صاروخ جديد إلى يافا “تل أبيب”.. جبهة المقاومة لا تهتز
علي الدرواني
مرة أخرى تؤكد وسائل اعلام صهيونية على فشل طبقات الدفاع الجوي للكيان المؤقت مع وصول صاروخ يمني الى عمق الكيان، حيث دوت صفارات الرعب في يافا “تل ابيب”، وأجبرت مليوني مستوطن للهرب نحو الملاجئ حسب الاعلام العبري.. هذا هو الصاروخ اليمني الثاني الذي يضرب الكيان المجرم في ظرف زمني لا بتجاوز نصف شهر.
وخلال الدقائق الاولى للضربة اليمنية المسددة، نشرت عدة منصات إعلامية صهيونية مشاهد رعب وهلع داخل يافا المحتلة لمستوطنين وهم منبطحون في الشوارع بعد سماع صافرات الرعب تدوي في انحاء “تل ابيب”، وضواحيها، وفي اللحظات الاولى كانت التقارير الصهيونية تتحدث عن عدة صواريخ، وانفجارات ضخمة، فيما وثّقت بعض العدسات أصواتا للانفجارات، في حين قالت وسائل إعلامية أخرى إن الطائرات التي كان من المفترض أن تهبط في مطار “بن غوريون” الدولي، غيّرت مسارها، ولم تهبط فيه وتوقفت حركة الاقلاع والهبوط.
وفق هذه المعلومات فإن بيان القوات المسلحة اليمنية الذي كان مقررًا بعد قليل من الضربة، قد تم تأجيله لساعات، حتى تكتمل العملية، إذ رجحت تحليلات ليلاً ان تطورات أخرى طرأت على مسارها، أدت لتأجيل البيان..، وبالفعل فوفق البيان الذي صدر بعد أكثر من 12 ساعة على وقوع العملية، ذكرت القوات المسلحة اليمنية في بيانها أنها نفّذت عملية عسكرية ضربت هدفاً عسكرياً للعدوّ “الإسرائيلي” في يافا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع “فلسطين2″، كما أعلنت أنها ضربت هدفًا حيويًا في منطقة “عسقلان” المحتلة بطائرة مسيّرة من نوع يافا”، وأكدت ان العمليتين في يافا و”عسقلان” حققتا أهدافهما بنجاح، متوعدة بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية ضد العدوّ “الإسرائيلي” انتصارًا لدماء إخواننا في فلسطين ولبنان، وأن عملياتها لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة ولبنان.
ولم تمر ساعتين على بيانها الأول حتى ألحقته القوات اليمنية ببيان ثان، تلاه مجددًا العميد يحيى سريع، متحدثًا عن تنفيذ القوات اليمنية المسلحة عملية عسكرية نوعية استهدفت 3 مدمّرات حربية أميركية في أثناء توجهها إلى إسناد العدوّ، واصفًا هذه العملية البحرية بأنها الأوسع، وكاشفًا أن القوات بلاده أطلقت خلالها 23 صاروخًا باليستيًا ومجنّحًا ومسيّرةً في اتّجاه المدمرات، ثم ختم بيانه مجددًا بالتأكيد على عدم التوقف عن تنفيذ العمليات حتّى يتوقف العدوان على غزّة ولبنان.
ان تنفيذ ضربة يمنية جديده على عمق العدو وإتباعها بضربة للمدمرات الاميركية، بعد بضع ساعات قليلة من خطاب السيد عبد الملك الحوثي، هو ترجمة عملية سريعة لتحذيراته وتأكيداته على استمرار الموقف اليمني المساند لغزة، ويكتسب اهمية إضافية مع تغول العدو “الاسرائيلي” بجرائمه في لبنان، ويؤكد ان جبهة المقاومة لن تهتز، بل ستكون اكثر تماسكًا، وستبوء محاولات واشنطن المنسّقة مع الكيان المؤقت لفصل جبهة الإسناد اللبنانية عن غزة، بصيغة خاصة لوقف اطلاق النار، او هدنة 21 يومًا، ستبوء بالفشل، ولن يكتب لها النجاح، لأن المقاومة في لبنان، قد ربطت اسنادها بوقف العدوان على غزة، واكدت اكثر من مرة على لسان امين عام حزب الله السيد نصرالله على ذلك.
الامر الذي يعمق ويثبت هذه الحقيقة عن وحدة جبهة المقاومة، هو العمليات العراقية التالية والسابقة للضربة اليمنية بصاروخ او صواريخ، حيث اعلنت المقاومة العراقية استهداف الاراضي المحتلة بصاروخ الأرقب، وطيران مسير باتجاه هدف في الجولان المحتل، وقبلها كانت المسيرات قد ضربت أم الرشراش “ايلات” واخترقت دفاعات العدو واحدثت أضرارًا كبيرة في الرصيف العسكري في الميناء.
هذه كلها اوراق قوة متراكمة التي تمنحها وحدة الساحات للمقاومة الفلسطينية ستبقى فعالة، مهما كانت التضحيات، وعلى العدو الصهيوني ومن خلفه الامريكي، التوقف عن ممارسة الحيل لفصل هذه الساحات، فلسيت غزة لوحدها ولا لبنان لوحده، بل هناك امة متراصة تعمل بتنسيق تام وشامل، واذا لم يفهم نتنياهو وبايدن ذلك، فان الايام والليالي كفيلة بتمريغ انوفهم في وحل غزة ولبنان، والفعل هو ما سيرونه وليس فقط مايسمعونه.