اخبار محليةالعرض في السلايدرتقارير

هكذا مضت مؤامرة الخيانة حتى أٌسقطت .. الإمارات تواصل استخدام عفاش لمآرب أخرى!

21 سبتمبر:

اجتياز صنعاء للسنوات السبع في مواجهة العدوان لم يكن سهلا، ثمة محطات جرى فيها اختبار هذا الصمود عن قرب، خيانة عفاش مثلت احدى المحطات التي اختبرت الصمود اليمني بمواجهة مؤامرات العدوان عن قرب وبشكل مختلف حيث وقع الهجوم من الداخل وهو مالم تختبره صنعاء طوال سنوات ثلاث مضت الى حينها من عمر مواجهة العدوان.

لنحو ثلاثة أعوام تقريبا لعب الخائن عفاش دور الرجل الوطني، لم يكن لينجح في أدائه لولا انشغال أنصار الله بقيادة المواجهة اليمنية التاريخية في مواجهة تحالف مكون مما يزيد عن 17 دولة، ووجود الامارات في الضفة الاخرى.

الرياض خلال الأعوام الثلاثة الأولى من العدوان على اليمن ارادت القضاء على عفاش منساقة من رغبة اخوانية بالقضاء على حجر عثرة تراه امامها لبسط سيطرتها على اليمن منذ العام 2011م، وهو العام الذي شهد رسميا فك العلاقة بين الاخوان وصالح بعد نحو 3 أعوام من التأرجح.

يعود تحالف عفاش مع الاخوان الى نهاية السبعينيات، عملت السعودية على ارسائه لمواجهة التحديات القائمة آنذاك عقب تولي رجلا عفاش السلطة بالأموال ولتهديد حينا، عقب إزاحة الحمدي الذي شكل غصة في حلق السعودية بميوله الناصرية ونزعته نحو التفرد بالقرار بعيدا عن مصالح السعودية داخليا او على الصعيد الخارجي.

وفي مواجهة وضع عدائي ناشئ مع الناصريين عقب اغتيال الحمدي والذي تورطت فيه السعودية بشكل صارخ – ورد اسم السفير صالح الهديان في جميع الشهادات حول تفاصيل مقتل الرئيس براهيم الحمدي – او في مواجهة الجنوب ذو النزعة الاشتراكية والقريب من الحمدي، وهذا الثنائي استطاعا تشكيل جبهة وسطى تمكنت من تقليص نفوذ صالح من اب وتعز ومناطق الوسط بشكل شبه كامل.

عقب تحقيق الوحدة استمر التحالف الاخواني مع عفاش في مواجهة الاشتراكي، لكنه اخذ في التفكك مع بروز نزعة عفاش لتولية ابنه احمد من بعده، وصولا الى الصدام المسلح في اتون الثورة الشعبية التي جرى امتطاها الاخوان لإقصاء عفاش الذي وقع في خلاف مع السعودية برفضه تنفيذ خطتها الموقعة في الرياض والمعروفة بالمبادرة الخليجية.

خلال السنوات الأولى من العدوان اقنعت الامارات حليفتها السعودية بايكال امر عفاش اليها، وان الرجل لايزال في الصف السعودي الاماراتي ويقتضي الامر معالجة بعض الإشكالات والمخاوف لديه مع بيت الأحمر بما يضمن توزيع السلطة وإعطاء احمد علي الذي يقيم في الامارات بصفة سفير بعد أقصائه من قيادة الحرس الجمهوري نجل عفاش حصة في الكعكة .

على مدى 3 سنوات عملت الامرات مع عفاش بصمت في تجهيز الرجل عسكريا وانتقلت في العام 2016 الى مرحلة جمع الولاءات حول صالح عبر إعطائه الأموال ، وكادت الخطة ان تفشل في مهدها مع نية صالح الفرار بمساعدة روسية عقب الاختراق الذي نفذته قوات الإصلاح في فرضة نهم وتهديد العاصمة صنعاء ، كان صالح يدرك ان الاخوان لن يتركوه هذه المرة متى وصلوا صنعاء ، وفي حينها بدا انصار بالتنصل عنه وأظهر بعضهم دون مواربة ولائه القديم للإصلاح كمستشاره الصوفي والذي ابتعد عنه قبيل إعلانه الخيانة بأيام وفر الى عدن .

في فبراير 2016م تلقي عفاش تطمينات من انصار الله باحتواء الثغرة في حينها ومنع تمددها وانهم لن يتخلوا عنه ، لكن ارجل وبدلا مبادلة الوفاء عاد الى فتح خطوط الاتصال مع الامارات لاستكمال خطة الانقلاب على انصار الله وخرق جبهة الصمود من الداخل ، وفي أكتوبر 2016 تلقى عفاش ضربة أخرى فقد خلالها عددا من كوادره العسكرية ،وجددت مخاوفه من السعودية ، فلم ير بداُ من المضي وراء الرغبة الإماراتية إحداث خرق داخلي .

وبرغم تقاسم عفاش السلطة مع انصار الله والثوى المناهضة للعدوان، فقد انتقل المخطط في العام 2017م الى الميدان عمليا، شرع عفاش وقيادته العسكرية التي أعاد انشائها من مقربين لديه ، في استقبال شحنات السلاح الاماراتي الذي جرى تهريبه الى داخل العاصمة صنعاء بانتظام ، وبناء تنظيم عسكري من انصار المؤتمر الشعبي تحت غطاء إعادة تفعيل قواعد ” المؤتمر الشعبي العام ” وانطلق مقربون منه يجولون على المحافظات .

وفي اطار تمهيد الأرضية للخيانة تقاسم التحالف وعفاش المهمات فشدد التحالف من حصاره صانعا أزمات متلاحقة في المشتقات النفطية وغلاء في المعيشة في ظل انقطاع الرواتب التي كان يستغلها عفاش لتحميل انصار الله المسئولية وتعمل ماكينة إعلامية ممنهجة لتشويه انصار الله داخليا .

مع انتصاف العام 2017م جرى اختيار موعد ال 24 من أغسطس 2018م ليكون لحظة الصفر، عبر ادخال مجموعات كبيرة الى العاصمة صنعاء بغطاء الاحتفال بيوم نشأة المؤتمر الشعبي وهو اليوم الذي لم يجر الاحتفال به منذ تسيس المؤتمر الشعبي في 1982م.

أدرك الجيش واللجان الشعبية ان عفاش مضى بعيدا في مخطط الخيانة بدفع اماراتي، مع توافر معلومات لديها ان الجل لعب درا محوريا في تمكين الامارات من السيطرة الى المخا في عملية ” الرمح الذهبي “.

بلغ التوتر مع خطاب للرجل مطلع أغسطس وصف فيه اللجان الشعبية بالمليشيا، ليصدر بعد ذلك البيان الأول للجان الشعبية مهددا عفاش بوضوح ومميط اللثام عن حقيقة موقفه غير الوطني تجاه العدوان على اليمن.

وبعد نحو 4 أشهر من موعد التفجير الأول أجبرت الامارات عفاش مجددا على اعلان الخيانة والتمرد، اندفع الرجل وسط تطمينات بان الثغرات التي وقعت في أغسطس حينها قد عولجت، فخرج الرجل في 2 ديسمبر 2017م ليدعوا الى مواجهة الجيش واللجان الشعبية، ومعطيا يد السلام للتحالف علانية.

انفجرت الأوضاع في العاصمة صنعاء ولساعات سيطر انصار عفاش على مربع واسع وسط العاصمة صنعاء ، وتمكن انصاره من بسط سيطرتهم لنحو يوم على مناطق قريبة من مطار صنعاء ، بغية السيطرة على المطار وفتح الطريق لفرق مظلية من التحالف ان تهبط في مطار العاصمة صنعاء وتتخذه قاعدة في اطار خطة متكاملة للسيطرة على العاصمة صنعاء وتحقيق حلم سقوط اليمن تحت براثن ” الاحتلال الخليجي ” المرعي أمريكيا واسرائيليا ، قبل ان يتبدل الوضع ويتقلص في 3 أيام نقاط سيطرة عفاش وانصاره الى محيط دار الثنية حدة حيث كان يدير من هناك معركته الأخيرة ، عشية ال 4 شنت الطائرات الامارتية غارات عنيفة على تلال الريان في محاولة لأحداث تغيير جوهري في المواجهة ودعم رجلها المنقلب على انصار الله وشعبه ، لكنها فشلت .

فر عفاش من منزله صبيحة اليوم الرابع من ديسمبر، بتنسيق مع الامارات التي عملت طائراتها الحربية على فتح الطريق له ال مارب فقصفت سوقا وارتكبت مجزرة في سنحان، كما قصفت كل النقاط المؤدية الى خولان حيث قرر الرجل سلو الطريق الأقرب الى صرواح، وهناك كان مقاتلون من الجيش واللجان الشعبية اليه أقرب حيث اعترضوا مواكبه وتبادلوا معه إطلاق النار ليلقى ومرافقه عارف الزوكا، ويسدل الستار على حياة رجل اختار الخيانة خاتمة لحياته، رغم ان فرصة التوبة فتحت امامه ل 3 سنوات فلم يستغلها.

 

لاتزال الكثير من أوراق وخفايا خيانة عفاش لوطنه في الثاني من ديسمبر لم تعلن بعد، استشهد بطلا اخماد الفتة الرئيس الشهيد صالح الصماد، وأبو شهيد الجرادي ولم يتسنى للشعب ان يستمع الى الرجلين ليقولا كلمتهما فيما جرى والاحداث التي سبقت الثاني من ديسمبر 2017م.

وما حصل بعيد اخماد خيانة عفاش من تحول في المواجهة نحو النصر بالتفاف عسكري وتوحد شعبي أكبر، أوضح بجلاء ان الرجل لعب دورا مؤثرا في عملية التثبيط وزيادة المعاناة لليمنيين خلال ال3 سنوات الاولى من المواجهة، ربما كان بالإمكان اختصار تلك التحولات العسكرية المدهشة في وقت اقرب بكثير.

في خطابه قبل أيام أوضح العميل طارق عفاش ان وجهة قواته ستكون تعز لتحريرها ، والاخيرة يهيمن عليها حزب الإصلاح الذي يلفظ أنفاسه في مأرب ، اعادت الامارات تجميع من تبقى من انصار عفاش في منفى بالمخا المحتلة على الساحل الغربي لليمن ليكونوا خنجرها المسموم توجههم تارة نحو هذا الطرف او ذاك وفقا لرغباتها وهوى قادتها .

المسيرة نت / إبراهيم الوادعي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com