اخبار محليةسياسة

السعودية والمفصل التاريخي

لم يعد مقبولا من الدول الاسلامية والعربية السكوت عن دور مملكة آل سعود في تدمير المنطقة وتشويه صورة الاسلام المحمدي الاصيل.

مصدر الموقف هذا، ليس من منطلق  مناهضة ورفض نظام آل سعود، بل من منطلق موضوعي، يدفع باتجاه ضرورة حسم الامة لخيارها، وحذف نظام ال سعود من سجل المنطقة والعالم، لتاريخه الاسود الملطخ بالدماء والخيانات منذ نشأته.

بمراجعة بسيطة نجد ان “بريطانيا العظمى” هي من انشأت كيان آل سعود، وبمراجعة بسيطة اخرى، نجد ان “بريطانيا العظمى” ذاتها هي من أنشأت الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والاقصى.
واذا ما طرحنا السؤال عن هدف انشاء السعودية، نجد انه محدد بنقطتين تلتقيان تماما مع اهداف انشاء الكيان الصهون المحتل،  وهما:
1- تدمير الخلافة العثمانية وأي دولة اسلامية وعربية(بريطانيا دعمت ال سعود بكل الامكانات والاسلحة لمحاربة العثمانيين وتمكنوا منهم)
2- تشويه وتدنيس صورة الاسلام المحمدي الاصيل ومحو تاريخه(بريطانيا روجت الفكر الهدام لمحمد بن عبد الوهاب مع سياسة ال سعود، فانجب الطرفان لقيطا اسمه التكفير والفتن المذهبية.
ومنهج ال سعود في عملية التدمير الممنهج لاثار النبي والصحابة وصولا الى محاولة نبش قبره(ص)،… وصولا الى انجاب داعش وليد الزنا الوهابي السعودي، واضح في الاستهداف السعودي لمعالم الاسلام و رموزه..

في المقابل ننظر ما قدمت السعودية للعالم العربي والاسلامي على مدى عمرها…. لمن يرغب فليراجع التاريخ .. ولمحة مختصرة تكفي لكي نجد ان ال سعود اغتصبوا الارض ونهبوا ثروات نجد والحجاز، وفتحوا عشرات الحروب كلها ضد المسلمين، وقتلوا وذبحوا واحرقوا الاف المسلمين في اماكن متفرقة على امتداد الجزيرة العربية.
لم يدعموا القضية الفلسطينية بل كانوا دائما يبحثون عن مخارج للاحتلال والدليل مبادرتان سعوديتان للتسوية في ثمانينات القرن الماضي واوائل القرن الحالي، وصولا الى فتح عمليات التطبيع مع الاسرائيلي والتنسيق معه من فوق الطاولة.
وما يؤكد ان هدف الكيانين الوهابي والصهوني واحدة هو ان الجماعات التكفيرية الارهابية التي تعتنق الفكر الوهابي، وعلى رأسها داعش وجفش “جبهة فتح الشام النصرة سابقا” لم تنفذ اي عملية “استشهادية” ضد الاحتلال الاسرائيلي، مقابل تنفيذ اكثر من عشرة الاف عملية انتحارية ضد المسلمين والعرب في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر وتونس… الخ.
الا يطرح هذا علامة تساؤل عن احد؟
السعودية ناصبت العداء للثورة الاسلامية في ايران منذ انطلاقتها مع انها كانت تسجد وتسبح بحمد شاه ايران المتحالف مع الصهاينة  والامريكية.
ال سعود دعموا بكل الامكانات عدوان صدام حسين على الثورة الاسلامية التي اعلنت منذ انطلاقتها ان القضية الفلسطينية هي قضيتها الاستراتيجية والمركزية، ودفعت ولا تزال اغلى الاثمان من اجل هذه الموقف..  لماذا؟
السعودية طالبت من حليفها الكيان الصهوني اكمال عدوان تموز على لبنان حتى القضاء على “المقاومة الاسلامية ضد الاحتلال الاسرائيلي” حزب الله.
ال سعود اشعلوا الفتن المذهبية في المنطقة ودعموا بالمال والعقائد المشوهة، الجماعات التكفيرية الارهابي على امتداد ليس العالم الاسلامي فحسب بل العالم (اجمع وهذا ما اعلنه الرئيس الامريكي باراك اوباما، بان الفكر الوهابي هو فكر متطرف…….)، وكان من نتائج هذا الدعم  تدمير الدول الاسلامية ، ومقتل وجرح وتهجير مئات الملايين، فضلا عن التفاصيل الاخرى…
ال سعود أفتوا بحرمة دعم المقاومة الاسلامية خلال عدوان تموز الاسرائيلي على لبنان عام 2006،
ال سعود لم يضعوا الصهاينة والجماعات التكفيرية، على لائحة الارهاب، بل وضعوا المقاومة الاسلامية في لبنان والاخوان المسلمين عليها،..
مفتي السعودية، يكفر الايرانيين، اي انه يكفر المذاهب الاسلامية جميعا بما فيها المذاهب الاربعة لان الشعب الايراني هو خليط من كل هذه المذاهب.
هل يكفي هذا الاختصار للدلالة على الدور السعودي، التدميري التخريبي الفتنوي، وضرورة وضع حد فاصل له؟؟
اذا كانت هذه هي السعودية التي تدمر وتكفر المسلمين جميعا، فما المنتظر منها؟
مواسم الحج حولتها السعودية الى كوابيس رعب على الحجاج، فصار كل من يتجه الى الحج يودع  اهله لانه ربما لن يعود، لان حياة الحجاج عند ال سعود لا تساوي شيئا، وكل سنة يستشهد الالاف الحجاج بسبب الاهمال وعدم كفاءة سلطات الرياض في ادارة الحج.
وعندما تصرخ الضحية ألماً، يحاول ال سعود منعها… اليوم يحاولون اسكات ايران، الصوت الوحيد الذي صرخ في وجه حكام السعودية، بضرورة الكشف عن الحقائق والاعتذار للدول الاسلامية والعربية وعوائل الضحايا عن فاجعة منى، وتشكيل لجنة تحقيق دولية اسلامية لتقصي الحقائق.  في وقت جبنت انظمة اخرى راح لها الكثير من الضحايا في الفاجعة، وارضت العار والخزي  وصمت، كما فعلت الشعوب العربية والاسلامية ولم تتحرك للمطالبة بحقوق  الضحايا.
خزي وعار اكبر، لحق بأسر الضحايا التي باعت دماء وارواح ضحاياها من دون اي مقابل، كرمى لعيون ال سعود…..
امام هذا التجاهل للارواح الانسانية والاستخفاف بدماء حجاج بيت الله الحرام، وعدم اهلية ال سعود لادارة  موسم الحج، وامام السياسة السعودية المعادية للعرب والمسلمين والمتحالفة مع الاسرائيليين والامريكيين، لا بد من ان يقف المجتمع العربي والمسلم، ليحدد الموقف من ال سعود..
1- اخراجهم من التوصيف العربي والاسلامي، الى توصيف اخر يتلاءم والدور المرسوم لهم غربيا.
2- تحرك الشارع العربي والاسلامي ضد سياسات ال سعود المعادية للمسلمين، ومن بين هذه الشعوب الشعب السعودي..
3- المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق من الدول الاسلامية، للكشف عن الاسباب الحقيقية لفاجعة منى ومحاسبة المقصرين
4- تشكيل لجنة اسلامية دولية  تتولى ادارة موسم الحج واقصاء آل سعود عن هذه المهمة
5- تشكيل  محكمة من الدول العربية والاسلامية، سواء كانت رسمية او شعبية، لمحاكمة ال سعود على تاريخهم الاسود منذ نشأة كيانهم الجرثومة السرطانية وحتى يومنا هذا.

المهم من كل ذلك ان يحدد المسلمون والعرب موقفهم من السعودية في هذا المفصل التاريخي، الفاصل بين مرحلتين من تاريخ الاسلام والمسلمين والعرب والمستعربين. فاما ان يتم اختيار الغاء السعودية من القاموس، ليعيش العرب والمسلمون وحتى العالم بدون ارهاب، واما ان يحصل العكس وتعم الفوضى والحروب والتكفير والارهاب، اكثر مما هو حاصل اليوم.. الخيار بيد الشعوب قبل الانظمة…..

* د. حکم امهز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com