ترومب في الخليج: كلهم وزموا.. إلا اليمن!

ترومب في الخليج: كلهم وزموا.. إلا اليمن!
في مؤتمر عالمي للكرم العربي غير المشروط، وقف ترامب على سياسة سياسية يمكن أن يكون نجمه العالمي في ليلة تتويجه.
تدفقت به تصميم من كُـلّ صُوب وحدة: سبيكة ذهب من الخليج، وسيوف مرصّعة وعقود مرمرية، وعلى جانب الآخر، توقيعات على إنسان “مليارية” كُتبت بمداد الابتسامات والشيكات.
كلهم جاءوا، انحنوا، قالوا بصوت واحد: “خُذ المال، خذ النفط، خذ الإعلام، فقط قل لنا إنا أصدقاء ممتازون!”.
إلا اليمن…
ذلك البلد الذي جاء عاري اليدين، إلا من الكرامة، والتاريخ التليد. لم عصر معه صندوق المجوهرات، ولا حتى حقيبة “الهدايا الدبلوماسية”. بل من جيبه شيء نادرًا في زمننا: الصفعة!
لكنها ليست بأي صفعة… إنها صفعةٌ بطعم البُن اليمني الأصيل، ورائحة اللبان، والموسيقى بينما تعزف لحن السيادة. صفعةٌ مزينة بحنّاء النخوة، ومغلفة بورق القرنفل والمجد العربي القديم. صفعة قالت لترامب: “لسنا للبيع… ولم نُولد لننحني!”
ترامب، وهو يربِّتُ على هذه المفاجأة بعد تلك المفاجأة، وأتساءل: “ما هذا؟ لم أطلب سوى قاعدة صغيرة على البحر، وبعض الصمت في الإعلام!” فجاءه الرد: “خذ قاعدةً على خدك، والباقي حديث لاحق!”.
وبالتالي، بينما وزّع أعضاء خاصين ليشتروا رضا البيت الأبيض، اليمن يوزع “درسًا” مجانًا في الكبرياء السيادي، لا يُشترى، ولا يُباع، ولا إيفاوض عليه.
فليُكتب في أرشيفات التاريخ:
كلهم وتصلوا… إلا اليمن: رفعَ الكف، حيثُ احنى مطلقهم.