اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

انهيار بلا نهاية.. حكومة النفاق تغرق المحافظات المحتلة في العطش والجوع والفوضى

21 سبتمبر / خاص

في صورة مأساوية تختصر حال وطنٍ يُجلد على أيدي من يدّعون تمثيله، تشهد عدن وتعز وبقية المحافظات المحتلة انهيارًا شاملًا ومريعًا في الخدمات الأساسية، وسط فوضى أمنية، وارتفاع جنوني للأسعار، وانقطاع المرتبات، وتدهور مستمر للعملة المحلية. ما يحدث ليس “أزمة”، بل مجزرة معيشية كاملة يتعرض لها المواطنون بشكل يومي، برعاية مباشرة من حكومة النفاق التابعة للعدوان السعودي الإماراتي، التي أثبتت فشلها، وتمادى قادتها في ممارسة الفساد والنهب واللامبالاة بمصير ملايين الأرواح.

أزمة المياه في تعز.. مأساة الحياة بلا قطرة
في تعز، المدينة التي أنهكتها الحرب والحصار، تأتي أزمة مياه الشرب الخانقة لتضيف جرحًا آخر إلى جسدٍ أنهكته الأزمات. آلاف الأسر اليوم تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث بات الحصول على مياه صالحة للشرب تحديًا يوميًا محفوفًا بالإذلال والمعاناة. الأطفال يضطرون للسير لمسافات طويلة حاملين جالونات الماء، بينما يتضاعف خطر انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والمعوية الناتجة عن استهلاك مياه ملوثة أو منعدمة الجودة.

النساء يروين قصصًا مفزعة عن ليالٍ قضينها في انتظار صهاريج المياه التي لا تأتي، فيما يشتكي كبار السن من العطش المستمر وتأثيره على حالتهم الصحية، وسط غيابٍ كامل لحكومة النفاق التي لا تبالي سوى بتقاسم الحصص والامتيازات.

الكهرباء في عدن.. صيف في جحيم بلا رحمة
مدينة عدن، التي يُفترض أن تكون عاصمة مؤقتة، تغرق اليوم في ظلامٍ دامس وانقطاع شبه دائم للكهرباء يتجاوز عشرين ساعة يوميًا. ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة، يعيش السكان أوضاعًا مأساوية لا تطاق. أطفالٌ يصارعون الحرارة في بيوت معدنية، ومرضى محرومون من تشغيل أجهزة التنفس، وعائلاتٌ تقضي لياليها في عتمة مطلقة تُجهز على ما تبقى من طاقتها النفسية.

وقد أدى هذا الوضع إلى تفشي حالات الإغماء، وتدهور صحة المرضى وكبار السن، ناهيك عن انهيار نشاط الحياة اليومية، وتوقف مصالح الناس، وتلف المواد الغذائية في غياب التبريد، وسط صمت مطبق من حكومة النفاق التي يبدو أنها قررت التخلي عن الناس بشكل تام.

ارتفاع الأسعار.. الغلاء يطحن المواطن والجوع يطرق كل باب
واحدة من أكثر الكوارث التي تفترس المواطنين اليوم هي الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية والأساسية. فقد تضاعفت أسعار الخبز، الأرز، السكر، الزيوت، والخضروات إلى مستويات خيالية لا تتناسب بأي حال مع مستوى الدخل، بل مع انقطاعه الكامل لكثير من الموظفين.

اليوم، المواطن في المحافظات المحتلة لم يعد قادرًا على تأمين قوت يومه، ولا حتى شراء أبسط احتياجات أطفاله. العائلات تلجأ إلى تقليل عدد الوجبات أو الاعتماد على وجبات فقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع. هذا الانهيار الاقتصادي ليس عفويًا، بل هو نتيجة مباشرة للسياسات الاقتصادية الفاشلة التي اعتمدتها حكومة النفاق، التي تخلت عن دعم العملة، وفشلت في ضبط السوق، وسمحت بمضاربات العملة، وتواطأت مع لوبيات التجويع.

انقطاع المرتبات.. تجويع منظم وإذلال يومي
منذ سنوات، يعاني مئات الآلاف من الموظفين في المحافظات المحتلة من انقطاع تام في صرف مرتباتهم، وهو ما أدى إلى تدهور معيشي غير مسبوق. عائلات بأكملها فقدت مصدر دخلها الوحيد، واضطرت إلى التسوّل أو بيع ممتلكاتها الشخصية لتتمكن من البقاء على قيد الحياة.

لم تقدم حكومة النفاق أي خطة واضحة لصرف المرتبات، رغم تلقيها مليارات الدولارات من الدعم الخارجي ومن إيرادات النفط والموانئ. وبدلاً من ذلك، ذهب المال العام إلى جيوب المسؤولين، في مشهد يفضح حجم النهب والفساد المستشري داخل هذه المنظومة المتعفنة.

الفوضى الأمنية والجماعات التكفيرية.. المواطن بين الجوع والخوف
في ظل هذه الأزمات الخانقة، لم تسلم المحافظات المحتلة من انفلات أمني خطير وفوضى أمنية ضاربة الأطناب. اتسعت رقعة الجماعات التكفيرية، وانتشرت الجريمة بشكل غير مسبوق: اغتيالات، سرقات، اشتباكات في الشوارع، وغياب تام لأي حضور فاعل للأجهزة الأمنية. المواطن اليوم لا يشعر فقط بالجوع، بل بالخوف الدائم على حياته وأطفاله.

التحليلات تؤكد أن هذا الانفلات الأمني ناتج عن تواطؤ واضح من حكومة النفاق، التي تبدو إما عاجزة أو متواطئة، وهو ما يخلق بيئة مثالية لنمو الإرهاب والجريمة، ويزيد من معاناة السكان في كل لحظة من حياتهم.

حكومة النفاق.. أداة عدوان وإفلاس أخلاقي شامل
إن ما يجري في المحافظات المحتلة ليس إلا نتيجة مباشرة لتفشي الفساد وغياب الحوكمة، والتبعية المهينة للعدوان السعودي الإماراتي. حكومة النفاق لا تمثل الشعب، ولا تسعى لمصلحته، بل هي واجهة سياسية لعملية نهب منظّمة وسقوط أخلاقي مدوٍّ.

في ظل استمرار هذه الحكومة، لا يمكن الحديث عن أي أمل، بل يجب أن يُنظر إليها باعتبارها كيانًا فاقدًا للشرعية، مسؤولًا عن جرائم معيشية وإنسانية بحق شعب يعاني في كل لحظة من الجوع، المرض، الفقر، والإذلال.

إن السكوت على هذا الوضع، محليًا ودوليًا، يعني التواطؤ مع الجريمة، ويجعل من المأساة الإنسانية في عدن وتعز وبقية المحافظات المحتلة وصمة عار في جبين كل من يصمت عن هذا الخراب المتعمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com