مقالات

تعددَت الأعاصيرُ والخاسِرُ واحِد .. بقلم/ أسماء السياني

21 سبتمبر || مقالات :

ثلاثة أسابيع مرت على دويلة الإمارات لم ترَ أسوأ منها منذُ تأسيسها قُبيل عشرات السنوات، فقد تعرضت لموجات من الأعاصير اليمنية والتي عصفت بأمن واقتصاد دويلة زجاجية حديثة النشأة، تلك العمليات تنوعت أهدافها ورسائلها أَيْـضاً، وكذلك أبعاد وأثار تداعيات هذه العمليات كانت حاضرة في القراءات والتحليلات، نوعية السلاح المستخدم، وكذلك فشل أنظمة الدفاع الجوي للتصدي واعتراض المسيَّرات والصواريخ البالستية، والمسافة بين الدويلة المستهدفة وكيان العدوّ الإسرائيلي هي نفسها كانت الأبرز والأكثر سخونة للحدث، وتزامن العملية الثالثة لإعصار اليمن مع زيارة “هرتسوغ” رئيس الكيان الصهيوني لأول بلد عربي كانت وجهته لدويلة الإمارات غير الآمنة، واستراتيجية صنعاء في الدفاع المشروع عن الشعب اليمني بمواجهة التصعيد بالتصعيد، وتحذيرات وإنذارات القوات المسلحة اليمنية مَـا هِي عواقب تجاهلها؟، ومَـا هو المصير المجهول الذي ينتظر الإمارات والسعوديّة؟.

عسكرياً: من الملفت جِـدًّا تنوع أهداف الضربات العسكرية على دويلة الإمارات والسعوديّة، حَيثُ امتازت بحيويتها وحساسيتها الكبيرة جِـدًّا، المطارات والمنشآت الاقتصادية، والقواعد العسكرية وغيرها من الأهداف النوعية التي لم يفصح عنها حتى الآن، أما الأعداد الكبيرة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة التي قطعت مسافات تقدر بأكثر من ١٥٠٠ كم، لتصل بدقة عالية وتحقّق أهدافها، حَيثُ استخدمت القوات المسلحة اليمنية في عملياتها الثلاث صواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيَّرة تنوعت بحسب الأهداف.

اقتصاديًا: كانت آثار وتداعيات الضربات أكثر بكثير على المستوى المباشر، والمدى القريب مكلفة، فقد تضرر قطاع السياحة مباشرة بتوقف حركة الملاحة الجوية في مطار أبو ظبي ودبي عدة مرات، بالإضافة إلى تراجع وهبوط أسواق الأسهم الخليجية، حَيثُ ظهر هبوط مؤشر دبي الرئيسي 1.2 % مع تراجع أغلب الأسهم المدرجة عليه، وكذلك مؤشر أبو ظبي يهبط 0.2 %، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أسواق النفط العالمية، كما تراجعت أسهم شركات “أدنوك” الإماراتية مما أَدَّى إلى فقد ثقة المستثمرين بها.

وفي سياق متصل فالأضرار غير المباشرة على الجانب الاقتصادي الإماراتي لا يمكن تجاهلها، فلطالما سعت الإمارات جاهدة على مدى سنوات عديدة على بناء سمعتها الاقتصادية والاستثمارية، وبأنها أفضل بيئة آمنة للأعمال، حَيثُ تحتل المرتبة الأولى عربيًا وإقليميًا في كسب ثقة المستثمرين الأجانب، فتهديدات القوات المسلحة اليمنية للمواطنين والمقيمين والشركات الأجنبية والمستثمرين بمغادرتها والابتعاد عن المنشآت الحيوية؛ كونها أصبحت دويلة غير آمنة، فمن الممكن أن يؤثر بشكل كبير وأن تشهد تراجع في قطاع السياحة والنقل، وفي قطاعات أُخرى كالنفط والتبادل التجاري والعقارات، وأما معرض “إكسبو 2020” الذي أفتتح قبيل ثلاثة أشهر وسيستمر ثلاثة أشهر أُخرى فكان من المتوقع زيارته 25 مليون سائح والتي ستجني من عائداته السياحية قرابة 23 مليار دولار، ولكن بعد رسائل متحدث القوات المسلحة بشأنه ستنخفض نسبة الأرباح والزيارات عن ما كان متوقعًا.

ميدانيًا: واصلت القوات المسلحة اليمنية في التصدي لزحوفات مرتزِقة الإمارات المسماة “عمالقة” في محافظة شبوة ما أجبرها على الانسحاب والذي أسمته بـ”إعادة التموضع” وهو انسحاب واضح يعبر عن فشل تلك القوات بعد أن استنزفتها القوات المسلحة اليمنية بعدةِ ضربات صاروخية استهدفت تجمعاتهم وعتادهم، ما أَدَّى إلى مصرع العديد من قياداتهم آخرها ما كان بالأمس باستهداف غرفة عمليات ميدانية في عسيلان التي تدير المعارك في شبوة وفيها لقي إماراتيين مصرعهم، الأمر الذي استنزفهم بشريًّا وَأَدَّى لتدمير معداتهم العسكرية الكثيرة، وهذا التصعيد الميداني الكبير من قِبل الإمارات والتي صبت بثقلها العسكري عبر ضرباتها الجوية المكثّـفة، ومرتزِقة الداخل السلفية لتحقيق أدنى تقدم عسكري، قابله تصعيد من قوات الجيش واللجان الشعبيّة.

تحذيرات وتهديدات لا ينبغي على نظام دويلة الإمارات تجاهلها، ومن الأفضل أن تأخذها بعين الاعتبار وتجر أذيال الهزيمة والخيبة التي منيت بها طيلة السبع سنوات، ما لم فهناك خيارات استراتيجية لا مفر للعدو فيها سوى الهزيمة والندم والخسارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com