حلفاء “نتينياهو” يعارضون شن هجوم إسرائيلي على إيران
في تطور جديد وغير عادي، يقف كبار الحاخامات ممن هم حلفاء لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضد تصريحات التهديد التي يعلنها هو ووزراؤه بشأن الرد الإيراني، مؤكّدين أنّ الهجوم يمثل خطراً على “إسرائيل”.
بينما لا يزال “كابينت” الحرب يدرس احتمالات للرد على الرد الإيراني غير المسبوق ليل السبت-الأحد الماضي، راسماً خيارات عدّة وسط تعدد الآراء بين القادة الإسرائيليين، بدأت تخرج أصوات إسرائيلية مؤثرة معارضة للهجوم على إيران الآن، مؤكّدةً أنّه يشكل خطراً على “إسرائيل”.
اليوم، تحدث رئيس حزب “ديغل هتورا” عضو الكنيست، موشيه غفني، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأعرب عن معارضة شن هجوم مستقل على إيران من دون التعاون الكامل مع الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هذه المحادثة جرت بعد أن أعرب الحاخام دوف لاندو عن معارضته لشن هجوم من دون التعاون الكامل مع الولايات المتحدة، وذكر غفني في المحادثة مع نتنياهو أشياء سمعها في حينها من الحاخام شيك زتسل.
وبكلام عضو الكنيست غفني هذا فإنّ الحريديم ينظمون الصفوف ضد هجوم على إيران. وذكرت قناة “كان” التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، أنّ رئيس حزب “شاس” الحاخام آريي درعي، وهو عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، خرج علناً ضد تنفيذ رد عسكري فوري داخل إيران بناءً على طلب كبار الحاخامات.
وأكّد درعي ضرورة الإنصات إلى الغرب وضبط النفس عن الرد على الرد الإيراني، قائلاً: “علينا أن نستمع إلى أصدقائنا” في إشارة إلى الحوار مع الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: “أكسيوس”: “إسرائيل” فكرت بمهاجمة إيران ليل الاثنين.. وتراجعت لـ”أسباب عملياتية”
وأشارت القناة إلى أنّ درعي خرق التعهدات التي تلزم أعضاء مجلس الحرب بعدم التعبير عن المواقف التي يتبنونها خلال مداولات المجلس السرية، وعبّر في مقابلة مع صحيفة تابعة لـ”شاس” عن معارضته لشن عمل عسكري “فوري” داخل إيران، بعد مشاورات أجراها مع كبار الحاخامات في التيار الحريدي، الذي تنتمي إليه حركته.
كذلك، أكد أن الحاخامات أبلغوه بأن شنّ عمل عسكري ضد إيران “سيمثل خطراً على إسرائيل”، مشدّداً على أهمية مراعاة “إسرائيل” مواقف حلفائها في الولايات المتحدة والغرب، التي ترفض شنّ عمل عسكري واسع ضد إيران.
وأضاف رئيس “شاس” أنّ الحاخامات الذين تشاور معهم قالوا له “نحن بحاجة إلى معرفة كيفية ضبط النفس، والصبر، والاستماع إلى شركائنا وعدم القيام بأشياء لمجرد الانتقام وإظهار أننا فعلنا”.
74% من الإسرائيليين يعارضون الرد على إيران
هذا وأظهر استطلاع رأي جديد أجرته الجامعة العبرية في القدس، أنّ 74% من الإسرائيليين يعارضون توجيه ضربة ضد إيران “إذا كانت تقوض التحالف الأمني لإسرائيل مع حلفائها”.
ووفقاً للاستطلاع،وجد 52% أنّ الرد على الرد الإيراني ليس مجدياً لإنهاء الصراع الحالي، بينما اعتبر 48% أنّه يجب على “إسرائيل” الرد حتى لو تسبب ذلك في تمديد الصراع بين الطرفين.
كذلك يرى أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن هناك ضرورة لمراعاة المطالب السياسية والعسكرية من الحلفاء، ورأى نحو 60%، أنّ المساعدة الأميركية لصد الهجوم الإيراني تلزم “إسرائيل” على التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة.
وبعد الرد الإيراني على قصف الاحتلال مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بإطلاقها عشرات المسيّرات والصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليل السبت – الأحد، يتداول الإعلام الإسرائيلي والغربي مسألة الردّ الإسرائيلي، في حين يُحذّر الإيرانيون من أنّ “أي اعتداء على أي مستوى يستهدف المصالح الإيرانية، سيُردّ عليه بالمستوى نفسه”.
هذا وتتواصل تداعيات الرد الإيراني في كيان الاحتلال، فيما يكشف الإعلام الإسرائيلي ما تحاول حكومة الاحتلال إخفاءه بشأن خطورة العملية على “إسرائيل” وأهميتها، و”القناة 13″ تؤكد أنّه لم يسبق أن نفذت دولة في العالم هجوماً كبيراً بهذا الحجم عبر الصواريخ البالستية كما فعلت إيران، مشيرةً إلى أنه حدث أكبر من “إسرائيل”.
