مقالات

صحيفة عكاظ والتخلي اليمني عن ورقة رابحة !..بقلم / محمد عبدالقدوس

خلال الأيام الماضية كثر الحديث في وسائل الإعلام عن المفاوضات التي تجري في المناطق التي كانت واقعة تحت السيطرة السعودية بين أنصار الله وال سعود بعد تسريبات من وسائل تابعة للإعلام السعودي يقابله تجاهل في الإعلام اليمني لتطالعنا صحيفة عكاظ في عددها 5380 الصادر يوم الخميس الماضي بمانشيت عريض بعنوان ” تهدئة على الحدود ومبادلة جندي بـ 7 يمنيين ” تحدثت في الخبر عن سعي شخصيات قبلية واجتماعية يمنية لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة وفي هذا السياق تم مبادلة الاسير السعودي العريف ( جابر أسعد الكعبي) الذي كان لدى أنصار الله بسبعة أشخاص يمنيين .
المانشيت أثار غضب عدد من الكائنات الطفيلية فبادروا بشن حملة طالبوا فيها عكاظ بالاعتذار على وصفها للسبعة بـ ” اليمنيين ” حيث كان يجب – بنظرهم – أن تصفهم بالحوثيين فردت الصحيفة بتوضيح قالت فيه أن السبعة الأسرى اليمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية أي أنهم مواطنون من أبناء القرى الحدودية وليسوا مقاتلين من أبطال الجيش واللجان الشعبية .. وهنا أترفع عن التكلم عن وضاعة وانحطاط وانحطاط الكائنات التي بادرت بالنباح والاعتراض على وصف السبعة باليمنيين وإنما كان يجب وصفهم بالحوثيين الأمر الذي يعطي انطباعا عن نفسيات هؤلاء الذين يتحدثون وكأن الحوثيين ليسوا من اليمن أو حتي من كوكب الأرض وإنما من كوكب آخر ، لكني سأتحدث عن ابعاد توضيح الصحيفة للنابحين من زاويتين :
الجانب الأول : يعتبر التوضيح اعترافا صريحا بعدم قدرت جيش آل سعود بكل قوامه الكبير وعتاده الضخم على اسر مقاتل يمني واحد يحمل في يده بندقية وقدمه حافية ، وأن أقصى ما يمكنهم فعله هو القبض على مواطنين في الحدود لا حول لهم ولا قوة .. كذلك إذا كان النظام السعودي يرى في الفار هادي رئيسا شرعيا لليمن كما يقول ويدعي انه شن العدوان لإعادته فلماذا لم يقم بتسليم اليمنيين السبعة له كونهم من رعاياه وقام بتسليمهم لمن يسميهم بالمتمردين والانقلابين ؟ ايضا لماذا يتفاخر النظام السعودي بمبادلة مواطنين لا علاقة لهم بالحرب مقابل ضابط وقع في الأسر؟
الجانب الآخر: يكشف التوضيح ومن حيث لاتدري ولا تريد الصحيفة للجميع مدى اهتمام أنصار الله بكل أبناء الشعب اليمني وحرصهم على سلامتهم وكرامتهم حتى وأن لم يكونوا من المقاتلين في جبهات الشرف والعزة ، ويبرهن صدق انحيازهم للشعب وذلك من خلال تخليهم بكل سهولة عن ورقة ” الأسرى الرابحة ” التي كان باستطاعتهم استغلالها وبشكل كبير للضغط بها على الطرف الآخر في المفاوضات ، حيث قدموها “رخيصة” لتحرير سبعة من ابناء اليمن لتخليصهم من الأسر السعودي .
*نقلا عن صحيفة الثورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com