غير مصنف

مقاطعة الدول المسيئة للإسلام والقرآن والرسول والمقدسات واجب على كل مُسلم ومُسلمة

في ظل الهجمة الشرسة التي تتبناها دول الغرب واللوبي الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم والرسول محمد “صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته أجمعين” والمقدسات الإسلامية كافة.. لا يختلف اثنان على وجوب مقاطعة منتجات هذه الدول والسلع التابعة لها، بل وعدم الترويج لها لا من قريب ولا من بعيد، فسلاح مقاطعة الكفار في هذه الحالة هو السلاح الأمثل.

قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم: (لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).. صدق الله العظيم.

ولا نستغرب مما فعلته هذه الدول الكافرة، من سب وسخرية للرسول صلى الله عليه وسلم، وسخرية لصحابته الكرام وآل بيته (رضوان الله عليهم أجمعين)، وحرق لكتاب الله الكريم، وإساءة للمقدسات الإسلامية في كل بقاع العالم، فهم بذلك يحاربون المسلمين في كل زمان ومكان، وبذلك انتقض عهدهم، ويلزم المسلمين أن يجتمعوا، وأن يتوجهوا إليهم بما يستطيعون من إذلال وإهانة، ودعاء عليهم، والحرص على مقاطعتهم، وعدم استيراد شيء من صناعاتهم صغير أو كبير، فمتى فعل ذلك المسلمون كسدت سلعهم، ولم يستطيعوا ترويجها، وضعف اقتصادهم.

ومما لا شك فيه أن المسلمين اليوم ليسوا بحاجة إلى منتجات هذه الدول، فهناك ما يقوم مقامها من منتجات وطنية، أو صناعات خاصة بالمسلمين، أو منتجات خاصة بالمعاهدين الذين أوفوا بعهودهم، ولم يصدر منهم ما يوجب مقاطعتهم، ولا شك أيضاً أن التولي لليهود يدخل فيه كل ما فيه تشجيع وتقوية لهم، وترويج لبضائعهم، وشراء لمنتجاتهم، وبذل الأموال الطائلة لهم، وهم بأموال المسلمين تقوى شوكتهم، ويعيدونها حربًا على الإسلام والمسلمين.

وفي هذا السياق.. دعا قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة عيد جمعة رجب الأغر، إلى مقاطعة منتجات البلدان التي تتبنى “التصرفات العدائية المسيئة للقرآن الكريم والإسلام والمسلمين”.

وقال: إن “اللوبي الصهيوني اليهودي يتصدر أكبر نشاط معادٍ للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية”.. مضيفاً: إن “ما نراه من جرائم حرق القرآن الكريم والتي تكررت خلال الأعوام الماضية، هي أكبر تصرف عدائي ضد الإسلام والمسلمين”.

ودعا السيد عبدالملك إلى “مقاطعة بضائع ومنتجات البلدان التي تتبنى رسميا فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للقرآن الكريم والإسلام والمسلمين”.. مشيراً في هذا السياق إلى أن “السوق الكبيرة لمنتجات الدول الغربية هي العالم الإسلامي”.

وتابع قائلاً: “لو كان لنا أي علاقة دبلوماسية أو سفير سويدي لكنا طردناه، وكان لنا موقف أكبر من ذلك على المستوى العملي”.

وأعرب عن أسفه بأن “يصل واقع المسلمين لأن يكون هناك 50 دولة إسلامية لا تستطيع الاجتماع على إجراء موحد دبلوماسيا أو اقتصاديا لقضية بحجم إحراق القرآن الكريم”.. مطالباً المسلمين بأن “يوحدوا صفهم للضغط على البلدان التي تفتح المجال للاستهدافات العدائية للإسلام”.

وقال السيد عبد الملك الحوثي: إن حرق المصحف في أوروبا “يأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم وترسيخ العداء له وللإسلام”.. معتبراً أن “انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم”.

وترجمةً لخطاب السيد القائد وعلى ضوء الموجهات التي وضعها في خطابه الأخير بمناسبة عيد جمعة رجب أقرت حكومةُ الإنقاذ الوطني في صنعاء، أواخر يناير المنصرم، جُملةً من التدابيرِ الاقتصادية لمواجهة الحملات العدائية الأخيرة التي تبنتها الحكوماتُ السويدية والدنماركية والهولندية، وذلك في مسار المقاطعة الاقتصادية كخيارٍ أولي يليه جملةً من الخيارات الرادعة.

ولأن صنعاء لا تحتضن سفراء سويديين ودنماركيين وهولنديين لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحوهم جراء إساءاتهم المتكررة للمصحف الشريف والرسول المقدسات الإسلامية، فقد اتخذ مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عبدالعزيز من حبتور، عدداً من القرارات المتصلة بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية و”الإسرائيلية” والسويدية والهولندية وَالدنماركية، كردٍ على انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية.

ولضمان سريان قرار المقاطعة الاقتصادية لأطول فترة ممكنة، وضع مجلس الوزراء التدابير اللازمة لذلك، عبر استراتيجية لسد الفجوة السلعية التي قد تحدثها المقاطعة للبضائع المستوردة من الدول المسيئة للإسلام والمقدسات، وفتح المجال أمام العمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لزيادة الإنتاج الصناعي والزراعي وغيرها من الخطوات المتصلة بهذا الجانب.

وعلى ضوء ذلك يتأكّـدُ للجميع بأن اليمنَ واليمنيين في ظل قيادته الثورية والسياسية الحكيمة، أصبح مؤهلاً لتبني كُـلّ الخطوات التي يجب القيام بها من قبل جميع أبناء العالم العربي والإسلامي، فيما تصدر النموذج الراقي الذي يقدمه اليمن واليمنيون ساحة ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه ما يتعرض له الإسلام والمسلمين ومقدساتهم من حملاتٍ عدائية بقيادة اللوبي الصهيوأمريكي.

والإساءات المتكررة للإسلام والمسلمين والمقدسات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل يعتبرها الغرب “حرية رأي وحرية تعبير”، ولكنه ليس من الحكمة أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي وفي موقف المتفرج تجاه تلك الحملات المسيئة للإسلام، فقد أفتى عدد من علماء الإسلام وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي، بوجوب المقاطعة الاقتصادية للدانمارك، ومن حذا حذوها في الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي مقاطعة واجبة على المسلمين أفرادا وجماعات وحكومات.

وديننا الإسلامي يحتم علينا القيام بواجبنا الشرعي تجاه نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقرآننا الكريم ومقدساتنا الإسلامية، وهذا ما أوضحه أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس في فلسطين الدكتور حسام الدين عفانة، ومن أهمها: الإيمان به عليه الصلاة والسلام، واجتهاد الأمة في طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، وأن يحبوه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حبا يترجم إلى عمل، وأن يعلموا أبناءهم حبه، ووجوب تعزيره وتوقيره وتعظيمه صلى الله عليه وسلم.

وإذا كانت كل الإساءات تأتي من الغرب، فإن ما حدث من عدم التحرك لوقف هذه الإساءات يوجب علينا كمسلمين أن نراجع أنفسنا في علاقتنا مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكاما ومحكومين، وأن ننظر في حق نبينا وديننا وقرآننا وحتى حق أنفسنا قبل أن ننظر لغيرنا.

وهنا ينبغي الإشارة إلى بعض الإساءات التي جاءت من دول الغرب ضد الإسلام والمسلمين والمقدسات، ففي شهر سبتمبر 2005، نشرت صحيفة دنماركية رسومًا مسيئة طالت النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفجّرت هذه الإساءات احتجاجات كبرى في العالم العربي والإسلامي لم يُشهد لها التاريخ مثيل، حيث أنها طالت رمز من أقدس مقدسات الإسلام، وتبعت موجة الاحتجاجات مقاطعة اقتصادية كبيرة للمنتجات الدنماركية والمنتجات الأوروبية بشكل عام، وبالتوازي مع الغضب الشعبي تحرّكت حكومات العالم الإسلامي دبلوماسيًّا من أجل إيقاف الرسوم المسيئة والاعتذار من الشعوب المسلمة.

ولم تكن حادثة الرسوم المسيئة في 2005 هي الأولى والوحيدة، لكنها كانت نقطة فارقة في طريقة تعامل المجتمع الإسلامي مع مسّ رموزه وإهانة مقدساته، ومنذ عام 2005 وحتى يومنا هذا شهدنا العديد من الإساءات، بالتوازي مع انتشار “الإسلاموفوبيا” في العالم، وهو الأمر الذي عزّزه الإعلام الغربي، حيث تمَّ ربط الإسلام والمسلمين بحوادث الإرهاب والاعتداءات وتنميطهم بصور سلبية.

وفي شهر يناير المنصرم أحرق اليميني المتطرف راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي، نسخة من المصحف الشريف قرب السفارة التركية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته، وأثارت الحادثة غضبًا بين أوساط المسلمين وإدانات من دول عربية وإسلامية اعتبرتها “عملًا استفزازيًّا لمشاعر المسلمين”.

وبعد ذلك قام زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، بإحراق نسخة من القرآن الكريم بعد تمزيقها وتدنيسها في لاهاي، وشارك المتطرف واجنسفيلد مقطعًا مصوّرًا ينقل فعلته الاستفزازية التي وقعت أمام البرلمان في لاهاي، وتبع هذه الاعتداءات والانتهاكات احتجاجات في عدّة دول إسلامية، وأصدرت العديد من الحكومات تنديدًا بما جرى ويجري من تعدٍ على رموز المسلمين.

وسبق ذلك.. موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم لنشر صحف فرنسية رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما رافقها من إطلاق حملات مقاطعة على مواقع التواصل للمنتجات الفرنسية في عدد من الدول العربية والإسلامية احتجاجا على ذلك.

وأثارت الرسوم وتصريح ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الهندية، وذلك احتجاجا على تصريحات مسؤول في الحزب الحاكم في الهند، أساء فيها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وانتشر وسمي “مقاطعة المنتجات الهندية” و”إلا رسول الله يا مودي”، على موقع “تويتر”، للمطالبة بمقاطعة المنتجات الهندية، فيما نُشر مئات المغردين أسماء الشركات الهندية، باللغات العربية والإنجليزية.

الجدير ذكره أن حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية التي شنها العالم العربي والإسلامي احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في العام ٢٠٠٥ لوحده كبدت الاقتصاد الدنماركي خسائر كبيرة بلغت 134 مليون يورو أي ما يعادل 170(مليون دولار)، ولذا فإن سلاح المقاطعة الاقتصادي هو السلاح الأنجع والأمثل ضد كل من يسيء للإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com