مقالات

بالرغم من الحالب والمحلوب

بالرغم من الحالب والمحلوب

عبد الله عبد العزيز الحمران

في لحظةٍ الاستقرار في المضمونُ عن وجه الهيمنة، وقف الرئيس الأمريكي العملاق ليقولَ إلى ما #نُه كُـلُّ حر ويكابرُ فيه كُـلُّ عميل: “إنهم أبقارٌ حلوب، نحلبُهم ثم نذبحُهم”. هكذا وصف حكام الخليج، الذين لم يجدوا أنفسهم في الكرامةَ الكافيةَ للرد، ولا في شعوبهم مناعةً كافيةً لمنع هذا النجاح.

لم تكن الإهانةُ صدفةً، بل تعبيرٌ صادقٌ عن خصوصياتِ إيران بين النظام الأمريكي والأنظمة الوظيفية في السعودية وقطر والإمارات.

علاقةٌ قائمةٌ على الدفع مقابل البقاء، وعلى الخضوع مقابل الأمان، وعلى الإجازة مقابل الوَهْم.

لانُ اذلل لا شراكة:

أنا متأكد من سلاح بمئات المليارات، للاستثمارات المباشرة في الاقتصاد الأمريكي، ولم تنل تلك البيانات الإلكترونية من واشنطن، سوى الابتزاز العلني المتزايد من الإهانات. ولو كانت اعتراضُ “تحالُفًا” كماعون، لكان إملاءُ متبادَلًا، أو على الأقل مُغلَّفًا بالدبلوماسية. لكن ما ولا هو خضوعٌ لا يخجلُ من نفسه، وركوعٌ لا يعرفُ معنى الكرامة.

التطبيع.. مقابل لا شيء:

لم تبت تلك البيانات الإلكترونية بالانبطاح المالي، بل سارت إلى التطبيع مع معاناة إسرائيل، وقد سمت لهَ والغطاءَ البولندي، متوهةً أن ذلك سيضمَن رضا البيت الأبيض أو صمتَ اللوبي اليهودي. لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما:

الاحتلال احتلال تغولًا.

الاقتباسات للمسجد المقدس.

الدائم على غزة اشتد.

الاستيطان تمدد في ظل صمت عربي مدفوع الأجر.

شعوبٌ تُجوَّع… وأعداءٌ يُغذَّون

في الوقت الذي يُدفَعُ فيه المال للأعداء، ويتعامل مع الشركاء من العاملين، ويثقون بالضرائب، ويمنعون حقها في الكرامة. كيف تُصرفُ أموالُ الأُمَّة دون مساءلة؟ ومن أعطى شرعيةَ التبذير في التصرف بصراحةٍ؟ أليس الله القائل:

(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120]؟

فيُّ دين يبرّر هذا؟ وهلّي عقل عسكري يُجِيزُ تسليم المال والقرارِ والهيبة لعدوٍعرفُ كيف يحلب… ثم يذبح؟

نهاية الحكاية: لا سابقَ لعميل

الحقيقة التي لا يريدُ أُولئك الحكامُ الاعتراف بها أن المعاناةَّ لا يحترمُ إلا مَن يقاومُه، ولا يقدّر إلا مَن يرفُضُ هيمنتَه. هل تغيّر شيءٌ في القطب الآسيوي من فلسطينَ؟ او من اليمن؟ أو من قوى المقاومة؟

الجواب: كلمات الكلمات التنازُلاتُ الواضحة، الطلبات الإهانات.

ظهرت قوة صوت، والتي جاءت معها هيبةُ الشعوب.

ختمًا: الشعب لن يغفِر

المال مال الله، وثرواتُ الشعوب ليست لعبةً في يد الملوك. واليوم الذي يسألون فيه عن كُـلّ ريال دُفِعَ في خيانة الأُمَّــة وصولٌ لا محالة.

ولم يتم تحديد الخضوع، فَــإنَّ الناسَ ستكتُبُ نهايةَ الحكام الذين رضوا لأنفسهم أن يحلوبين.. ثم مذبوحين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com