وللثورة بصرختها عودة .. بقلم/ محمد فايع

21 سبتمبر || مقالات :

امريكا اعتقدت فيما مضى انها قد تمكت من أحكام قبضتها على اليمن فالنظام بكل مكوناته اصبح دمية بيدها بل أصبح كل فريق في دفة الحكم يسعى لاسترضاها بل ان كل فريق وخاصة الإصلاحي والمؤتمري يتنافسان فيمن يقدم الخدمة زالتنازالت والولاء لأمريكا وسفيرها الذي اصبح يتحرك ويدير النظام وكل شأن وكأنه المندوب السامي الذي يحكم ويتحكم في اليمن.

هكذا راهنت امريكاحتى على نظرتها الى الشعب اذ نظرت إليه كشعب مشتت بين القوى المتصارعة وكشعب فقير منهك تم تفريغه منذ وقت مبكر من وطنيته واصالته وابائه وبالتالي اصبح من السهل استهلاكه وإخضاعه والتحكم به وصولا الى استبعاده وها هي امريكا لم تبقى أمامها الا ان تضرب ضربتها الأخيرة التي بها تسقط اليمن ارضا وانسانا وموقعا وثروات مستعمرة محكومة بقواعدها العسكرية والاستخباراتية

وكانت المفاجاة التي فجرها الشعب اليمني صرخة مدوية في وجه امريكا اذ بدات صرخة يمانية ايمانية ولان من اعلنها كان مستضعف مؤمن واعي فانها اخترقت بكلماتها ومنهجها القرآني الوجدان الايماني الجمعي للشعب اليمني ثم لم يبث الامر طويلا حتى تحولت تلك الصرخة الى عنوان ومنطلق لثورة يمانية جامعة موحدة على قلب رجل واحد كانت في النتيجة كفيلة بان تسقط كل ما حلمت وما خخططت وبنته امريكا على مدى عقود على يد منظومتها الحاكمة على مدى عقود وصولا الى الخروج والمغادرة المذلة لامريكا وقطعانها على رأس تحالف من بلدان لوصاية الاقليمية والدوليةمن اليمن كل اليمن.

اليوم هاهي امريكا لم تتعلم من تجربتها مع الشعب اليمني اذ تحث الخطى وعلى كل صعيد ومعها بريطاني وكيانات الإعراب وقطعان الخيانة على التفرد بجنوب اليمن ومعها عدد من المناطق في وسط وشرق اليمن وفي إطار مشروع انفصالي احتلالي تعد امريكا وبريطاني برأس حربتها الكيانين السعودي والاماراتي التريبات العسكرية والديمو غرافية لتنفيذ مشروع الانفصال والاحتلال لجنوب اليمن والمناطق والمحافظات الوسطى والشرقية المحتلة كمأرب واغلب تعز ومناطق في الضالع.

الرهان االامريكي ايضا يتكرر حيث تراهن امريكا على مسالة ان كل الأطراف العميلة والارتزاقية المتصارعة في جنوب اليمن بيدها وبالتالي هي من تتحكم بهم وتجندهم وفقا لمخططها.

ايضا امريكا كما نظرت للشعب اليمني في الشمال هاهي اليوم تحمل نفس النظرة إلى الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية فابناء المحافظات المحتلة في نظر امريكا مفروغ منهم فهم مجرد قطعان وكباش فداء يتم استخدامهم على يد عملائها لتنفيذ المهمة التي كلف بها اولئك العملاء في اطار تنفيذ المخطط الانفصال والاحتلال الذي يمكن امريكا وتحالفها من احكام قبضتها النهائية على موقع اليمن وثرواته البرية والبحرية.

على اساس تلك النظرة راهانت امريكا وتحث اليوم الخطى لتوجيه ضربته المميته التي تسقط المحافظات المحتلة بيدها تماما كرهانها ونظرتها الى الشعب اليمني في المحافظات الشمالية وهكذا ستكتشف امريكا وادواتها متأخرين ان نظرتهم ورهانهم لا يلبث أن يرتد صرخة مدوية لطوفان ثورة جارف يقتلع امريكا ومشروعها الانفصالي الاحتلالي مع منظومتها من جذوره.

ربما لم يكن يعلم الأمريكي والبريطاني وادواتهم وهاهم لا يزالون لا يعلمون ان الثورة التي اخرجتهم بصرختها ومشروعها وقيادتها وقوتها الضاربة من صنعاء صاغرين اذلاء هي اليوم بذرة في باطن تربة وجدان كل يمني من ابناء المحافظات المحتلة وانها في طريقها لتصبح بنته ولن تلبث حتى تصير زرعا اخرج شطئه واستوي على سوقه ذو سنابل متدلية مثمرة فصرخة مرعبة لتحالف الكفار المحتل بقيادة رأس الكفر امريكا أنفسها وهنالك ستكتشف امريكا متخرة رغم سمائها ومكرها بل سيكتشف الشيطان الاكبر رغم خنسه متاخرا حقيقة مفادها ان سكون وجمود وحتى ما بدا لامريكا وكانه انحناء العاجز المستسلم ليس الا كما صورها الشعار احمد مطر في مقطوعته الشعرية تحت عنوان (انحناء السنبلة) والتي قال فيها
أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ
خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ
وصَمـتي سَخــاءْ
لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ
وأنَّ الخُطى زائلـةْ.
ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ
سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !

**
سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
**
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذ لّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ الانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً .. مُقْبِلَـهْ!