21 سبتمبر |- تقرير || صادق سريع*
“استمرار اليمن في فرض الحظر الجوي والبحري على ‘إسرائيل’ إسناداً لغزة، يدفع الكيان نحو اتفاق وقف العدوان على القطاع”، هكذا قالت قناة 12 العبرية.
وأضافت: “صاروخ يمني واحد كل أسبوع إلى مطار اللد ‘بن غوريون’، يضع ‘إسرائيل’ أمام حدث معقّد في مواجهة اليمن الذي لا يمكن هزيمته لامتلاكه مئات الصواريخ الباليستية”.
وتابعت: “الولايات المتحدة العظمى لم تهزم اليمن، وأقرّت أنه من الصعب هزيمته عسكرياً، على الرغم من أنها هاجمته بأضعاف مضاعفة مما يمكن أن تهاجم به ‘إسرائيل’، ولم تستطع هزيمته، وبعد شهر من العدوان المكثف وخسائر بمليارات الدولارات، أُجبر الرئيس ترامب على وقف عدوانه على اليمن”.
يقول المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين برغمان: “مع كل قوة ‘سانتكوم’ (وحدة قتالية أميركية تنفذ عمليات عسكرية في آسيا وأفريقيا) واستخبارات ‘إسرائيل’، لم تنجح في هزيمة اليمنيين، لأنه ببساطة لا يمكن هزيمتهم، فهم يكتفون بالقليل ويسببون ضرراً كثيراً”.
اتفاق شرعنة الهجمات
وقال رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش “الإسرائيلي”، إسرائيل زيف، لـ”القناة 12”: “إن اتفاق ترامب مع اليمن أعطى الأخير شرعية الإستمرار في مهاجمتنا”.
قناة “12” أنهت تقريرها بدعوة حكومة الكيان إلى وقف عدوانها على غزة، كونه يكلفها أثماناً باهظة جداً، مقابل ضمانات بعدم شن هجوم 7 أكتوبر جديد”.
ووصفت قناة “كان” عدوان “إسرائيل” على اليمن بـ”الاستعراض”، فلم يردعه ولم يؤثّر على قدرات إطلاق الصواريخ، ولم يحل المشكلة، وأكّدت أنّ صواريخ اليمن تُلحق أضراراً كبيرة باقتصاد “إسرائيل” بسبب استمرار العدوان على غزة.
“قف”: الإشارة حمراء
وهكذا قالت صحيفة “معاريف”: “إشارات اللوحات الرقمية في مطارات العالم تغيّرت إلى اللون الأحمر أمام المسافرين جواً إلى مطار اللد ‘بن غوريون’ في يافا المحتلة ‘تل أبيب’، بسبب الإلغاء المستمر من شركات الطيران العالمية للرحلات الجوية، تجنباً للمخاطر الأمنية من صواريخ اليمن”.
وأضافت: “إن تداعيات هذا الوضع تتجاوز الخسائر السياحية أو الاقتصادية، وتمسّ جوهر العلاقة بين الكيان ويهود الشتات، إذ بات الكثير من يهود أميركا وأوروبا يفضلون عدم السفر إلى ‘إسرائيل’ منذ هجوم 7 أكتوبر والهجمات اليمنية المساندة لغزة”.
“معاريف” عزت الانقطاع الحاد في العلاقة بين اليهود إلى سقوط الصواريخ اليمنية على مطار اللد “بن غوريون”، التي تسبّب إصابات وأضراراً مادية، وتوقف مطارات أوروبا وأمريكا عن تسيير رحلاتها إلى يافا المحتلة بشكل مستقر.
أزمة السيادة الكبرى
وأكّدت أنه على الرّغم من أضرارها المؤلمة، يغيب دور حكومة نتنياهو عن طرح الحلول الواقعية، ما دفع كثيراً من شركات الطيران لتعليق رحلاتها وإلغائها نهائياً، في ظل غياب الضمانات الحكومية والبيئة الجوية الآمنة.
ورأت أن الحلول مثل اقتراح فتح مركز طيران بديل في قبرص، أو تسويق خدمات النقل البحري إلى اليونان، أو تغطية تأمينية خاصة لشركات الطيران العالمية، تظلّ غير كافية، ولا تحلّ المشكلة.
ودعت حكومة الكيان إلى إدراج أزمة الطيران كقضية سيادية كبرى، لا بوصفها شأناً لوجستياً، بل كمسألة ترتبط مباشرة بجوهر وأزمة الهوية المستمرة ضد المشروع الصهيوني الساعي لتعزيز العلاقة بين يهود الشتات والكيان.
المؤكد في قناعة “معاريف” أن “إسرائيل” تعيش اليوم مرحلة حرجة بإغلاق أبوابها الجوية تدريجياً، وارتفاع أسعار التذاكر يفقدها قدرتها على جذب يهود العالم، في ظل استمرار الحظر الجوي الذي تفرضه صواريخ اليمن.
قوتنا في الميناء الفارغ
وفي وقت سابق، قال المحلل الصهيوني في صحيفة “هآرتس”، أمير أورن: “إذا تقرر الشهر القادم، الإحتفال بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس ميناء أم الرشراش ‘إيلات’، فسيكون احتفالاً حزيناً، فالميناء فارغ، مجمّد، لا سفينة واحدة، والسبب إغلاق اليمنيين البحر الأحمر”.
وأضاف: “عندما وقّع ترامب اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمنيين، طبّقه فقط على نفسه، ‘أمريكا أولاً، أمريكا وحدها’، هذه الانعزالية في أسمى وجوهها، وأوروبا، تلك الطفيلية على الجسد الأمريكي، عليها أن تجد لها ترتيبات”.
وهكذا أنهى الكلام: “من ميناء أم الرشراش تتعلّم ‘إسرائيل’ مرة أخرى حدود القوة، ولا أقل من ذلك حدود العقل لأولئك الذين يتمسكون بالسلطة، ويعانون من نقص حاد في النزاهة والقدرة معاً”.
وفي ظل الحظر الجوي المفروض من اليمن على الكيان، تواصل شركات الطيران العالمية وقف وإلغاء الرحلات وتذاكر السفر بشكل يومي، ما جعل تلك الشركات تصنّف “إسرائيل” بـ”الوجهة الخطِرة” حتى إشعار آخر.
يُشار إلى أنّ قوات صنعاء أطلقت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عمق “إسرائيل”، خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”؛ نصرة لغزّة وإسناداً للمقاومة ضد العدوان الصهيوني.
– نقلاً عن السياسية
