اخبار محلية
من وجهة نظر نخبوية وشعبية بعد زيارة الحديدة ولقاء مشائخ صعدة : رئيس الثورية العليا من حيث الخطاب والثقافة والموقف
21 سبتمبر /خاص
يكاد يجمع الكثير ممن تابعوا رئيس الثورية العليا في تحركاته وأنشطتة سيما زيارته لمدينة الحديدة ولقائه بمشائخ وأعيان وشخصيات إجتماعية من عدة محافظات على أن تلك التحركات والأنشطه أظهرت رئيس الثورية العليا كما لم يظهر عليه من قبل إذا ما وضعنا شائعات وترويجات الإعلام المضاد موضع الإعتبار حتى تحدث إعلامي يمني عن دهشته من مستوى ثقافة الرجل على عكس ما كان يروج وينشر عنه .
لم اكن أتوقع أن يكون بهذه الثقافة .. بهذه العبارة علّق إعلامي ينتمي لزبيد بعد إستماعه لكلمة رئيس اللجنة الثورية العليا أو كما يناديه البعض بـ “أبو أحمد” في لقائه بأعيان ووجهاء محافظة صعدة .
فالتمكن في الإلقاء وتناول القضايا المختلفة بتعبيرات جذابة تثير الإنتباه وتشد المستمع وفصاحة العرض دون إعداد مسبق كل ذلك جعل الرئيس الإنتقالي كما يحلو لأحد السياسيين وصفه حاضراً وبقوة في صدارة المشهد اليمني المتقلب والمتغير دوماً سيما فيما يتعلق بالشخصيات السياسية بعد مرحلة أتسمت بالإستقرار النسبي نتيجة التحالفات المشبوهه بين الحاكم والمعارض .
محمد علي الحوثي أثار إنتباه الكثيرين من مواطنين ونخب وقبل كل ذلك من إداريين ومسؤولين في الأجهزة الحكومية من خلال أطروحاته وتناوله مختلف القضايا منها المتعلقة بشؤون الإدارة وتسيير أمور الدولة ومعرفة حاجيات القطاعات المختلفة برؤية نقدية إستشرافية قائمة على إطلاع واسع بإشكاليات ومعوقات كل مؤسسة وقطاع خاصةً ما يتعلق بالمعوقات الإدارية والتشريعية وتدخلات النافذين وسطوتهم .
الطريقة الخطابية لـ أبوأحمد جعلت الكثير من المتابعين لنشاطاته وتحركاته اليومية في ظل العدوان والحصار يقارنه مع سابقية من الرؤساء حتى لا يجد المتابع سوى الإشادة بمستوى فصاحته وبلاغته تماماً كما هو حال بعض المختصين ممن لم يخفوا دهشتهم من مستوى ثقافة الرجل وبديهيته .
كل ذلك يحدث على وقع الجدال الحاد في وسائل الإعلام الجديد كمواقع التواصل حول شخصية الرجل سيما المتأثرة بحجم الهجمة الشرسة من قبل الخصوم أو بالأصح أتباع العدوان الذين لم يجدوا ما يستحق النشر عن الرجل سوى التندر من بعض الصور التي يظهر فيها أبو أحمد عفوياً غير مكترث بفلاش الكاميرا او البروتوكول ما جعله محافظاً على يمنيته البسيطة التي لا تلقي بالاً للرسميات المتعارف عليها وهو ما دفع الخصوم في مرحلة لاحقة إلى فبركة تاريخ الرجل وأصطناع سيرة ذاتيه له دحضتها تحركاته وأنشطته ومستوى ثقافته .
زيارة محمد علي الحوثي للحديدة تكفلت بتغيير الكثير من الإنطباعات المتأثرة بما يتم تداوله بالواتس آب وبالفيس بوك عن الرجل ولعل الحديث مع أحد أبناء الحديدة عقب تلك الزيارة يكفي لأن نقيس عليه ما حققه الرجل من حضور على المستوى الشعبي .. ليس في إستخدام الدراجة النارية كوسيلة وحيدة للإنتقال بل وحتى في إستيعاب تاريخ المحافظة وخصوصيتها وهو ما أنعكس على حديث الرجل بل وحتى على مظهره الخارجي وعلى إختيارات الأماكن التي تستحق الزيارة والإهتمام وإختلاف احاديثه وأطروحاته من زبيد إلى جامعة الحديدة إلى اللقاء بقيادات المحافظة وقبل كل ذلك المواطنين الذي علق أحدهم وهو من كبار السن في زبيد بالربط بين زيارة الحمدي منتصف السبعينات للمنطقة وزيارة الحوثي لها قبل أسابيع .
تاريخياً ومنذ ثورة ستمبر 1962م وحتى اللحظة تصدر الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الرؤساء اليمنيين من حيث الثقافة والخطابة رغم عدم وجود المؤهلات العلمية فيما كان عبدالفتاح إسماعيل مثقفاً وأديباً يليه في الخطابة الجماهيرية من بين رؤساء اليمن الديمقراطية الشعبية علي سالم البيض فسالم ربيع علي فعلى ناصر محمد وفي الشطر الشمالي يتصدر الحمدي قائمة الرؤساء الأكثر كفاءة وفصاحة فالقاضي عبدالرحمن الإرياني ثم عبدالله السلال يليه علي عبدالله صالح فأحمد الغشمي ويأتي في المرتبة الأخيرة عبدربه منصور هادي بالنسبة للشطرين معاً.
ومن خلال كل ذلك نجد أن رئيس الثورية العليا به هو الأقرب للحمدي من حيث مستوى الخطابة والإقتراب من المواطنين دون حواجز بل والعفوية المطلقة في التعاطي معهم وعملت الخلفية الدينية للحمدي من خلال عمله في سلك القضاء وإقترابه من والده ما تفعله اليوم الخلفية الدينية لمحمد علي الحوثي في كلماته وخطاباته التي لا يتم التحضير لها ما أكسب الرجل حضوراً مضاعفاً من خلال التخاطب العفوي المباشر القائم على تراتبية القضايا المتناولة وعلى تكرار الأهم منها بغية ترسيخ المفاهيم قبل المواقف وحسن إختيار العبارات والمصطلحات بما يمكن قبوله بل وحتى التأثر به .
وقبل الطرق والوسائل تظل المضامين الجوهرية للكلمات في مختلف اللقاءات تجسد معاني جامعة لمختلف اليمنيين وهو ما اعتاد الخطاب الوطني على ترسيخه في الوعي الجمعي خلال العقود الماضية رغم إرهاصات الصراع السياسي وتأثيرات البعدين الأقليمي والدولي.
ولعل الإصرار على حضور موجهات الخطاب الوطني يؤكد مدى الفجور في الخصومة لدى بقية القوى التي لم تجد أي مبرر لعمالتها وإرتهانها للخارج سوى محاولة كسب عواطف البسطاء من خلال أمرين أساسيين الأول إختطاف الخطاب الوطني والإستئثار به رغم التناقض الشاسع بين القول والعمل ورفد ذلك بالأمر الثاني وهو الترويج لقائمة طويلة من الأكاذيب أعتمدت عليها تلك القوى في صراعها مع الغير كعودة المشروع الإمامي والتبعة لإيران وما إلى ذلك من المبررات لتبلغ حد إعاقة الجمهور من المعرفة عبر موجة الشائعات التي لا تتوقف حتى تبدأ من جديد .