اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرتقارير

مراوغة ناجحة لأحدث أنظمة الدفاع في العالم من قبل الصواريخ الإيرانية

21 سبتمبر:

رداً على جرائم الکيان الصهيوني العديدة، ومن بينها الهجوم على القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، ضربت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أهدافًا مهمةً داخل الأراضي المحتلة بإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات دون طيار، وهو ما صاحبه مفاجأة وإعجاب الخبراء الدوليين والشعوب الإسلامية في المنطقة.

إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه قاعدتين جويتين إستراتيجيتين للكيان الصهيوني، واللتين كانتا المصدر الرئيسي لعملياته الإجرامية في السنوات الأخيرة ضد غزة ولبنان وسوريا، أظهر أن إيران عازمة بشكل مطلق على معاقبة المعتدي ومؤيديه الدوليين لإنهاء العدوان غير القانوني للکيان الصهيوني.

في الوقت نفسه، ومن الناحية الفنية والعسكرية، فإن عملية “الوعد الصادق” كانت بلا شك العملية العسكرية الأكثر شمولاً وتألقاً للقوات المسلحة في تاريخ إيران وحتى منطقة الشرق الأوسط، وسجلت نقطة تحول خاصة.

وتجدر الإشارة إلى أنه كما أشار المرشد الإيراني الأعلى في شهر مايو/أيار، في اجتماع مع قادة القوات المسلحة الإيرانية، “إن مسألة عدد الصواريخ التي تم إطلاقها، أو الصواريخ التي أصابت الهدف، والتي يرکز عليها الجانب الآخر، هي أمر ثانوي وفرعي؛ والمسألة الأساسية هي ظهور إرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية وإثباتها، وهو ما يسبب انزعاج الطرف الآخر”.

ما هي الصواريخ الشهيرة التي أطلقت باتجاه الأراضي المحتلة؟

رغم عدم وجود معلومات دقيقة عن عدد القذائف التي أطلقت على الأراضي المحتلة، باستثناء ادعاءات أمريكا والکيان الإسرائيلي، لكن بلا شك كانت هذه العملية غير مسبوقة في تاريخ المعارك الحديثة من حيث عدد الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها في يوم واحد.

حتى أنه في اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، أو الهجمات الضخمة على منشآت الطاقة الأوكرانية الشتاء الماضي، لم يتم تسجيل مثل هذا المعدل من إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات الانتحارية دون طيار في يوم واحد.

وبشكل ما، تعتبر هذه العملية أيضًا أول استخدام قتالي لبعض الصواريخ الباليستية الإيرانية متوسطة المدى، ففي العمليات الصاروخية الماضية، استخدمت بشكل أساسي الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة فاتح، مثل فاتح 110 وفاتح 313، وذو الفقار وخيبر شکن، أو صواريخ القيام.

لكن للمرة الأولى، حسب ما يمكن رؤيته في الصور المنشورة، تم إطلاق صواريخ “قدر” و”عماد” متوسطة المدى من مناطق مثل شيراز وضواحي طهران باتجاه عمق الأراضي المحتلة.

وعلى هذا الأساس، حتى الخبراء المعادون لإيران اعترفوا بأن صاروخ خيبر شکن، ذي القدرة على الانزلاق والمناورة للإفلات من المنظومات الدفاعية، وأيضاً صواريخ قدر وعماد متوسطة المدى ذات رأس حربي موجه وسرعة أعلى بكثير من صواريخ عائلة فاتح (شيء قريب من 10 ماخ)، هزمت أحدث المنظومات الدفاعية للصهاينة.

وابل من الصواريخ على رؤوس الصهاينة

من القضايا المهمة التي ترافقت مع صمت ومقاطعة وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية الشهيرة وقادتها بالطبع، رغم تحليل واستغراب الخبراء العسكريين في العالم، هي استخدام بعض الصواريخ الإيرانية رؤوسًا حربيةً يمكنها بسهولة “مراوغة” أنظمة دفاع باهظة الثمن في فلسطين المحتلة.

وحسب الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، يبدو أن الموجة الرئيسية لهجوم الحرس الثوري الإيراني في عملية “الوعد الصادق”، شملت الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها في الساعات الأولى من الصباح، وبسبب سرعة تحليقها العالية، دخلت سماء الأراضي المحتلة بعد دقائق قليلة.

وتظهر المعلومات المنشورة أن الحرس الثوري الإيراني لم يستخدم صواريخ سجيل وخرمشهر والحاج قاسم وخيبر شكن 2 وفتاح، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في هذه العملية، لكن الجيل الأقدم من الصواريخ الباليستية الإيرانية مثل عماد ورضوان، حقّق أيضًا نجاحًا كبيرًا.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن بعض الصور المنشورة للحظات سقوط الصواريخ الإيرانية على قواعد إسرائيلية، تتعلق بمقذوفات تحمل ذخائر صغيرة، وفي الواقع الرؤوس الحربية المطرية.

وفي الصور المنشورة، كانت المقذوفات ينبعث منها ضوء، ما يوحي بأنها شظايا صاروخ تم إسقاطه، بينما هذه القطع تنحرف عن المسار في حال إصابتها بشكل مباشر بصاروخ دفاعي أو شظايا وموجة انفجارية، وهو ما لا يظهر في الصور المنشورة.

كما يرى بعض الخبراء ووسائل الإعلام، أن هذه المقذوفات مزودة بمكونات مثل المنارات أو المشاعل، لجذب الباحث الحراري للصواريخ الدفاعية أو أنظمة التتبع الحراري الأرضية، ما خلق صوراً مشابهةً للاحتراق فيها.

الرؤوس الحربية التي فاجأت أمريكا والکيان الإسرائيلي

وفي بعض الصور الأخرى، يمكن رؤية رؤوس حربية ثقيلة تضرب منطقةً محددةً بفترات زمنية صغيرة، وهو ما يرجعه بعض الخبراء إلى منطقة قاعدة نيفاتيم.

ويبدو في هذه الفيديوهات أن الرؤوس الحربية المذكورة يتم توجيهها حتى نهاية المسار، وقد أثار تسارعها في المرحلة النهائية دهشة وإعجاب الخبراء الدوليين.

وبناءً على ذلك، يبدو أن بعض الصواريخ المستخدمة في العمليات الأخيرة، كانت تحمل رؤوساً حربيةً قابلةً للفصل، وبالإضافة إلى سهولة تجاوز المنظومات الأمريكية والإسرائيلية الشهيرة في المرحلة النهائية، فإن جسم هذه الصواريخ سقط أيضاً في مكان يبعد مئات الكيلومترات عن منطقة الهدف، والتحليلات التي تربط هذا الموضوع بجودة ودقة المنظومات الدفاعية الإسرائيلية من خلال نشر صور أجسام هذه الصواريخ، هي تحليلات سطحية وتفتقر إلى الخلفية الفنية.

الصور التي جعلت الموجة الثانية من الرد الإيراني على الکيان الإسرائيلي أكثر إثارةً للخوف

بطبيعة الحال، لو لم يتم نشر مقاطع الفيديو الخاصة بضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية، لظل الکيان الصهيوني يناور بشأن اجتياز واحد بالمئة فقط من الصواريخ لأنظمته الدفاعية.

لكن الصور المنشورة، وخاصةً مقاطع الفيديو التي أظهرت نجاة الرؤوس الحربية للجيل الجديد من الصواريخ الإيرانية بسهولة من المقذوفات الدفاعية، أظهرت أن المعلومات التي قدّمها الکيان الإسرائيلي لا تتطابق مع الواقع.

وإذا قررت إيران، خلافاً للجولة الأولى، تنفيذ المرحلة الثانية من تدمير القواعد الإسرائيلية بجيلها الجديد من الصواريخ، فلن تتمكن الأنظمة الدفاعية من الصمود في وجه هذا الانتقام.

ونشر أحد الحسابات العسكرية الشهيرة صوراً لصواريخ إيرانية تضرب الأراضي المحتلة على تويتر، وكتب: “يُظهر هذا الفيديو الإنجاز الهندسي الرائع لرأس حربي صاروخي باليستي إيراني تفوق سرعته سرعة الصوت، والذي يقوم بمناورة دقيقة قبل ثوانٍ من الاصطدام، تتميز هذه القدرة المتقدمة بالتحكم الديناميكي الهوائي المتقدم وتكنولوجيا التوجيه المتقدمة، ما يسمح للرأس الحربي بتعديل مساره بدقة وسرعة مذهلة، إن رؤية مثل هذه الألعاب البهلوانية عالية السرعة في الوقت الفعلي، لا تسلط الضوء على مدى تطور تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية فحسب، بل تمثّل أيضًا قفزةً كبيرةً إلى الأمام في هندسة الطيران العسكرية الحديثة”.

وخلال الكشف عن الجيل الرابع من صاروخ “خرمشهر” العام الماضي، أشار بعض الخبراء الصهاينة إلى أن الرأس الحربي للصاروخ الإيراني الجديد يحتوي على محركات صغيرة تسمى “الورنية”، وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا الإنجاز بين الصواريخ الإيرانية.

وأعربوا عن استغرابهم وقلقهم من الدقة العالية وحتى المدى الذي يصل إلى عدة آلاف من الكيلومترات لهذا المنتج الجديد، وأنه من غير المستبعد أن تكون بعض الصواريخ التي أطلقت على القواعد الإسرائيلية، مجهزةً أيضاً بالرأس الحربي المذكور لاختبار هذه التكنولوجيا.

وتجدر الإشارة إلى أن إيران استخدمت في هذه العملية معداتها المعتادة والمعروفة، والتي سبق أن حصل الطرف الآخر على معظمها من خلال المراقبة الاستخباراتية الأمريكية للمناورات التقليدية الإيرانية، لكن بسبب موقفه الدفاعي اضطر الکيان الصهيوني إلى استخدام كل ما كان لديه هو وشركاؤه الغربيون للدفاع ضد الهجوم الإيراني واسع النطاق، ما أدى إلى الكشف عن معلومات مختلفة حول قدراتهم العملياتية.

وفي الواقع، فإن الحرس الثوري الإيراني ليس فقط لم يقم بعد بإظهار أوراقه الرابحة مثل صواريخ خيبر شکن 2 وفتاح 1 و 2 وخرمشهر 4، بل لم يستخدم أيضًا بعض الصواريخ السابقة مثل سجيل وحاج قاسم وخرمشهر 2.

وما شوهد هو استخدام بعض صواريخ الجيل القديم أو صواريخ قليلة من نوع خيبر-شكن، والتي أعطت رؤوسها الحربية الحديثة رداً ملموساً على التهديدات السابقة لأعداء إيران.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com