للدين…باعة متجولون؟ .. / بقلم عرفات الحرازي
21 سبتمبر :
انها ليست تساؤلات تخطر في اذهان البعض أو افتراءات على الباعة المتجولون البسطاء ممن يقاتلون من اجل توفيرلقمة العيش لاطفالهم واسرهم ، بل انها حقيقة شديدة المرارة وذلك كونهم باعة متجولون (بدون عربات) تنطبق على ظهور بعض ممثلينا السياسيين على شاشة التلفاز ، ليسوا ابطالاً لمسلسلات درامية ، بل ابطالا لمسلسلات من الانتهاكات والبيع بالدّين دينهم الذي يدّعون الانتماء اليه ويصبغون أذقانهم بالحناء أسوة بنبيهم كما يدعون ، فهم متجولون ليس بما ينفع دينهم -الذي يعتبر شماعةً يُعلق عليه تبرير أعمالهم الهدامه – بل بما يعود على المسلمين بالضرر البالغ من السيارات المفخخة والانتحاريين الذين يتقربوا بدماء الابرياء الى إلله ابتغاء جنات عرضها السماوات والارض اعدت (للمفخخين) وليس للمتقين كما في القران الكريم…
إن تجارة هؤلاء الباعة ليست بأشياء ذو فائدة كما الباعة المتجولون الذين يتاجرون باشياء بسيطة كمسابح او مصاحف او بعض الملبوسات المتواضعة ، انما هم تجار متجولون بين الدول الماسونية والراعية للسياسات الصهيونية بتجارة اكبر من ذلك ألا وهي الإرهاب ، يبتغون رضى أعداء دينهم بحفنة من الذهب او بقراطيس من المال ، مقابل توريد (البدع) الدخيلة على الدين وتشريعات وحشية تفتي بتحليل ذبح وقطع الرؤوس لأي معتقد ديني ، وتمحي مبدأ احترام المعتقدات الدينية ، تشريعاً يطبق ما نص عليه السلف المنسوب الى الدين ، واما منبع هذه الاشياء الدخيلة على الدين فهي البلدان التي تبتغي تدمير هذا الدين ، بغية جعل الاسلام الدين الاكثر ارهابا وتطرفاً ، وتنفير الناس منه وتسمية اي شخص ينتمي اليه متطرفاً وعدو الانسانية…
قد تكثر اسماء الدول التي يتم التجول فيها وجمع حصاد ماتجود به انفس عباد الشيطان من الماسونيين واصحاب الافكار الشريرة ، وتلقي الدعم الكامل بمبالغ وميزانيات تفوق الخيال تكفي لإغراءالسذج وضعاف النفوس لتشييد الجماعات المتطرفة والتي تدعي اقامة حدود الله ! تتنوع الدول الراعية لهذه الجماعات فان منها دول كبرى اجنبية ، ومنها دول عربية يُعتقد بعدها كل البعد عن ممارسة هذه السياسات ، ولكنها تدعم هذا التطرف وتطبق اجندة الدول الكبرى لابتغاء رضاها أيضا.
ونلاحظ كثرة التجوال من بعض رموز الدين بين هذه الدول وباستمرارية تحت مسميات متعددة كالرحلات العلاجية او الاستجمامية او المؤتمرات او اي مسمى يغطى به سبب التجول من هؤلاء الباعة ، للتخطيطات الإجرامية ضد الاسلام والمسلمين.
ويعد رجوع احد هؤلاء المتجولون مرتبط بحادث ارهابي قد يسبق وصوله الى ارض الوطن وقد يتاخر الى ما بعد الوصول للتجهيز وفبركة الأحداث الاجرامية ، وتنفيذها كما تم التخطيط لها مسبقاً مع الداعمين من أصحاب النفوس (الخيّرة) والصدقات (الجارية) ، فتبدأ الفعاليات المختلفة من سيارات مفخخة واغتيالات مجهولة وعبوات ناسفة ، غير الرصيد المجاني المتمثل بالانتحاريين الحالمين بالحور العين ممن تم التغرير بهم مسبقاً ، فهي عاليات تستهدف الأبرياء والشخصيات الوطنية واصحاب العقول النيرة من المفكرين والمثقفين وكل من يحلم بالمساواة والتعايش والنهوض بالوطن الى بر الامان ، فعاليات همجية بربرية لاتنتمي الى اي دين ولا الى اي شريعة او قانون الا في شريعة الشواذ دينياً ، فتبدأ صرخات النساء والاطفال متماشية مع إدانات واستنكارات واسعة محلية ودولية ، ومن المؤسف سماع الأخبار المتضاربة التي تميع الحدث وتجعله تافهاً لاقيمة له عن طريق بعض وسائل الاعلام العربية التي تنحاز الى بث التفرقة وتبادل الاتهامات بين الاخوة ديناً ووطناً…
وعندما نراجع تاريخ هؤلاء الباعة وموقعهم في المجتمع فاننا نجد مكانتهم كبيرة بين شياطين الانس التابعين لهم والمدافعين عنهم والمبررين لاعمالهم ، فهم المغرر بهم واول المصدقين لكذبهم وافتراءهم ، اذ يعملون بدون مقابل غالباً ، فيكتفون بالانتماء الى هذه الاحزاب للدفاع والتضليل عن قاداتهم كأجر لهم ، فالإنتماء سعادة لاتوصف عند التابعين لهؤلاء لاشرار لما يرون عليهم من هيبة ووقار ولا يعلمون ماخفي خلف الستار…