عاصفة الهزائم … وسراب الأمل / بقلم الكاتبة البنانية بتول عبدالله
«عاصفة الحزم» توقفت، لكن مفاعيلها ما زالت مستمرة. السعودية تلهث لتسجيل نصر في اليمن، وصمت حركة أنصار الله واللجان الثورية ميدانياً، أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة. الحساب مفتوح وكل الاحتمالات واردة.
بعد سبعة وعشرين يوماً من محاولات تمزيق اليمن، أعلنت وزارة الدفاع السعودية من دون مؤشرات مسبقة، إنهاء ما يسمى «عاصفة الحزم»، بذريعة تحقيق أهدافها. فماذا جرى حتى توقفت العاصفة؟ هل هو العجز العسكري؟ هل خسارة الرهان على المشاركة الباكستانية والتركية والمصرية وراء ذلك؟ أم أن السبب هو الضغوط الإقليمية والدولية؟ وهل دارت خلف الكواليس مفاوضات غير معلنة؟
اسئلة لا بد منها، لكن المؤكد هو أن الاعلان السعودي المفاجئ يأتي نتيجة صمود الشعب اليمني، الذي تحمّل سفك العربي لدماء شقيقه العربي، وارتكاب أشنع الجرائم بحقه، إضافة إلى أن اثنتين وسبعين ساعة من توعُد زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي بالرد، كانت كافيةً لانقلاب «العاصفة» إلى «أمل». الأمر الذي أجمع العديد من المراقبين على أنه هزيمة استراتيجية للسعودية، كشفت حجم الورطة والفشل.
فماذا جنت السعودية من العدوان على اليمن؟
في الأرقام والمعطيات، سجلت السعودية ما يلي:
1- 3949 شهيدا وجريحا، عشرات آلاف المشردين، وتدمير لمقومات الدولة اليمنية وبنيتها التحتية.
2 – 2415 غارة، وفقاً للمتحدّث باسم التحالف أحمد عسيري، نجحت في حصد أرواح 944 شخصا، وجرح 3500، في حصيلة غير نهائية لمنظمة الصحة العالمية.
3-عدم قدرتها على قتل أيّ من قادة «أنصار الله» والجيش اليمني.
4-خلق أرضية يمنية ملؤها الكراهية والعداء للسعودية.
5- عدم انسحاب قوات «أنصار الله» من أي شبر استطاعت السيطرة عليه، بل باتت تسيطر على كل المحافظات اليمنية، باستثناء حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى وبعض المناطق في محافظتي مأرب وتعز.
6-عجزها عن القيام بأي هجوم أو اجتياح بري للاراضي اليمنية.
7-ضبابية المصير السياسي للرئيس الفار، عبد ربه منصور هادي، واحتمال قضاء بقية حياته لاجئاً في السعودية.
8-لم تعد أموال السعودية قادرة بعد اليوم على تطويع أو توريط أي بلد عربي في أي مشروع تدميري، بدليل التفكك التدريجي لحلف «عاصفة الحزم» بعد انسحاب تركيا وانقلاب باكستان وتردد مصر.
9-حكام السعودية أصبحوا أكثر عرضة للأزمات السياسية والعسكرية.
10-الهزيمة السياسية للسعودية أضحت مصدر قوة لخصومها، تمكّنهم من ادارة المنطقة والتحكم فيها على نحو أكبر.
11-إن «اعادة الأمل» قد أعادت اللواء 35 في تعز واللواء 312 في مأرب من يد الدواعش.
12-نشأ في اليمن تحالف استراتيجي متماسك يضم أطيافا كبيرة من اليمنيين تستطيع بدورها إدارة البلاد بعيداً عن النفوذ السعودي.
13-مثّل العدوان على اليمن بوابةً للعزلة السعودية وتغييبها عن تصدر المشهد الاسلامي والعربي والخليجي، لكونها لم تعد العمق الاستراتيجي لأنها باتت داعية حرب وقتل ودمار.
14-ستضطر السعودية لفتح خزنتها بمئات مليارات الدولارات لإعادة إعمار اليمن من أجل تبييض صفحتها امام الشعب اليمني الساخط منها.
في الخلاصة، وحده المثل الشائع ينطبق على مملكة آل سعود: «على نفسها جنت براقش».