مقالات

إدريس سعيد الشرجبي .. المعدن النقي .. بقلم / الفريق الركن جلال الرويشان

21 سبتمبر || مقالات :

كنت ، ولا أزال ، أنظر إلى كل من ينتمي إلى الحركة الناصرية – أو له علاقة بها ، أو من أنصارها- على أنه من الأكثر ثقافةً واطلاعاً وقراءةً للكتب .. تلمس ذلك من خلال حديثه ، ونقاشه ، وتعبيرات يديه ووجهه .
ولا أعتقد أن هناك ناصرياً لا يملك مكتبة صغيرة في منزله .
وكل ناصري يجعل من الأهداف الوطنية ، والوحدة العربية- ورفض الهيمنة الغربية التي فُرضت على العالم من خلال النظام الدولي ، ومقاومة الأنظمة العربية الرجعية- مُنطَلَقاً له في توجهاته ، وعمله ، وتفكيره ، وحديثه .
وبرغم قِصر المدة الزمنية التي قضيناها معاً.. فلقد رأيت هذا النموذج الناصع البياض في شخص وشخصية أخي وزميلي الأستاذ إدريس سعيد الشرجبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات، رحمه الله تعالى .
رأيت في الأستاذ إدريس الشرجبي ذلك النموذج الحقيقي للعربي المؤمن بربه ، والمعتز بعروبته ، والمدافع عن وطنه ، والمكافح في سبيل أن يعيش هو وشعبه حراً أبياً وشامخاً ومستقلاً ورافضاً لقرارات الهيمنة والوصاية والتدخل، التي يسعى لفرضها على اليمن، إقليمٌ طارئ على التاريخ ، وعالم يريد فرض قراراته وتوجهاته على التاريخ .
لقد كان الأستاذ إدريس سعيد الشرجبي واضحاً وقوياً في وقوفه ضد العدوان الأمريكي السعودي الذي تعرضت له بلادنا ..
لقد سمعت منه أكثر من مرة، يردد : ” نكون أو لا نكون ” في مواجهة هذا العدوان الغاشم والحصار الجائر ..
ومن المفارقات العجيبة ، أن ثلةً من الناصريين الذين كنّا نعتبرهم مثالاً في مقاومة الرجعية العربية ورفض الهيمنة الإقليمية والدولية على اليمن – أربأ بنفسي عن ذكر أسمائهم لسقوطهم في الوحل السياسي ، واللهث وراء المال المدنس – قد هرعوا – فور وقوع العدوان على بلادنا – للارتماء في أحضان العدوان السعودي الأمريكي .. لقد قال أحدهم ذات يوم ، حين كان ناصرياً حقيقياً : ” لا يمكن أن يكون اليمن سعيداً وسعودياً في آن واحد ” .. ثم ما لبث ذلك الناصري أن قضى خواتيم عمره متنقلاً في أروقة وممرات فندق الريتز في الرياض يمسح الجوخ ، وينفذ توجيهات السفير السعودي وطاقمه الوظيفي .
أي ناصري هذا !؟
بل أي يمني هذا !؟ ..
في هذا الخضم السياسي ، والتناقض الرهيب بين الأقوال والأفعال ، وبين النظريات والتطبيق ، وبين الوطنية والخيانة ..
وقف الأستاذ إدريس سعيد الشرجبي حراً وشامخاً في صف مقاومة العدوان ..
ولأن الرجال معادن .. فقد كان الشرجبي معدناً نقياً وخالصاً كالذهب، بينما تساقط البعض كالشوائب دون احترام لتاريخهم وأفكارهم ونظرياتهم .
رحم الله الأستاذ إدريس سعيد الشرجبي، وأسكنه فسيح جناته .
نائب رئيس الوزراء
لشؤون الدفاع والأمن

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com