اخبار محلية

اليمن على مشارف نهاية العام الأول من عدوان آل سعود : صمود أسطوري وانهيار متوقع لقوى العدوان

21 سبتمبر / متابعات

شدد الكاتب والناشط السياسي الأردني “هشام الهبيشان” ان اليمن الذي بات على مشارف نهاية العام الأول من عدوان آل سعود المدعوم امريكيا ، سجل صمودا أسطوري في ظل انهيار متوقع لقوى العدوان ، التي دعاها الى عدم التسرع و انتظار خواتيم المعركة ، فان الحرب سجال صولات و جولات وأن بإمكان اليمنيين أن يبرهنوا للجميع بأنهم قادرون على الصمود بوجه حرب الاستنزاف ، رغم حجم الدمار الذي افرزته .

و کتب هذا المحلل السیاسی الاردنی مقال جاء فية

ها هی الحرب السعودیة على الیمن تقارب على نهایة عامها الأول ، دون تحقیق أی من نتائجها ، سوى تسلیم أجزاء واسعة من الجنوب الیمنی لـ”لقاعدة” و “داعش” .
أن ما جرى بالیمن خلال هذا العام الذی أوشک على نهایته یؤکد أن هناک أنماطا عدة واهدافا خبیثة وحربا شعواء تشنها السعودیة وبعض من یدعمها بحربها على الیمن ، فالیوم هناک معلومات موثقة تقول إن الدولة الیمنیة تتعرض لحرب استنزاف کبرى ، و تشیر إلى أن هناک ما بین 23 إلى 27 الف مسلح یقاتلون فی شکل کیانات مستقلة مثل “القاعدة” و “داعش” ، أو فی صفوف ما یسمى بـ“میلیشیات المقاومة الشعبیة وأنصار هادی” . و تفید المعلومات عینها ، بأن هناک مخططآ ما تحضره بعض القوى الإقلیمیة یستهدف إدخال الدولة الیمنیة بکل أرکانها بحرب استنزاف طویلة عن طریق الزج بآلاف المسلحین الارهابیین إلى ساحات المعارک، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات فی ید أجهزة استخبارات الدول الشریکة فی الحرب على الیمن.
وهنا لا یمکن مطلقآ أنکار حقیقة إن أدوات الحرب المذکورة کادت ، خلال فترة ما ، أن تنجح فی إسقاط دولة الیمن فی الفوضى العارمة ، لولا یقظة القوى الوطنیة الیمنیة منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحرب علیها . فقد أدرکت هذه القوى حجم خطورة الحرب مبکرآ ، وتنبهت لخطورة ما هو قادم ، ورغم ما جرى بجنوب الیمن وبعض مناطق شماله ورغم حجم الدمار الهائل الذی أصاب “تعز” و”مأرب” و”صنعاء” … ألخ .
وبعد ما یقارب العام على هذه الحرب العدوانیة  ، مازال واضحآ أن الیمنیین یملکون من الصمود جولات و جولات ، وما یدلل على کل ذلک هو صمود الیمنیین بشمال الیمن والعمل على إستعادة جنوبه والتعمق والسیطرة على مناطق بالجنوب السعودی.
ومع استمرار فصول الصمود الیمنی أمام موجات الزحف المسلح بمحیط العاصمة “صنعاء “من قبل هذه القوى ، و انکسار معظم هذه الموجات سابقآ على مشارف مدینتی تعز و مأرب . فالیوم تسعى الدول الشریکة فی الحرب على الیمن إلى  الانتقال إلى حرب الاستنزاف لکل موارد وقطاعات الجیش الیمنی وحلفائه فی محاولة أخیرة لإسقاطهم.
ورغم حجم الدمار الذی أفرزته حرب الاستنزاف ، ما زال الجیش الیمنی وحلفائه ممثلین بالقوى الوطنیة ، قادرین على أن یبرهنوا للجمیع أنهم قادرون على الصمود ، والدلیل على ذلک قوة وحجم التضحیات والانتصارات التی یقدمها الجیش الیمنی وحلفاؤه “أنصار الله” ،  والتی انعکست مؤخرا بظهور حالة واسعة من التشرذم لما یسمى “أنصار هادی” و”المقاومة الشعبیة” و “القاعدة“ ، بمناطق واسعة بشمال وشمال غرب وشمال جنوب الیمن .
ومن هنا نستطیع أن نقرأ ومن خلال ما جرى مؤخرآ بمحیط العاصمة “صنعاء” ، أن الأدوار والخطط المرسومة، فی شن الحرب على الیمن، قد تغیرت وآخر الخطط التی ما زالت تعمل بفعالیة نوعآ ما حتى الآن على الأرض هی حرب الاستنزاف للجیش الیمنی وحلفائه . وإذا استطاعت القوى الوطنیة الیمنیة “مرحلیا” أن تصمد وبقوة کما صمدت أمام خطط سابقة ، فان إستراتیجیة اضعاف واسقاط الجیش الیمنی وحلفائه ستفشل ، و السبب أن خطة الاستنزاف التی تنتهجها أطراف العدوان على الیمن لها أمد معین وستنتهی بانتهاء مدة صلاحیتها، وبذلک تکون الیمن الدولة أمام آخر خطط الحرب المباشرة علیها ، بعد أن تحسم مبکرآ هذه الحرب المفروضة علیها.
ختامآ .. ان ما جرى بمحیط العاصمة صنعاء یحتم على القوى الوطنیة الیمنیة وبکل أرکانها ، تمتین الجبهة الداخلیة أکثر وأکثر، حتى وإن کان ذلک على حساب تنازلات مجتمعیة ومصالحات وطنیة کبرى وعقلانیة تقوم بها هذه القوى الوطنیة، للتخفیف من وطأة وآثار هذه الحرب على البنیة المجتمعیة الداخلیة بالیمن ، وإن نجحت فی ذلک واستطاعت بناء تحالفات جدیدة مع قوى مجتمعیة وسیاسیة فی الداخل الیمنی، من خلال تنازلات عقلانیة ومهیکلة تقدم لهذه القوى ، فانها ستکون بلا شک قد قطعت شوطا کبیرآ فی مشروع الانتصار الأکبر على حلف دولی کان وما زال یطمح إلى إسقاط الدولة الیمنیة بکل أرکانها .
وأقول لمن یحتفلون بأنتصارات إعلامیة بمحیط العاصمة صنعاء : لا تتسرعوا ، وانتظروا خواتیم المعرکة ، فالحرب سجال صولات وجولات ولننتظر خواتیمها ،مع یقینی الکامل بأنهیار مفأجىء لقوى العدوان بالمرحلة المقبلة ، والأیام بیننا .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com