اخبار دولية وعربية

من واشنطن …يُستأنف العدوان على اليمن .!!

من واشنطن …يُستأنف العدوان على اليمن .!!

عبدالرحمن هاشم اللاحجي

بعد يومين فقط من لقائه قيادات داعشية في محافظة البيضاء كشفت وسائل اعلامية تابعة لحكومة الرياض بأن رئيس الوزراء في الحكومة اليمنية المقالة /احمد عبيد بن دغر  التقى عصر الاربعاء الماضي  في مقر اقامته الدائمة بالرياض  السفير الأمريكي المنفي / ماثيو تولر وذلك على هامش جدول اعمال الأخير حيث كُرّس اللقاء لبحث سُبل  التعاون وتقديم الدعم الامريكي   وفق القرار الاممي 2216 ومرجعيات المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وخرج اللقاء بتعهد “تايلور” بمواصلة تقديم الدعم الأمريكي لما قال بانها :شرعية هادي” حتى النهاية .!

اللقاء الذي سبقه مؤتمر صحفي لمندوب وفد الرياض السابق في مؤتمر الكويت  / عبدالملك المخلافي قال فيه بأن ” خيار الحرب ليس خيارنا ” في اشارة الى الدور الامريكي المباشر في استئناف العدوان كان قد اعقبه ايضاً بيان لحكومة الرياض تضمن في فحواه العام  دعوة مبطنة للمجتمع  الدولي وعلى رأسه امريكا بشن عدوان جديد على اليمن وإن بلغة دبلوماسية رفيعة هذه المرّة عبر تقديمه للشكر الجزيل لدول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية نظير ما قدمته للعناصر الراديكالية المتطرفة من خدمات مجانية في الانتشار والتغلغل وما احدثته من دمار هائل للبنية التحتية اليمنية، وقتل وتشريد لعشرات الآلاف من الأسر اليمنية كما تناول ايضاً موقف حكومة الرياض من تشكيلة المجلس السياسي الاعلى ودعوة مجلس النواب اليمني لعقد جلساته بصورة دورية وعاجلة .

المجلس السياسي الأعلى الذي خلط الاوراق من على الطاولة المستديرة في مؤتمر الكويت كان قد اثار استيا الأمريكيين قبل غيرهم عندما خرج  نائب الرئيس الامريكي “جون كيري” ليلة الاعلان التاريخي العظيم مُدلياً على  وسائل الاعلام  المختلفة  بتصريحات مرتبكة قال فيها بأن تلك الخطوة يقصد ” تشكيلة المجلس السياسي  من شأنها ان تعرق عملية السلام الجارية في اليمن، كما وصفها بالخطوة الأحادية الجانب والمخالفة لقرارات مجلس الامن والآلية التنفيذية لدول مجلس التعاون الخليجي  ليعقبها وفي ذات السياق تحركات امريكية غير مسؤولة تدفع باتجاه استمرار الحرب وتحث الرياض على المزيد من التحدي والعنترية حيث كُللت مؤخراً بصفقة اسلحة متطورة عبارة عن 130 دبابة ابرامز قدمتها واشنطن لحليفها المشاغب مقابل 1.15 دولار .

 

المراوغة الامريكية التي حالت دون التوصل لحل سياسي شامل وحاسم للمشكلتين اليمنية والسورية طيلة المؤتمرات الدولية السابقة كانت واضحة وجليه في مؤتمر الكويت بشأن اليمن عندما حاولت الولايات المتحدة فرض مشروع الأقاليم على طاولة الحوار من خلال الرؤية الأممية التي تزعمها المبعوث الاممي ولد الشيخ كما ان السفير الامريكي “ماثيو تولر” الذي لعب دورا بارزا في احتضان عناصر الرياض ولا يزال حتى الآن كان على رأس الدول ال 18 الراعية للتسوية السياسية حيث كشفت الجلسات التشاورية الأخيرة التي عقدها الوفد الوطني مع سفراء تلك الدول  حجم التأثير الامريكي على المبادرة المقدمة من طرف سفارة “تولر” لدرجة ان المفاوضات الأخيرة – الفاشلة تمت بين ممثلي الوفد الوطني وسعادة السفير الامريكي المنفي رأساً وبدون حواجز او اعتراض من قبل بقية السفراء الحاضرين  .

حجم التأييد الأمريكي والبريطاني لاحاطة ولد الشيخ المقدمة لمجلس الامن قبل اعلانه رسمياً عن فشل مشاورات الكويت والتي تضمنت دعوة مجلس الأمن لاستصدار بيان يدعو الوفد الوطني للتعاون مع  المبعوث الاممي كشف هو الآخر عن الوجه الأمريكي المتستر خلف عباءة الحياد، والرغبة بايجاد حل سريع وشامل للمشكلة اليمنية الآنية، ومع ان ذلك التأييد المخادع كان عُرضة للاحراج والسخرية امام مجلس الامن نتيجة الموقف الروسي القوي الذي عبّر عنه مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة /فيتالي تشوركين بقوله :” للاسف مايزال هناك اطرافاً دولية لايروق لها الحل في اليمن بالرغم من مرور اكثر من 16 شهراً على العدوان “.

 

الموقف الروسي الصارم أعقبه تحركات دبلوماسية ايرانية سريعة حيث طار الرئيس روحاني  الى روسيا ونجح في تشكيل تحالف ثلاثي ضم “ايران – روسيا- وتركيا” وما عزز نجاح ذلك التحالف هو الاعلان التركي الاخير بالانضمام لمواجهة داعش في سوريا وبلاد الشام كما ان الاتصالات الهاتفية بين مسؤولين دبلوماسيين ايرانيين ونظرائهم الاوربيين لم تتوقف فالصبر الاستراتيجي الايراني على المماطلة الامريكية فيما يتعلق بالتزاماتها تجاه الملف النووي الايراني قد تجاوز سقفه وزاد عن حده المعقول وهو ما اكدّه بالفعل وزير الخارجية الايراني عندما قال :بأن اليد الممتدة للامريكان فقدت صبرها”.!

لا احد بإمكانه الرهان على الوعود الايرانية لأنها حتماً ليست قطعية مثلها مثل المواقف الايرانية السابقة،التي كان بعض المسؤولين الايرانيين يدلون بها في لحظات عنترية-منتشية خصوصا فيما يتعلق بالملف اليمني العالق انما يمكننا القول بأن الحرب القادمة ان نشبت بين القوى العالمية الكبرى فستخفف من الضغط الأمريكي الهائل  تجاه اليمن وهذا بالتأكيد سيمكن اليمنيين من احداث تغيير جذري في منظومة الحكم العالمي الراهن وسيدخلون الساحة الدولية من اوسع ابوابها ، وهذا ما يخشاه الأمريكييون  ومناوؤهم ولذلك :سيتحاشونها ما استطاعو .!!

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com