اخبار دولية وعربيةالعرض في السلايدرتقارير

احتجاجات طلابية رافضة للحرب الإسرائيلية على غزة ضمن أكثر الجامعات المرموقة في أمريكا

21 سبتمبر:

الرأي العام الرافض للحرب على غزة يتسع يوما بعد يوم وهذه المرة يتركز الرفض لدى طلاب الجامعات وهو ما يشكل خطرا فعليا على مكانة وصورة كيان الاحتلال لدى فئة حيوية من شأنها أن تضرم النار مستقبلا لإنهاء وجوده.

حيث سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على حركة الاحتجاجات الواسعة فى المدن الأمريكية ضد “إسرائيل” ودعما لفلسطين، وقالت إنه في جامعة نيويورك اعتقلت الشرطة الطلاب المحتجين.

وفى يال، كبلت الشرطة أيدي المحتجين ورافقتهم إلى حافلات الحرم الجامعي لتلقي أوامر استدعاء للتعدي على ممتلكات الغير، بينما أغلقت جامعة كولومبيا أبوابها وتحولت إلى الدراسة الافتراضية وحثت الطلاب على البقاء فى منازلهم.

بدورها، أغلقت جامعة هارفارد أبوابها أمام العامة، وفى جامعات قريبة مثل تفتس وإيمرسون، تبحث الإدارة كيفية التعامل مع المعسكرات التي تبدو مشابهة كثيرا لتلك التي فككتها الشرطة فى جامعة كولومبيا الأسبوع الماضى، والتي أعاد المحتجون تشكيلها سريعا.

وعلى الساحل الغربي، أقيمت معسكرات جديدة فى جامعتي كاليفورنيا وبيركيلى.

وقالت نيويورك تايمز: إنه بعد أقل من أسبوع من اعتقال أكثر من 100 محتج فى جامعة كولومبيا، فإن الإدارات فى بعض الجامعات الأكثر نفوذا فى الولايات المتحدة كانت تصارع، دون نجاح كبير، لتهدئة الأوضاع فى حرم جامعاتها التي مزقتها حرب “إسرائيل” على غزة.

هذا وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة “مخيم تضامن مع غزة” في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك (NYU) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ويال وغيرها.

وكان قطع الصلات بين المؤسسة المرموقة و”إسرائيل” على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها، المطلب الوحيد والأساسي للطلاب المشاركين في احتجاجات جامعة كولومبيا.

وبهذا شكّلت الجامعات ميدانا رئيسيا للنقاش والتحركات على خلفية الحرب، وخصوصا في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لـ”إسرائيل”.

في حين تم الرد على تلك النشاطات الداعمة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية وخاصة هارفارد وكولومبيا، بتحذيرات من تنامي التحركات المعادية للسامية، ولا سيما أن العديد من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد بشكل رئيسي على دعم مالي من منظمات ومتمّولين من اليهود.

بدورها وجهت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق بإعطاء الدروس عبر الإنترنت، بعد اضطرابات شهدها حرم الجامعة، بينما امتدت الاحتجاجات إلى غيرها في الولايات المتحدة.

وفي رسالة مفتوحة إلى أسرة جامعة كولومبيا، أشارت شفيق إلى ضرورة “إعادة إطلاق” الدروس، وقالت “على مدى الأيام الأخيرة، كانت هناك العديد من الأمثلة على الترهيب والسلوكيات القائمة على المضايقات في حرمنا”.

وأضافت “اللغة المعادية للسامية، حالها حال أي لغة أخرى تستخدم لإيذاء وتخويف الناس، غير مقبولة وسيتم اتّخاذ إجراءات مناسبة،

من أجل خفض التصعيد في مشاعر الضغينة ومنحنا جميعا فرصة التفكير في الخطوات المقبلة، أعلن أن جميع الدروس ستعطى عبر الإنترنت الاثنين”.

وفي تفاصيل الحدث بدأ المتظاهرون حراكهم الاحتجاجي الأسبوع الماضي، داعين الجامعة لفض علاقتها بالشركات المرتبطة بـ”إسرائيل”، وإلغاء نشاطات مرتبطة بالدولة العبرية ومؤسسات أكاديمية إسرائيلية.

في حين تم توقيف أكثر من مئة منهم بعدما دعت سلطات الجامعة الشرطة للحضور إلى الحرم الجامعي الخاص الخميس، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عددا أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحرك نهاية الأسبوع.

بينما أكد عدد من الطلاب المشاركين في الاحتجاجات لوكالة فرانس برس “سنبقى في مكاننا إلى أن يتحدثوا إلينا ويستمعوا لمطالبنا” “لا نريد معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام)، نحن هنا من أجل أن يكون الجميع أحراراً”.

رأى أستاذ الدراسات الكلاسيكية في الجامعة جوزيف هاولي أن كولومبيا استخدمت “الوسيلة الخاطئة” من خلال استدعاء الشرطة إلى حرمها، وهو ما ساهم في “جذب عناصر أكثر تطرفا ليسوا جزءا من احتجاجات الطلاب”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الاحتجاجات امتدت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن فيما تم توقيف 47 شخصا على الأقل خلال تظاهرة في جامعة يال الاثنين.

وبدأ تسليط الضوء على تلك الاحتجاجات من قبل وسائل إعلام مهمة ومرموقة وهو ما يشكل خطرا على الرأي العام تجاه الوجود الإسرائيلي فمن جهة أشارت أسوشيتدبرس إلى أن الاحتجاجات وضعت الطلاب فى مواجهة بعضهم البعض، مع وجود طلاب مؤيديين للفلسطينيين يطالبون جامعاتهم بإدانة هجوم “إسرائيل” على غزة وعدم الاستثمار فى شركات تبيع الأسلحة لتل أبيب.

بينما قال طلاب: إن أغلب الانتقادات الموجهة للدولة العبرية نابعة من معاداة للسامية وجعلتهم يشعرون بعدم الأمان.

ومع اقتراب حفلات تخرج الطلاب، تنظر إدارات الجامعات الأمريكية فى إجراءات للموازنة بين سلامة الطلاب وحقهم فى الاحتجاج.

وأشارت مصادر إعلامية إلى أن جامعة ميتشيجان أخبرت طلابها بقواعد حفلات التخرج القادمة، ومنها عدم السماح برفع الأعلام واللافتات، مع السماح بالاحتجاجات لكن فى مناطق مخصصة بعيدا عن أماكن الاحتفال.

أما جامعة كاليفورنيا، فقد ألغت خطابا مقرر من قبل الطالب المسلم المتفوق فى الجامعة.

ويرى محللون أن خروج مظاهرات طلابية من قلب أكبر دولة داعمة لوجود كيان الاحتلال ومتعهدة بالحفاظ على أمن “إسرائيل” هو إشارة واضحة غلى أن حقيقة الاحتلال بدت واضحة للعلن وهي تمعن في قتل وتهجير وتشريد الفلسطينيين في قطاع غزة .

ويواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 76 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com