفة مستمرة.

وقد استطاعت معالجة الكثير من المشكلات داخل البيت والتي كانت تتعلق بأبنائها، إذ إنهم كانوا يشتكون غياب أبيهم كثيراً بسبب ارتباطه بأصدقائه الذين كان يسهر معهم، وبعد انتظام الزوج في الاجتماعات الأسرية ازدادت مساحة السعادة في حياة أبنائها، وأصبحوا يشعرون بأن أباهم يهتم بهم ويلبي مطالبهم ويستمع إلى مشكلاتهم ويحاول أن يحلها.

مرونة وحزم ويعتقد عبدالله الزعابي أن غياب الاجتماعات الأسرية داخل البيت الواحد يفك ارتباط الأب والأم بأبنائهما وأنه منذ رزقه الله بعدد من الأولاد والبنات وهو يحاول أن يثبت مواعيد عدد من الجلسات بواقع اجتماعين في الأسبوع، فضلاً عن الاجتماعات الطارئة التي تحدث نتيجة لمشكلة ما يعرضها الأبناء وتحتاج إلى حل سريع.

ويشير إلى أنه استفاد كثيراً من الحوارات التي تدور بشكل أسبوعي داخل هذه الاجتماعات التي تتسم بطابعها الترفيهي، وإقامة حوار بناء بين جميع أفراد الأسرة، إذ إنه اكتشف أن الأطفال عالم آخر وجذاب ويحتاج إلى نوع خاص من المعاملة وإبداء المرونة في مواقف ما والحزم في أمور أخرى ويرى أنه من الانعكاسات الإيجابية عليه أيضاً أنه أصبح بينه وبين زوجته تعاون كبير في كل أمور الحياة، وهو ما جعل علاقته بها تصل إلى مستوى كبير من التفاهم والتسامح أيضاً.

أجواء ممتعة ويقول حسن المنيعي إنه لم يكن يقدر قيمة الاجتماعات العائلية إلى أن دعته الظروف إلى ذلك بسبب دخول بعض أبنائه مرحلة المراهقة، وهو ما يستلزم رعاية خاصة لهم في هذه المرحلة الحرجة، ويلفت إلى أنه لم يكن يتوقع أن تكون نتائج الاجتماعات مذهلة بهذا الشكل، خصوصاً وأنه وجد أن أبناءه يتخذونه صاحباً ولا يتحرجون من الحديث معه في أي شيء، وهو ما أضفى أجواء ممتعة من العلاقة الأسرية الناضجة.

الاتحاد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com