الإعلام العبري تحت الصدمة.. العمليات اليمنية تغيّر معادلة الردع وتربك “إسرائيل”

21 سبتمبر / خاص
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اتخذت الجمهورية اليمنية قرارًا استراتيجيًا بدخول المعركة بشكل رسمي وعلني، مستندة إلى إرادة وطنية جهادية. هذا القرار جاء استجابة لرغبة شعبية واسعة، تُرجمت إلى إعلان شجاع من القيادة الثورية والسياسية، التي وجهت أوامرها للقوات المسلحة بالدخول الفوري في معركة الإسناد للشعب الفلسطيني.
الإعلام الإسرائيلي: من الإنكار إلى الاعتراف
في البداية، حاول الإعلام الإسرائيلي تجاهل أو التقليل من شأن الهجمات اليمنية، مراهنًا على محدودية تأثيرها. لكن استمرار وتطور هذه العمليات أجبر وسائل الإعلام العبرية على تغيير لهجتها والاعتراف بجدية التهديد اليمني. لم تعد هذه الهجمات تُخفى، بل باتت محور تغطيات مكثفة وتعليقات تحليلية تعكس هاجسًا أمنًا واقتصاديًا واضحًا لدى العدو.
قوة العمليات وتأثيرها
الصحف والمواقع الإسرائيلية تسلط الضوء على دقة الصواريخ اليمنية، وسرعتها العالية، وقدرتها على المناورة واختراق أعتى منظومات الدفاع الجوي في العالم، وفي مقدمتها منظومتا “القبة الحديدية” و”حيتس”. الإعلام العبري أقر بصراحة أن الدفاعات الجوية فشلت مرارًا في التصدي لبعض الضربات، وأن صواريخ الحوثيين تجاوزت التوقعات من حيث التطور والدقة.
هشاشة المنظومة الإسرائيلية
التقارير الإسرائيلية كشفت بوضوح تراجع قدرة جيش الاحتلال على اعتراض الصواريخ اليمنية، وخاصة الصواريخ الفرط صوتية التي لم تنجح منظومات الدفاع حتى اللحظة في التعامل معها بفاعلية. الإعلام العبري عبر عن قلق متزايد إزاء عدم قدرة الجيش على صد الهجمات اليمنية المتجددة والمتطورة، مما أدى إلى موجة من الانتقادات والجدل الداخلي حول استعداد الجيش وتقييم التهديد.
الخسائر الاقتصادية والبحرية والجوية
الإعلام العبري لم يخفِ حجم الخسائر التي تكبدها الكيان الصهيوني نتيجة استمرار العمليات اليمنية. فإلى جانب الأضرار المباشرة من الضربات الصاروخية، عانت إسرائيل من خسائر فادحة جراء الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على الملاحة المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، مما أبطأ حركة التجارة وأثر على واردات الطاقة والسلع.
أما الحصار الجوي المفروض على مطار بن غوريون، فقد أجبر شركات الطيران العالمية على تقليص أو تعليق رحلاتها، وتسبب في أزمات لوجستية داخلية، وضغوط اقتصادية متصاعدة انعكست على الأسواق الإسرائيلية.
اليمن.. لاعب مؤثر في المعادلة الإقليمية
ردود الفعل الإسرائيلية، كما رصدها الإعلام العبري، تذهب في اتجاه واحد: الاعتراف بقوة اليمن الصاعدة كلاعب إقليمي جديد. الإعلام الصهيوني أقر صراحة بأن الجيش اليمني نجح في فرض قواعد اشتباك جديدة، ويتحكم بها بثقة واقتدار، في ظل عجز إسرائيلي واضح عن الرد أو التصدي.
بل إن بعض التحليلات الإسرائيلية ذهبت إلى القول إن اليمن أصبح “شريكًا مباشرًا في المعركة ضد إسرائيل”، وأن قدراته العسكرية باتت تشكّل تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله في أي تسوية أو معادلة أمنية مستقبلية في المنطقة.
خاتمة
الاعتراف الإعلامي الإسرائيلي بعمليات اليمن العسكرية ليس مجرد اعتراف عابر، بل مؤشر على تحوّل نوعي في خارطة المواجهة. فاليمن لم يعد مجرد داعم من بعيد، بل لاعب جاد ومحوري يعيد صياغة المعادلات ويربك الحسابات.
إن ما حققته القوات المسلحة اليمنية في هذه المواجهة يمثل نموذجًا فريدًا من الالتزام الثوري والفعالية العسكرية، يليق بشعب حيّ وقف دومًا إلى جانب فلسطين، وبات اليوم يصنع معادلة ردع يحسب لها العدو ألف حساب.