مقالات

المؤلفة قلوبهم في هذا العصر .. بقلم/ نصر الرويشان

21 سبتمبر

لو نعود بذاكرتنا ونقرأ التاريخ الإسلامي لما حدث بعد فتح مكه وكيف تعامل النبي مع كفار قريش وعفا عنهم وقال لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء ، وأتت غزوة حنين وشارك الطلقاء في هذه المعركة وحصول المسلمين على غنائم كثيرة مما جعل النبي يقوم بتوزيع القسم الأكبر منها لطلقاء مكه الذين سموا بالمؤلفة قلوبهم وهذا المصطلح يوضح أنهم قوم دخلوا الإسلام من غير أن يترسخ الإيمان في قرارة نفوسهم وكان هذا التصرف يدل على حكمة النبي ومعرفته بمدى تأثيرهم على الواقع ولكي لا ينقضوا على الإسلام ولا يعينوا خصومه عليه لذلك فقد إستمال النبي قلوبهم بإغداق الإموال عليهم ولكن الأنصار كان لهم موقف مغاير فقد أخذوا من النبي مأخذ” فهو ينتمي لقبيلة قريش والإنصار هم من آزروه ووقفوا إلى جانبه ولكن النبي تصرف بحكمه ووضح لهم أن هؤلاء حديثي إسلام وأنه يعلم أن الإيمان لم يترسخ في قلوبهم أما بالنسبة للأنصار فهم من نصر وآزر ويدفعهم الإخلاص فهو المحرك لأفعالهم، لذا خطب فيهم ودعا لهم وقال ألا ترضون أن يرجع الناس بالعير والمال وترجعون أنتم برسول الله فقالوا رضينا.

ولو تأملنا ما حدث بعد دخول صنعاء وسيطرة أنصار الله على كثير من المناطق مما دفع الكثير للحاق بركبهم والإنضمام لهم ولكن أنصار الله معذورون بقبولهم فقد وجدوا أنفسهم أمام مسئولية كبرى في الحفاظ على الأمن ومحاربة القاعدة والحفاظ على مكتسبات الثورة لذا قد أضطروا لقبول الكثير من الأفراد صحيح أن المنضمين يعانون من نقص بالوعي ولا يدركون مفاهيم الحركة وأهداف المسيرة القرآنية ويرتكبون العديد من الأخطاء وبذات الوقت ليس لديهم التسليم المطلق للقيادة كما يوجد لدى الرعيل الأول من أنصار الله ولكنها أمور يمكن معالجتها عن طريق الدورات الثقافية والتوعية المستمرة ولكن ما يحدث هو تذمر الكثير من أنصار الله من الدخلاء على هذه الحركة وأنهم يحظون بإهتمام زائد ويظنون أنهم قد أهملوا نوعا ما من قبل القيادة ولكن هؤلاء المنضمين حالهم حال المؤلفة قلوبهم ولو تمعنا لوجدنا تشابة كبير بينهم ولكن توجد فوارق في الشخصيات ولكن يجب على القيادة أن تتنبه لشيئ مهم هو أن الطلقاء أو المؤلفة قلوبهم عندما تم الركون إليهم وأستحوذوا على الدولة قد أحدثوا في الدين شرخا” وأخرجوا الدولة عن مفهومها الإسلامي العظيم وبدأوا يسعون لتحقيق المكاسب المادية ونزع الحق من أهله وأسسوا لنظام التوريث وما يحدث إلى اليوم وما يعانيه المسلمين من فرقة وشتات كان بسبب طلقاء مكة والمؤلفة قلوبهم فأبوسفيان ومعاوية أسلموا ولكن بطريقتهم هم لذلك لا بأس أن يستمالوا ببعض المال ولكن يجب الحرص على عدم تمكينهم من السلطة أو أية مناصب على الأقل حتى يتم تثقيفهم ويمتلكوا الوعي الكامل لسبب مهم لنضمن عدم خروجهم عن المسار الحقيقي للحركة ولكي لا نرتكب ذات الخطأ الذي حدث بعد وفاة النبي ونجني ذات النتائج فالتاريخ مدرسة وأي مدرسة والأمثلة ترجعنا لذات الحدث ولكن بطابع جديد لكنه بذات المضمون فلنتوخى الحذر ولا نخضع للعاطفة ولنحكم العقل فما قد حدث فيه الكفايه لنستفيد منه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com