21 سبتمبراخبار دولية وعربيةاخبار من مواقع صديقةالعرض في السلايدرالقضية الفلسطينية

المقاومة في الضفة الغربية تشتعل بالتزامن مع تصاعد العمليات الفدائية والمحتل يستنفر

تزامنا مع الهبة الشعبية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومع تصاعد العمليات الفدائية التي أصابت العدو الصهيوني في مقتل.. اشتعل لهيب المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بهدف تكبيد كيان الاحتلال أكبر الخسائر وتلقينه درساً بأن المقاومة في الضفة لن تُخمد.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد انتفضت بلدة بُرقة الفلسطينية في وجه المستوطنين الصهاينة، وأصيب الليلة الماضية، نحو 300 فلسطيني شمال الضفة الغربية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وحالات اختناق، أحدهم جراحه خطيرة، خلال مواجهات في بلدتي بُرقة وبَزّاريا شمال الضفة الغربية.

وقال مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمحافظة نابلس أحمد جبريل: إن طواقم الجمعية تعاملت مع 247 إصابة، خلال مواجهات بلدة بُرقة، شمال غرب مدينة نابلس.. مضيفاً: إن توزيع الإصابات كالتالي: “10 إصابات بالرصاص الحي، إحداها بالبطن خرجت من الظهر، 48 إصابة بالرصاص المطاطي، اثنتان منها نقلتا إلى المستشفى”.

وتابع: إنه “جرى تسجيل 185 حالة اختناق بالغاز المدمع، 4 حالات سقوط (نتيجة الملاحقة)، إضافة إلى إخلاء امرأة حامل في حالة الولادة من منزلها نتيجة استنشاقها الغاز”.

من جهته قال تلفزيون فلسطين الرسمي: إن 2 من مراسليه أصيبا خلال تغطية أحداث برقة.

ونددت الرئاسة الفلسطينية على لسان ناطقها الرسمي نبيل أبو ردينة، اليوم الأحد، باعتداءات المستوطنين الصهاينة على البلدات في الضفة الغربية، ووصفتها بـ “الإرهابية”.

وقال أبو ردينة: إن “الشعب الفلسطيني لديه كافة الوسائل للدفاع عن حقوقه، ولا يجوز الاستهانة بقدراته وعزيمته”.. مشيراً إلى أن “فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ما زالت ملتزمة بالقانون الدولي الذي تصر حكومة الاحتلال ومستوطنيه على خرقه وعدم الاعتراف به”.

ومنذ أيام، يهاجم المستوطنون منازل الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، وينظمون مسيرات للعودة إلى مستوطنة واقعة على أراضي بلدتي “برقة” و”سلية الظهر”، والمخلاة منذ عام 2005.

وبالتزامن مع ذلك تصاعدت، في الآونة الأخيرة، العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة، وسط اعتراف “إسرائيلي” بالعجز عن إيقاف مسلسلها، ودعوات إلى الاستعداد لإمكانية تطوّرها، واتّهامات لحركتَي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بتغذيتها والوقوف خلفها.

في المقابل استنفر كيان الاحتلال الاسرائيلي طاقاته العسكرية والأمنية.. في البحث عن منفذي هجوم قرية برقة والذي أدى إلى مصرع مستوطن ارهابي متطرف.. وعزز جيش الاحتلال قواته، حيث يقود عمليات البحث رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، من موقع البحث قرب قرية برقة، كما تجول رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، في منطقة مقتل المستوطن وهو يشرف على عمليات البحث ايضاً.

وبحسب وكالة “فلسطين اليوم” فإن عمليتا “أو شخيدم” بالقدس وعملية “حومش” في نابلس، كلفتا الاحتلال غالياً بعد أن كبدته خسائر في الأرواح، لتكون الأرقام التي تم رصدها منذ بداية العام وحتى اليوم قتيلان في صفوف كيان الاحتلال و25 إصابة جلهم من الجنود.

ويأتي تنفيذ العديدَ من العملياتِ الفدائيةِ ضدَ جيشِ الاحتلالِ ومستوطنيه في الضفة المحتلة والقدس في إطاِر الردود الطبيعية على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني لاسيما في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

وتزايدت خلالَ النصفِ الثاني من العام الجاري، العمليات الفدائية بشكلِ تدريجي ضد الاحتلال، مع اختلاف هذه العمليات سواء في طريقة التنفيذ والكيفية والسلاح المُستخدم، فمنها ما كان طعنا بالسكاكين، ومنها ما تم بعمليات إطلاق النار عبر الأسلحة المختلفة، ومنها دهسا بالسيارات لجنود الاحتلال المنتشرين على حواجز الموت المختلفة في أنحاء الضفة.

وكشفت إحصائية حديثة بأن هناك زيادة في العمليات الفدائية بالضفة الغربية خلال العام الجاري، حيث وقعت 175 عملية إطلاق نار و38 عملية طعن أو محاولة طعن و19 عملية ومحاولة دهس و53 زرع أو إلقاء عبوات ناسفة.

وبحسب الإحصائية تُشير الأرقام إلى وقوع 109 عملية حرق منشآت وآليات ومناطق عسكرية و17 عملية تحطيم وتهشيم مركبات عسكرية للاحتلال و3 عمليات أسقط خلالها طائرات درون.

كما أفادت الإحصائية بوقوع 3535 عملية إلقاء حجارة و509 إلقاء زجاجات حارقة و3644 مواجهة بأشكال متعددة و1109 مواجهة واعتداءات مستوطنين و1299 مظاهرة ومسيرة و51 إطلاق مفرقعات نارية و131 فعالية إرباك ليلي.

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتبرت في بيان للقيادي في الحركة عبد الحكيم حنيني السبت، عقب مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في بلدة بُرقة شمالي الضفة الغربية خلفت عشرات الإصابات بين الفلسطينيين، أن “المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المسلحة هي القادرة على ردع المستوطنين لوقف عدوانهم”.

وأضاف البيان: “ما عمليات إطلاق النار التي ينفذها أبطالنا إلا رسالة أولية، وعلى العدو أن يستعد لمعركة شاملة مع كافة أبناء شعبنا لدحر الاحتلال والاستيطان واقتلاعه من جذوره”.

ودعا القيادي في “حماس” الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، إلى “مؤازرة بلدة بُرقة والتخفيف عنها في المعركة التي تخوضها دفاعا عن شعبنا ومقدساتنا”.

بدوره أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية طارق عز الدين، أن الاعتقالات والاقتحامات والملاحقات لن تفلح أبداً في وقف المقاومة.. معتبراً أن استمرار المقاومة من أشد الدلائل على الاستمرار في نهج والمقاومة.

وشدد عز الدين على أن العدو أن يدرك جيداً أن ما يرتكبه من جرائم سيقابلها ردٌ قوي من المقاومة والشعب الفلسطيني.

وفي بيان مقتضب عبر حسابها على فيسبوك قالت (هيئة مقاومة الجدار والاستيطان) التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس: إن “الكيان الغاصب المحتل يعلن بشكل رسمي إلغاء مسيرة عصابات المستعمرين”.

وشهد الأسبوع الأخير تصعيدا في اعتداءات المستوطنين الصهاينة على عدد من القرى الفلسطينية بمحافظة نابلس.. حيث يتوزع نحو 666 ألف مستوطن صهيوني في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من حكومة الاحتلال) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة (السلام الآن) الحقوقية “الإسرائيلية”.

من جهتها أشادت حركة “فتح” بوقفة أهالي قرية برقة شمال الضفة الغربية، وإفشالهم محاولة مستوطنين يدعمهم جيش الاحتلال، تنظيم مسيرة للعودة إلى بؤرة استيطانية مخلاة منذ عام 2005.

وقال نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول في حديثه لتلفزيون فلسطين: إن المسألة الهامة في برقة، هي حالة التضامن والتكامل بين كل أبناء الشعب الفلسطيني و”الفزعة (النجدة) من كل المحافظات”.

وأضاف: “لدينا إصرار ولدى الشعب الفلسطيني على أنه لا يمكن أن نسمح بأن تمر مخططاتهم (المستوطنون) وسنتصدى لها بكل عنفوان وقوة”.

وتابع: “بوضوح شديد: لم يترك لنا أحد أي خيار إلا أن نقاوم، سندافع عنها (الأرض) وعن شعبنا الفلسطيني”.

أما الكاتب والمحلل السياسي فرحان علقم فقد رأى أن العمليات الفدائية التي تحدث في الضفة وتصاعدها تحمل 3 قراءات ورسائل.

وقال علقم في حديث لوكالة “فلسطين اليوم”: “إن القراءةَ الأولى لهذه العمليات بأن الشعب الفلسطيني يُعبرُ عن إرادتهِ برفضهِ للمحتل ووجوده على أرضه، واستعداده لتقديم الغالي والنفيس للحصول على حقوقه”.. مضيفاً: “إن الشعب الفلسطيني بهذه العمليات يدفعُ ثمن ثباته على مواقفه من دمائه ودماء أبنائه”.

ويعتقدُ علقم أن القراءةَ الثانية لهذه العمليات تؤكدُ أن الشعبَ الفلسطيني يتمسكُ بخيارِ المقاومة كخيارِ استراتيجي للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بالرُغمِ من الاعتداءات الهمجية للاحتلال.

فيما أكد أن القراءةَ الثالثة للعمليات، هي أنهُ بالرغم من كل الإجراءات التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني، سواء من السلطة الفلسطينية، أو الاحتلال، أو المستوطنين المُتطرفين؛ إلا أن الشعب الفلسطيني يؤكدُ على تمسكهِ بخيار المقاومة والتفافه حوله.

وأوضح علقم أن الشعب الفلسطيني من خلال هذه العمليات يُصر على نيل حقوقه كاملةً غير منقوصة.. مشيراً إلى أنه بذلك يحافظ بذلك على بوصلته وثباته في نيل هذه الحقوق.

وفي تعليقه على تصاعد العمليات، قال المحلل السياسي علقم: “إن تصاعد العمليات الفدائية في الضفة مرتبط ببقاء الاحتلال على أرض فلسطين.. موضحاً أن هذه العمليات لا يمكن أن تنتهي إلا بزوال الاحتلال بشكل كامل عن فلسطين”.

الجدير ذكره أن العام 2021 وقبل أن ينقضي كان عام المقاومة الشعبية الفلسطينية بامتياز، فقد نجح الشعب الفلسطيني مجددا في إثبات قدرته على مواصلة النضال، لكن لا بد من إدراك أن مصطلح المقاومة الشعبية لا يعني بالضرورة المقاومة السلمية غير المسلحة… فالكفاح المسلح هو أحد الأشكال المشروعة لمقاومة أي شعب في أي مكان وزمان.

مرزاح العسل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com