مقالات

السر الحقيقي لانفراد الطيران الاماراتي بمهاجمه عدن بقلم / عمار الشرماني

21 سبتمبر:

السر الحقيقي لانفراد الطيران الاماراتي بمهاجمه عدن

بقلم / عمار الشرماني (يمان اليماني)

لم يكن صدفة استهداف الطيران الاماراتي بالذات وتوليه ملف شن الغارات على محافظة عدن بذات كما نسمع وكذلك استهداف الزوارق الحربية المصرية لمحافظة عدن بالذات، فيبدوا أن  دولة الامارات العربية بالذات ومنذ بداء العمليات العسكرية على اليمن وجدت فرصتها الذهبية في هذه الحرب لكي تدمر مدينه عدن عن بكرة ابيها فهي تمثل اكبر تهديد اقتصادي لها، فلطالما كانت تخشى الامارات العربية ان يأتي يوم من الايام سواء في ظل يمن موحد او غيره  فتصبح مدينه عدن بموقعها الاستراتيجي مركزاً اقتصادياً عالمياً تنافس مدينة دبي الاماراتية، لقد كان واضحاً ان هذه الحرب التي تشنها دول الخليج على اليمن مخططاً لها منذ عدة اشهر وانه كان هناك اعداد وتهيئة كبيرين لها على كل المستويات وكل دولة من دول الخليج لها اهدافها الخاصة والمستقلة التي تريد تحقيقها في اليمن من خلال هذه الحرب.

لقد بدأت اليوم تتكشف اهدافهم  لقد كنت اسأل نفسي وانا اشاهد حجم المساعدات الكبيرة التي تقدمها دول الخليج بذات وخصوصاً دولة الامارات العربية لجمهورية مصر اثناء مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي اقيم في شرم الشيخ منتصف الشهر الماضي واقول لنفسي يا ترى ما هو المقابل الذي سوف يقدمه السيسي لدول الخليج مقابل كل ذلك الدعم، وماهو سر ذلك الدعم السخي الذي تقدمة دولة الامارات بذات لمصر، والذي وصل الى حد توقيع مصر مع دولة الإمارات عقد إنشاء عاصمة جديدة لمصر عرفت باسم “العاصمة الإدارية الجديدة” بتكلفة 45 مليار دولار على مساحة 700 كيلومتر مربع وهي نفس مساحة محافظة عدن تقريباً والتي تبلغ 750 كيلو متر مربع… فأنشاء عاصمة ادرية لمصر يبدوا انه جاء مقابل مشاركتهم الفاعلة في خطة تدمير محافظة عدن وفق الحسابات والخطة الاماراتية.

 بكل تأكيد لم يكن ذلك الدعم الخليجي لمصر برئ ولوجه الله وخصوصاً الدعم الاماراتي فالإمارات لها اهدافها الخاصة في هذه الحرب فلقد وجدت فيها فرصتها الذهبية للانقضاض على محافظة عدن وتدميرها بالكامل فهي تمثل العدو الاقتصادي المستقبلي المتوقع لها  في المنطقة.

لقد كان الخليجيين والامريكيين والاماراتيين يعلمون جيدا منذ السابق أن مليشيات هادي لن تستطيع الصمود في عدن امام قوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية وسرعان ما سوف تهزم وتنتهي المعارك فبحجة مساندة مليشيات هادى  يقومون بتنفيذ الخطة (أ) من خطة تدمير عدن والتي للإمارات العربية نصيب الاسد فيها وذلك بقصف جوي على محافظة عدن وهم يعلمون أن ذلك الامر لن يكون نافع في تدمير عدن بالكامل كما يطمحون فليس من المعقول ان يدمروا محافظة عدن بالكامل جواً وبحراً لان ذلك الامر سوف يكون فضيحة كبرى لهم فلعلهم سوف يبدؤون الان بتنفيذ الخطة (ب) من خطة التدمير الشامل لمحافظة عدن وهي عبر ادخال جيش بري مصري لإشعال المعارك في المحافظة كما ينبغي وكما هو مخطط له وفي كل الشوارع والاحياء ثم سوف تبدا الطائرات والزوارق الحربية بقصف عدن بشكل عنيف باسم مساندة القوات البرية ثم باسم الاخطاء وباسم ان الحوثيين يتمركزون في داخل المؤسسات وبجوار المنازل وباسم ملاحقتهم في الشوارع سوف يتم تدمير كل المفاصل الهامة في محافظة عدن بل وتدميرها بالكامل شارعاً شارع منزلاً منزل حتى تصبح محافظة ومدينة غير قابلة للعيش او السكن وهذا ما تخطط له دولة الامارات العربية بذات فلقد دفعت مقدماً مقابل تلك الحرب البرية المصرية التدميرية المتوقعة في داخل عدن.

لقد حسب المسؤولين الإماراتيين حساباتهم مسبقاً وقبل بدا المعارك ووجدوا انه لا يمكن اشعال حرب اهلية في عدن بذات لوقت طويل الامد تحقق هدفهم في تدمير عدن لانهم وجدوا ان قوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية سوف تسيطر عليها بسرعة فهي تفوق مليشيات هادي عدداً وعدة وقد صرح بذلك ايضاً السفير الامريكي قبل دخول قوات الجيش واللجان الشعبية محافظة عدن بيوم واحد، لذلك يبدوا انهم رسموا خطة مسبقاً لإدخال قوات مصرية برية الى محافظة عدن من أجل اطالة مدة المعارك فيها لأطول فترة زمنية ممكنة من اجل ضمان تدمير المحافظة بالكامل لذلك قدموا لمصر مساعدات خالية في المؤتمر الذي عقد مؤخراً في شرم الشيخ بمصر والتي تمثلت بتوقيع الامارات ومصر عقد إنشاء مدينة جديدة في مصر بتكلفة 45 مليار دولار مقابل دخول قوات برية مصرية الى عدن لتدميرها.

على الجنوبيين اليوم ي كل المحافظات رفع الرايات البيضاء رايات السلام في كل مكان والتحرك بمسيرات سلمية مليونيه سريعاً نحو محافظة عدن للمطالبة بإيقاف القصف الجوي ورفض اي تدخل خارجي واعلان استمرار الحراك السلمي حتى تحقيق كافة مطالب الجنوبيين وبدون حاجة لاستخدام السلاح فاستخدام السلاح لن يكون الخاسر الوحيد فيه سوى الجنوبيين انفسهم، وعليهم ان يعلموا جيداً أن عدن منطقة مستهدفة اقليمياً من بعض الدول بغض النظر عن سواء استمرت الوحدة ام لم تستمر ويجب من الان وقبل فوات الاون قطع الطريق على من يريدون استغلال مشاعر ومظلومية ابناء الجنوب  لاستهداف مدينه عدن فالإمارات كل ما يهمها هو تدمير تلك المنطقة بغض النظر عن ان بقيت اليمن موحدة ام تجزئت سيطر انصار الله على عدن ام لم يسيطروا فلقد وجدت الامارات في هذه الحرب فرصتها الوحيدة والذهبية لتخلص من الكابوس الذي يؤرقها دائماً وهو عدن.

يا ابناء عدن الباسلة لا تصدقوا اي قصص يروج لها عن ان دول الخليج سوف تقوم بإعادة اعمار كل المنازل والمؤسسات والمناطق التي تضررت جراء المعارك سواء في عدن او غيرها من المحافظات الجنوبية  فهم معروفين ببيع الاوهام وتقديم المساعدات على الورق فقط، فهم لا يقدمون فلساً واحداً الا اذا كانوا محتاجين لك أو اذا كان ذلك الامر في صالحهم، وحتى لو افتراضنا مثلاً انهم قدموا بعض الاموال بعد انتهاء المعارك فسوف تتلقفه مليشيات هادي وزعماء الحرب التباعين له. وبإمكان جميع الجنوبيين وخاصة سكان عدن الذين عاشوا خلال الفترة الماضية مع مليشيات هادي اثناء سيطرتها على محافظة عدن تخيل كيف سيكون الوضع اذا سيطرت مليشيات هادي على محافظة عدن وفي ظل مدينه مدمرة وليس فيها مؤسسات حكومية ولا قانون فبكل تأكيد فان صوت القوة والمليشيات والمحسوبية سوف يكون اعلى من صوت الحق والقانون الذي سوف يظل غائباً ربما لسنين طويلة.

لا تتعاملوا مع الوضع بالعواطف والهتافات والشعارات التي يطلقها البعض لتهيج الشباب باسم تحرير الجنوب فالشعب اليمني شعب واحد ولقد شاهد الجميع كيف بدأت تعز وغيرها من المحافظات الشمالية باحتضان الاسر النازحة من عدن وغيرها جراء المعارك وبكل حب وأخوة.

 أحزموا امركم وخرجوا بمسيرات سلمية من الضالع من لحج من عدن ونحو عدن للمطالبة بإيقاف الحرب والقصف على كل المحافظات الجنوبية وخاصة محافظة عدن وخروج كل القوات والمسلحين من كل الاطراف من محافظة عدن واعادة الوضع والتواجد العسكري والحكومي والقيادي في محافظة عدن بالذات الى مكان عليه قبل وصول هادي الى عدن، فعدن بالذات هي روح اليمن وقلب الجنوب النابض فاذا تم تدميرها فسوف تكون خسارة اليمن والجنوب بالذات كبيرة ولا يضاهيها اي خسارة ولن يكون الفتات الذي تقدمه دول الخليج كافي حتى لأعاده اعمار شارع واحد في عدن،  وحتى اذا افتراضنا ان قوات التحالف ومليشيات هادي استطاعت اخراج قوات الجيش من عدن فأي قيمة حينها لأي انتصار قد دمر عدن بكاملها، اي قيمة لانتصار حينها اصبح ابناء محافظة عدن بعده بلا مساكن ولا وظائف ولا أعمال ومشردين في كل بقع الارض يتكففون الناس، على الجميع أن يعلم ويعي جيداً وخاصة النخب الوطنية والمثقفة في اليمن جنوبه وشماله أن محافظة عدن بذات اليوم مستهدفة وتريد بعض دول الخليج تحويلها الى ما يشبه المدن السورية فكونوا حذرين يا ابناء محافظة عدن وتذكروا انه قد يحاول المتربصين بمحافظة عدن في الايام القادمة تغيير خططهم بعد ان انكشفت اليوم خيوط الخطة الاماراتية فهم سوف يحاولون تغيرها وتغير ادواتها  وباستراتيجية مختلفة فالطريق الامثل هو رفض كافة اشكال التدخل الخارجي بشكل قاطع . واعتمد التحرك والنضال السلمي كقاعدة ثابته لتحقيق اي مطالب.

وفي الاخير اقول لكل ابناء الجنوب لا تصدقوا لأولئك المسؤولين والاعلاميين الذين يظهرون على القنوات الاخبارية التابعة لدول التي تشن الحرب على اليمن لا تصدقوا كلامهم فكثير منهم  تم شرائهم بالمال وبعضهم من القليلين الصادقين ليس لديهم خبرة ومعرفة بدهاليز وقذارة السياسة والسياسيين لا يدرك خطورة واثار استمرار المعارك المستقبلية على اليمن عامة والجنوب خاصة. واقول ايضاً لكل الاعلاميين والصحفيين والعاملين الشرفاء على الموقع الاخبارية الجنوبية بالذات لا تجعلوا العصبية تعمى ابصاركم فتحجبوا وتمنعوا نشر المقالات التي من هذا النوع في مواقعكم لأنها قد تحالف هوى البعض منكم وكونوا امناء مع قرائكم وجعلوهم يقرؤوا كافة وجهات النظر فالصحافة هي أمانه والصحفي المتميز وكما يقال هو الذي يدين بولائه للجمهور وليس لأي شخص او جهة اخرى ووظيفة الصحافة هي تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجون اليها لاتخاذ قرار مستنير مبني على حسن الاطلاع…فالجنوب والجنوبيين اليوم يمرون بمرحلة خطيرة ومفصلية وهم امانه في اعناقكم فلا تظللوهم ولا تحجبوا عنهم اي شيء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com