صنعاء..عشية الذكرى.
من بين تلك الحشود الهائله، والامواج البشرية المتلاطمه، انبرى المارد اليمني ليسجل يوما جديدا من ايامه المشهودة، يوما سيخلده التاريخ في انصع صفحاته، ويكتب تفاصيله بأحرف من نور..يوم يعبر عما قبله، و يؤسس لما بعده.. قف.. انت معذور..لا تتأطر باطر الصحافه، ولا تكبل نفسك بقيود الكتابة فيها..فانت انسان، تحمل في أعماقك وجدان..لن يتمالك نفسه…لابد ان ينساب..فالمشهد امامك لم ولن يتكرر..واللوحة تجاهك تشدك ، وتجعلك تقف امامها مبهورا..مشدوها..فهي نادره..فريده..وحيده..عنيده..مجيده.. قلما..بل يستحيل ان يوجد لها مثيل.. يا ساده..انها صنعاء..بجمالها..بأصالتها..بعراقتها.. لبست حلتها..وتزينت في يوم صمودها..وكشفت عن نقابها..لتبدو مزيجا من المتناقضات..ولكن في تناغم تام..وانسجام فريد.. صنعاء الرقه، و العذوبة، والجمال..تبدت في أقصى درجات عنفوانها، و شدتها، و قوة بأسها.. صنعاء الماضي العريق..صنعاء التاريخ..تعلن فجر ميلاد جديد..وتصر على اتخاذ الحاضر المؤلم، والواقع المر قنطرة عبور..وجسر تواصل ، لخلق غدق مشرق..وصنع مستقبل أفضل. . صنعاء الأبية العصية..التي ظنها الاعداء لقمة سائغة..سهلة البلع ، ها هي تنتفض.. ها هي تزمجر .. ها هي تحيل أحلامهم الى سراب..و امالهم الى يأس دائم..و محاولاتهم الى فشل محبط.. صنعاء بعد عام كامل من القصف..من القتل..من الدمار الهائل..من الحصار الخانق..ترفع اعلاما…لكنها ليست رايات بيض..بل بيارق صمود..وشارات نصر..و اعلام للنفير العام.. صنعاء التي هددوها، و وعدوها بالخراب حجرا حجرا..أو أن تستسلم..لم تصغ الى ترهاتهم..ولم ولن تركع..او تخضع… صنعاء التى استفندوا كل مخزون حقدهم الدفين ضدها..واستعاروا نفس الشيطان في الكيد لها..و مكروا بها مكرا كبارا..لم تلين، أو تستكين.. صنعاء التى قصفت بالنيترونيه.. و الفراغيه.. و المظليه ..و العنقودية ..و.. و.. الى اخر قائمة المحرمات.. والممنوعات.. بادرت بكل عزة واقتدار.. الى اعلان تحديها..و تخليد ذكرى يوم بداية العدوان عليها، في ذاكرة اجيالها، كيوم نصر وصمود.. صنعاء المتهمه بالتمرد، والانقلاب على الشرعية…ها هي في يوم صمودها..تعلن وتثبت للعالم اجمع بانها الشرعيه..وام الشرعيه..واساس الشرعيه..والمصدر الوحيد لها.. تلك صنعاء ..في يومها المجيد..ليست مدينه بين جبلين فحسب..بل هي ام الوطن..وقلعة صموده… ورمز عزته وسيادته..ولا غرابة ان تشهد وتحتضن فعاليات شعبية بتلك الضخامة..وان تتحول الى بحر بشري متلاطم الامواج..يصرخ بصوت واحد..ويردد هتافا واحدا..ويخدم هدف واحد.. انها صنعاء..وجدت لتبقى.. و ستبقى عزيزة..حرة..أبيه. .
بقلم / حميد عبد الكريم دلهام