مقالات

المنظّماتُ الأمميةُ سلاحٌ للعدوان يقتلُ بصمتٍ.. بقلم / دينا الرميمة

21 سبتمبر | مقالات

كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآنُ ماءً، كانت هي المنظّمات العالمية التي دخلت اليمنَ، فحسبها اليمنيون سحابةَ صيف ستُغيثُهم بفيض خيرها وتخفف عنهم ما سبّبه لهم العدوانُ بحصاره الخانق وأمَّلوا من إنسانيتها وقوانينها البراقة الكثيرَ من المواقف المنصفة حيالَ تلك الجرائم التي يرتكبها العدوانُ بحقِّهم، فوجدوها سلاحاً آخرَ بيد هذا العدوان الذي اشتراها بماله اللعين لتقتلَ هذا الشعب بصمتٍ ودون أن تترك أثراً يدينها!!.

وكما لصواريخ العدوان الخبيثة قبورٌ ضمت ضحايا غاراتهم، كان لهذه المنظّمات قبورٌ أُخرى ضمت الضحايا الذين قتلتهم بعطاياها المسمومة وأفعالها الأسوأ..

أمام الدول المانحة والعالم، لبست هذه المنظّماتُ ثوبَ إنسانيتها وبمعاناة اليمنيين أمامهم تباكت، وعلى وَقْــعِ أنينهم ظلت تشحت المساعدات وتستنجد فيهم الرحمةَ لإغاثة هؤلاء المنكوبين والمحاصرين، والذين أصابتهم لعنة حرب عالمية، فامتلأت صناديقها بمليارات الدولارات وتحت مُسمّى “الدعم والإغاثة” دخلت اليمنَ، وبخفايا وخطايا وخبايا خبيثة تسلحت..

وما إن وصلت اليمنَ خلعت عنها رداء الصالحين المزيف، وأتت لتمنحَ هذا الشعب المكلوم بقايا فتات تلك المساعدات بعد أن أخذت ما يقارب الثمانين بالمِئة من تلك المنح كنفقات تشغيلية ورواتب لموظفيها!!..

فكانت مساعداتُها هي القليل من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية، التي قد أكل منها الدهرُ وشرب وأصبحت حاضنةً خصبةً للدود والحشرات التي تفرز سموماً قاتلة لمتناولها، تقتله مثلها مثل تلك الصواريخ ولكن دون دليل يُسجلها كضحية للعدوان!!..

ولأعمال استخباراتية وظّفتها دولُ العدوان وبمهمة رصد الإحداثيات كانت تقومُ وترسلها لدول العدوان، التي تدفع لها الكثيرَ من الأموال، لتأتيَ فيما بعد تقتل وتدمّر، وأمام تلك الجرائم تلتزم هذه المنظّماتُ الصمت المدفوع ثمنُه سلفاً.

وتعجز المنظّمةُ التي اتّخذت من الصحة اسماً لها، أن تقدّمَ شيئاً لأولئك المرضى الذين تسبّب لهم العدوانُ بأمراض وأوبئة فتاكة، حصدت منهم الكثير، وكان ما قدّمته هو علاجات منتهية الصلاحية أو موانع الحمل وأغذية للحوامل، تقتلُها وتقتلُ جنينَها أَو تصيبه بالتشوهات.

وتعجز هذه المنظّماتُ أن توفّرَ رحلةً جويةً للقليل من المرضى الذين يستلزم سفرهم للخارج بعد انعدام علاجهم داخلَ بلدهم.

أرقام مهولة ذكرها وزيرُ الصحة، الدكتور طه المتوكل، من المرضى والأطفال، لم تُقدّم لهم هذه المنظّماتُ شيئاً ما جعله يخاطبها بأننا لسنا بحاجة لذرف الدموع، ودعاها إلى القيام بواجبها بالشكل المطلوب.

واليوم بعد أن تمَّ فضحُها بتلاعبها بمستحقات اليمنيين، وقيامها بأعمال عدوانية ولا أخلاقية وتبرأت منها الإنسانية، فهل سترضخُ لمطالب اليمنيين أم أنها ستعلّق تلك المساعدات، وأمام مجلس الأمن ستتهم حكومة الإنقاذ بإعاقتها عن القيام بأعمالها كما ادّعت مسبقاً؟!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com