21 سبتمبر/
بداية:
ليس هناك ما يلزمني بالكتابة مرة أخرى سوى التزام الفلسطيني تجاه أمته وخصوصا تجاه من لا يتوقفون عن نصرته ولو بكلمات المواساة، فكيف بمن شرح وأسهب وهدّد فأرهب، وقال وفعل، ولم يخف ما في القلب من ألم وما في الصدر من حزن وشجن.
لكنني هذه المرة -وبصراحة وصدق – استمعت باحثا عن أي خلل في الخطاب الطويل وعن أي كلمة أو جملة في غير مكانها حتى لو كانت عابرة أو غير مقصودة.
فوجدت أن ما قاله ما يلي:
أولا:
أمتنا ليست بخير: هل هناك خلاف على هذه؟ لو كانت أمتنا بخير لما كنا في ذيل الأمم.
ثانيا:
نحتاج لنهضة إيمانية على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الذكرى: من يختلف على هذه أيضا؟
ثالثا:
ثلاثمائة مليون عربي تركوا غزة تباد على يد من كتبت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله، الذين أذلّهم رسولنا الكريم وأخرجهم من جزيرة العرب بسبب غدرهم.. أليس هذا ما يحث فعلا منذ أحد عشر شهرا ضد أهلنا في غزة؟
رابعا:
اليمن وأبناؤه يتمنون الالتحام برا والوقوف إلى جانب إخوانهم في غزة لولا لعنة الجغرافيا التي وضعت حدودا عربية مانعة بينهم وبين غزة.
سيقول قائل/ ربما قال ذلك مبالغا وهو يعرف أنه صعب. وأقول حسنا: أنا لمست صدق ذلك من كلمات وتعليقات الإخوة اليمنيين على العام والخاص ولذلك فأنا أصدق ذلك تماما وإذا كنتم تريدون التثبت فدعونا نختبر ذلك وافتحوا الحدود أمام أهل اليمن لنرى ما سيحدث؟
خامسا:
وعد القائد “بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ ” تنكل بالأعداء برا كما حدث بحرا.
وقفت طويلا أمام هذه الجملة وقلت صراحة إنها فعلا صيغة مبالغة.
فكيف يكون لدى اليمن وأنصار الله تقنيات كهذه وهم في أوضاع نعرفها وليسوا في عصر نهضة وتطور ولم يسابقوا الصين وأمريكا ولا أوروبا في أي مجال تقني قبل هذا.. فكيف؟
وما بين رغبتي في التصديق لحاجتنا الماسة لذلك وبين صعوبة تخيل ذلك وجدتني أدير حوارا داخليا خلصت فيه للآتي:
1 – السيد لم يقل تلك الكلمات عبثا بل ربطها بما سبقها وهو نجاح العمليات في البحار وقدرة الصواريخ الباليستية على الوصول.. فلماذا لا ينجح في البر كما نجح في البحر؟
2 – الحاجة أم الاختراع: لقد كرر السيد في عدة خطابات ما كان يبدو كأنه اعتذار لتأخر الرد وصعوبته في ظل كل هذا الفضاء المملوء بأنظمة الدفاع والحماية للعدو، وألمح في كل تلك الخطابات إلى أن هناك جهداً للتغلب على المعيقات وإن تسخير الطاقات والجهود لهدف محدد قطعا سيثمر بإنجاز كبير ونوعي ولعله أراد اليوم في هذه المناسبة العظيمة أن يبشرنا بأن ذلك النجاح قد تحقق.
3 – هذا الحديث الطويل عن الإيمان والجهاد وفرضيته وأن الله سينصر المجاهدين!
أليس من النصر التوفيق إلى صناعة الأدوات التي تحقق ذلك النصر؟.
أخيرا: سأعيد هنا ما كتبته في نهاية تعليقي على الخطاب السابق: وسأجعلها رسالتي الخاصة للسيد القائد:
“غزة بحاجة لقوة رادعة توقف العدوان وحرب الإبادة وتحمي شعبها وتكف عنه هذا الدمار الكبير والقتل المستمر وحرب التجويع، ولذلك نأمل أن تكون هناك لدى جبهات المساندة الأخرى خصوصا الشمال استراتيجية ردع فاعلة وعاجلة تصاحب استراتيجية الاستنزاف التي لها فوائد حتمية على المدى البعيد”.
وبالله التوفيق.
فهل قال شيئا غير هذا؟
* كاتب صحفي فلسطيني