وقفات مع خطاب هادي .. بقلم/ محمد عبدالسلام
21 سبتمبر*
قال هادي ( لقد غادرت صنعاء الحبيبة عاصمة الجمهورية اليمنية … الخ )
لقد قدمت استقالتك بمحض إرادتك وليس كما تقول أنها جائت نتيجة الضغوط التي مورست عليك وكان السيناريو المعد هو ما تقوم به اليوم من اثارة النعرات المناطقية والطائفية وقتل الجنود بعصبية مناطقية مقيته لا تخدم ابناء البلد الواحد ولا تؤسس لشراكة قادمة ، ولهذا كان من المفترض ان تستمر إقامتك الجبرية لولا قيام بعض الاطراف التي تعرفها بمساعدتك على الخروج تحت عناوين العلاج المتكرر مستغلين تسامح اللجان الشعبية وما نتج عليها من هجوم غير مبرر تحت عناوين انك طريح الفراش بين الحياة والموت .
قال هادي (انه من واجبي كرئيس للجمهورية ان اعمل على تحقيق تطلعاتكم المشروعة في مستقبل مشرق ومستقر تسوده المحبة والتعاون وينعم ابناءه بخيراته)
لم تستطع خلال حكمك البائد أن تقدم شيئا للشعب اليمني عدى اثارة المزيد من النعرات المذهبية والمناطقية ودعم التكفيريين والحروب بالمال والسلاح ومحاولة التخلص من شركاء كنت تعتبرهم خصوما لمشروعك في المستقبل من اجل بقائك في الحكم وهو ما اتضح من خلال مطالب التمديد في المرحلة الاولى والمرحلة الثانية التي كانت على وشك انتهائها ولم تقدم للجنوبيين أي شيئ يذكر حيث كنت اول من يعرقل تنفيذ النقاط العشرين والاحدى عشر رغم بساطتها وما التسجيلات التي وصفت فيها الجنوبيين بأقذع الالفاظ إلا خير دليل على مستوى احترام الجنوبيين والقضية الجنوبية لديك .
قال هادي ( انني ادعو على الالتزام بما اتفق عليه اليمنيون من اتفاقات وهي المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل )
لم تتطرق الى اتفاق السلم والشراكة لانك اصلا غير معترف به حتى وإن وقعت عليه ، ولا معترف بثورة 21من سبتمبر وهنا فقد كشفت للعالم اجمع انك من عرقل الاتفاق ومن سعى الى تقويضه ومحاولة المماطلة في تنفيذه فيما خطوات استكمال مسودة الدستور كانت تجري على قدم وساق وبوتيرة عالية والتي قمت فيها بتجاوز المرحلة الانتقالية كاملة والشراكة الوطنيه واتفاق السلم والشراكة وشكل الدولة وتمرير الستة الأقاليم دون توافق
قال هادي ( ان استمراري في اداء مهامي كرئيس للبلاد ليس تشبثاً بالسلطة كما يدعي البعض )
يصور انه ليس متشبثا بالسلطة ولكنه يظل حتى لا ينزلق البلد الى الفوضى وهذه مبررات كل من يريد يظل في السلطة ولم تعمل للبلد شيئا وربما لم يصل في تاريخه السابقة كما وصل في عهدك المظلم وليس البلد عقيما حتى لا يجد شخصا آخر يقوم بدوره في رئاسة الجمهورية ليحمي البلد ويدافع عن حقوقه .
ثم يتحدث هادي عن شروطه التي ختمها بتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي والتي تمثل إهانة للشعب اليمني ان يدعو الى تثبيت الوصاية الخارجية ، ويدعو من بقية الاطراف السياسية الالتزام بها وهذا ما يؤكد دوره في قرارات مجلس الامن والحث على اصدارها كونه يعتمد عليها ولا يعتمد على الشعب .
أما حديثه عن جريمة صنعاء الوحشية فهو تعبير إنتهازي لا غير فهو جزء من هذه المؤامرة التي تستهدف البلاد خاصة وهو يتحرك حاليا مع القاعدة في معركة واحدة وما حدث في لحج خير دليل على ذلك ودعمه لهم في مأرب والبيضاء .
ولم يخف هادي الكشف عن مشروعه الخارجي عندما تحدث وبكل وقاحة وكذب عن العلم الايراني في مران متناسيا أن ابناء مران لم ينزلوا العلم الجمهوري حتى في الحرب الاولى والطائرات تقصفهم من كل حدب وصوب وظل يرفرف وما زال حتى اللحظة .
ولأن الخطاب مكتوب له وليس من بُنيات أفكاره فلم يستطع أن ينطق الإثنا عشرية والتي لا يعرف عنها أي شيئ سوى قراءة المكتوب وبغض النظر عن الخداع في هذا الموقف المذهبي المقيت فإن الإثنا عشرية ليست تجربة بل هي مذهب لفرقة من فرق الشيعة .
وما أغرب دعوته لاستلهام الحكمة اليمانية وهو يحرض على جزء كبير من الشعب اليمني ويتخندق مع المشروع التكفيري الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية فضلا عن الحكمة والإيمان .
ثم يقول هادي بعد مهاجمته للشعب اليمني وفرزه مناطقيا ومذهبيا أنه مع ذلك سيكون كما كان دائما خلال مؤتمر الحوار الوطني مسئولا عن الجميع كون الشعب منحه الثقة غير مدرك أن الذي جاء به هي المبادرة الخليجية وفق توافق سياسي خارج عن الرغبة الثوريه الشعبية التي عبرت في اكثر من موقف رفضها لهذه التسوية التي مثلت محاصصة واعادة انتاج النظام وفق تقاسم جديد للسلطة والتي انتهت قبل عام وهنا نقول له لن يسمح الشعب اليمني ان تكون انت مسئولا عنه فلست اهلا لذلك ولم تستطع عمل ذلك في السابق فضلا عن المستقبل وقد أمطت اللثام عن قبح مشروعك وانت تسعى الى تفتيت البلاد وقتلت العشرات من الجنود صبرا بخلفية مناطقية .
وفيما يحيي ابناء القوات المسلحة والامن الذين قتلهم وما زال يستهدفهم ويلاحقهم حتى اللحظة في مناطق مختلفة فهو اول من استهدف المؤسسة العسكرية بدءا من الهيكلة التي رعاها الامريكان واعلنوا عنها وحتى عن العقيدة القتالية لها ومن ثم تفتيت القوات المسلحة وضربها ببعض وازاحة الكثير من القيادات العسكرية التي لم تنزل عند مستوى رغباته وطموحه المستقبلي للبقاء في السلطة .
وفيما هاجم إيران المتدخلة في الشأن اليمني فقد تناقض سريعا عن الخطاب الوطني ليعبر عن ارتياحه البالغ بالتدخل الآخر ويعلن ولائه وتحياته وامنياته لخادم الحرمين الشريفين .
اما امنياتك بالعودة إلى صنعاء فتحتاج ان تعيد النظر فيها طويلا وقد تورطت في قتل الشعب اليمني واشعال الحرب فيه وقتلت العشرات من ابناء القوات المسلحة والامن والتي نتمنى ان يأخذ العدل فيها مجراه وللشعب اليمني ان يقول فيها كلمته ومن بعد ذلك كمواطن يمني فصنعاء عاصمة اليمن واليمن للجميع .
* الناطق الرسمي لانصار الله